فيلم يتيم.. مأساة الطفولة السورية بعدسة مخرجة بوسنية

17 فبراير، 2017

في مناطق تجمُع اللاجئين، ووسط عشرات الأطفال في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، يعمل فريق صانعة الأفلام والمخرجة البوسنية “عايده باغيج” على قدم وساق لإنهاء تصوير مشاهد فيلم “يتيم”، عن صراع أطفال بين ماضِ ملئ بالحروب ومستقبل مرير.

فبعد أن تجولت مخيمات اللاجئين وحاورت القادمين من الحرب على الحدود السورية التركية على مدار عام ونصف العام، شرعت “باغيج” في تجميع مكعبات حلمها، وتدوين قصتها، مستوحية خطوطها العريضة من حكايات من شاهدوا الحرب وراحوا يهرولون تجاه الحدود أملاً في بزوغ فجر الأمل.

لم تكتف “باغيج” باقتباس قصتها من حكايات اللاجئين، بل راحت تجمع عشرات الأطفال، وتعقد معهم ورشاً فنية لتعليمهم أساسيات التمثيل والتعبير بكافة ما يدور في جوارحهم دون أدنى رهبة أو انفعال، وكلها رغبة أن يكون فيلمها جزءاً من الواقع بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ومن ثم بدأت رحلة التصوير.

وخلال تصوير مشاهد الأسبوع السادس والأخير في أحد شوارع شانلي أورفا، أوضحت “باغيج” أنها تشعر بحالة مثيرة وهي على وشك إتمام تصوير مشاهد الفيلم.

وأول كلماتها عن فيلمها كانت: “اجتهدت كثيراً لأحقق هذا العمل، أركز فيه على حياة الأطفال في وقت الحرب، ورحلات تهجيرهم وتيتمهم وفقدانهم لأحبائهم، فضلاً عن الآثار المريرة التي خلفتها الصراعات في نفوسهم”.

وأضافت: “الأمر ليس غريباً عليّ، فقبل 25 عاماً عاصرت أنا أيضاً حرباً مشابهة في البلقان (شرق أوروبا)، فضلاً عن أن الله أنعم عليَ بأطفال، ما يؤهلني للإحساس بكثير من مشاعرهم”.

وأكدت “باغيج” أنه من الضروري أن يرى العالم بأسره هذه المشاهد المأساوية، وأن يوجد أناس يعملون على تحقيق ذلك، وزادت: “وأنا أسعى إلى فعل ذلك، عن طريق تسليط الضوء على هؤلاء الأطفال النازحين من بلدانهم”.

وعن طبيعة سير العمل، أوضحت أن فيلمها الذي يغلب عليه الأطفال يدور في فلك من الحب والتناغم، ولا يخلو من المرح والدعابات، وسط مشاركة عشرات الأشخاص من 13  دولة، أغلبهم من سوريا والبوسنة وتركيا.

وأضافت: “على الرغم من تعدد الجنسيات الموجودة هنا إلا أننا لم نواجه أي مشكلة في موضوع التواصل، وتجمعنا جميعا لغة قلبية ذات طابع خاص، وهذا ما يؤكد لي أن الفيلم سينجح”.

وتابعت: “لتركيا دور كبير في تحقق ذلك التناغم، وهو أكثر ما يميز هذه الأرض، حيث ترى الشرق والغرب في آن واحد، ولا تُشعِر زائريها بأية غربة”.

من جانبه، أعرب بطل الفيلم عيسى دملخي (15 عاماً) عن سعادته لمشاركته في عمل هكذا، يسرد قصة آلاف من الذين أجبروا على ترك بلدانهم وأحبائهم، وخوض حرب أخرى مع الواقع الجديد.

وأضاف: “أتيت إلى هنا قبل 3 سنوات بعد أن فقدت والدي في الحرب بيومين فقط، وكنت أدرس في ثانوية الفنون في بلدي، أملاً أن أصير يوماً فناناً”.

وعن أحلامه في هذا المجال، قال دملخي: أتمنى أن ألعب دوراً في أعمال تسرد الوقائع التي شاهدتها في الحرب وفي رحلتي حتى وصلت إلى الحدود، (..)، هناك عديد من الأسر المشردة كأسرتي، فقدت واحداً أو أكثر من أفرادها، وهدمت حياتهم فوق رؤوسهم”.

ويشارك في أحداث الفيلم بجانب دملخي فنانون وأطفال هواة من فرنسا والأردن وتركيا وفلسطين وسوريا، ويتحدثون فيها باللغات العربية والإنجليزية والتركية والبوسنية.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]