لماذا تجد روسيا التوسط في السلام بسوريا أصعب من الحرب؟
17 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
[ad_1]
عندما استعرضت روسيا قوتها العسكرية غيرت مجرى الحرب في سوريا لكنها الآن تجد المرحلة التالية، وهي الوساطة لإنهاء القتال، أمراً أكثر صعوبة.
واختتمت جولة من محادثات السلام السورية برعاية روسيا أمس دون صدور بيان مشترك وهو عادة الحد الأدنى لنتائج أي مفاوضات دبلوماسية. وشهدت المحادثات تبادل الطرفين السوريين للانتقادات مع بعضهم ومع الوسطاء.
وفي ظل عدم تحقيق تقدم ملموس يمكن للصحفيين الكتابة عنه كان ممثلو وسائل الإعلام في مقر المحادثات في كازاخستان الجمهورية السوفيتية السابقة متعطشين لأي أنباء لدرجة أنهم تجمعوا ذات مرة حول شخص يتحدث باللغة العربية ظناً منهم أنه أحد المشاركين في المحادثات لكن سرعان ما اتضح أنه صحفي مثلهم.
ورد الدبلوماسيون الغربيون، الذين قالوا إن حملة الضربات الجوية التي يقودها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أدت إلى تفاقم الصراع، في أحاديثهم الخاصة تعليقاً على الصعوبات التي تواجهها روسيا في دور صانع السلام بتكرار عبارة “قلنا لكم ذلك”.
واقترحت روسيا إجراء سلسلة من المفاوضات في “أستانا” عاصمة كازاخستان في أواخر العام الماضي متوقعة أنها، باعتبارها القوة الخارجية المهيمنة في سوريا عقب تدخلها العسكري، ستكون قادرة على كسر الجمود الذي استعصى على الجهود المتكررة للقوى الغربية الكبرى ووسطاء الأمم المتحدة.
وبدأت مساعي روسيا للسلام مفعمة بالأمل حيث عقد أول اجتماع في “أستانا” في شهر يناير/ كانون الثاني. واجتمعت حكومة النظام في سوريا وفصائل المعارضة المسلحة لأول مرة في تسعة أشهر وجرى الاتفاق على تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
لكن بحلول الجولة الثانية من المحادثات هذا الأسبوع ازداد الوضع سوءاً. فقد كانت المعارضة السورية تناقش حتى اللحظات الأخيرة مسألة حضور المحادثات من عدمه قبل أن ترسل في نهاية المطاف وفداً أصغر وصل إلى عاصمة كازاخستان متأخراً يوماً عن الموعد المقرر لانطلاق جولة المحادثات.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد النظام في المفاوضات أمس إن محادثات السلام في “أستانا” لم تصدر بياناً ختامياً بسبب تأخر وصول المعارضين المشاركين وداعميهم الأتراك مما أدى إلى تأجيل الجلسة المشتركة ليوم ووصف التأخر بأنه “غير مسؤول”.
وانتقد الجعفري أيضاً المعارضة وتركيا لخفض مستوى وفديهما عن الاجتماع السابق.
وأضاف الجعفري في إفادة صحفية بعد المحادثات أن تركيا لا يمكنها أن تشعل النار وفي الوقت نفسه تؤدي دور رجل الإطفاء.
وعلى الجانب الآخر اتهمت المعارضة نظام الأسد وإيران بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بشكل روتيني كما اتهمت روسيا أيضاً بالتقاعس عن فرض الاتفاق.
وقال يحيى العريضي أحد مفاوضي المعارضة إنهم يعرفون أن الروس لديهم مشكلة مع أولئك الذين يضمنونهم في إشارة إلى طهران وقوات النظام.
وفي السياق ذاته قال دبلوماسي فرنسي كبير ومسؤول حضر المحادثات من دولة لا تشارك فيها بشكل مباشر، إن أحد الأسباب الرئيسية لتباطؤ التقدم هو محاولات موسكو توسيع المحادثات لتتجاوز وقف إطلاق النار ولكي تناقش الحلول السياسية للقضية السورية.
وصرح المفاوض الروسي “ألكسندر لافرينتيف” للصحفيين أمس أن موسكو عرضت على السوريين مشروع دستور جديد.
وأضاف أيضاً أن قوة المهام المشتركة بين روسيا وتركيا وإيران المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار والمتفق عليها في “أستانا” في يناير/ كانون الثاني يمكن أن توسع أنشطتها في المستقبل لتشمل تسوية سياسية للقضية السورية.
لكن المصدرين قالا إن الأطراف الأخرى قاومت تلك الجهود لأنهم لا يزالون يركزون أكثر على القتال على الأرض في سوريا.
وذكر أحد المصدرين أن إيران تريد مواصلة المكاسب التي حققها حلفاؤها في سوريا بينما تصر تركيا على عدم السماح باقتراب أي أكراد من حدودها.
وأشار المعارضون أيضاً إلى أنهم يريدون أن تركز المحادثات على أمور عملية أكثر مثل الضربات الجوية على الأراضي الخاضعة لسيطرتهم والتي يقولون إن روسيا تعهدت بوقفها علاوة على إطلاق سراح السجناء.
وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية للمفاوضات: “لم نأت إلى هنا من أجل اتخاذ قرارات سياسية غير صحيحة.”
وحتى دولة كازاخستان التي تستضيف المحادثات خفضت مستوى مشاركتها. فقد استقبل نائب لوزير الخارجية المندوبين بدلاً من الوزير نفسه الذي استقبل المشاركين في جولة يناير/ كانون الثاني. وأرسلت المعارضة تسعة مشاركين بدلاً من وفد ضم 15 شخصاً في الجولة السابقة.
وحضر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا “ستافان دي ميستورا” الجولة الأولى من المحادثات حيث شدد على ضرورة مناقشة عملية الانتقال السياسي في سوريا في جنيف وليس “أستانا”. لكنه لم يحضر الجولة الثانية وبدلاً من ذلك سافر إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية “سيرجي لافروف”.
وفي الأساس وصفت محادثات يوم أمس بأنها اجتماع فني على مستوى منخفض. لكن رعاة المفاوضات رفعوا مستواها يوم الجمعة الماضي مما عزز الآمال في إمكانية تحقيق تقدم حقيقي.
وكان من شأن خروج المحادثات بنتيجة ناجحة أن يمنح روسيا انتصاراً كبيراً على مستوى العلاقات العامة مباشرة قبل محادثات تقودها الأمم المتحدة بشأن سوريا في جنيف يوم 23 فبراير/ شباط.
لكن بدلاً من ذلك أخذ المفاوض الروسي “لافرينتيف” يحاول تبرير أسباب انتهاء جولة المحادثات الأخيرة بهذه المرارة.
وقال: “مستوى الريبة المتبادلة مرتفع جداً وكانت هناك اتهامات متبادلة كثيرة (..) لكني أعتقد أن علينا مواصلة التقدم في كل مرة (..) خطوة بخطوة”.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker] [/sociallocker]