لو “يضرط” أحمد حسون بدلاً من أن يُفتي بالسياسة



عماد أبو سعيد – المصدر

لا أحد يعرف على وجه الدقة ما إذا كان الشيخ أحمد حسون مفتي البراميل، يطلق “فتاواه” بشأن الأسد والمقاومة من دماغه أم من “مؤخرته” بلا مؤاخذة، مع ترجيح وازن للثانية، وربما لو شاءت الأقدار يوماً إخضاع “الشيخ” لفحوص طبية، لتم إثبات أن الرجل يمتلك الاثنين “الدماغ والمؤخرة” لكنه يعاني من خلط  إرادي بين عملهما، ولا ينقصه من أعضاء الجسد سوى الذمة والضمير والأخلاق والدين .. فقط لا غير.

مذهل هذا الرجل بتسامحه  “بلا حدود” مع أتباع المذاهب والأديان والكافر والزنديق ومثلي الجنس والقاتل والشبيح وجماعة الحشد الشيعي الشعبي ويا لثارات الحسين وزينب لن تسبى مرتين .. وطوبى لهؤلاء جميعاً في سبيل “الأسد قائدنا وحسون مُفتينا للأبد”.

يحق للمفتي حسون، ما لا يحق لغيره على اعتبار أنه من لحم” بدون دم ولا نخوة ولا ناموس”، ويحق للشيخ دون غيره أن يخلط الدين بالسياسة في “سورية الأسد العلمانية” لكن أن يخرج علينا ضارباً بسيف الأسد المقاوم، ومن خلفه الدمية الإيرانية حسن نصر الله زعيم ميلشيا حزب الله الشهير “بحسن زميرة” .. هذه ثقيلة وثخينة من “حسون” إلا إذا كان المفتي مصاباً “بالزهايمر” فوق أعراض قلة الشرف.

طلع علينا مفتي البراميل أحمد حسون بالأمس، عبر شاشة الميادين الناطقة باسم الولي الفقيه الفارسي، مدعياً أن “أن دمشق الأسد” ومقاومة خامنئي في بيروت تُعاقبان اليوم لوقوفهما إلى جانب فلسطين، بحسب ذمته الواسعة، ومدعياً أنه لو تخلت إيران عن القضية الفلسطينية لسمح لها الغرب بتصنيع الأسلحة، ثم متسائلاً عن صوت علماء المسلمين من تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن “حل الدولتين وضم الجولان”، متهماُ العرب بالانشغال في هدم كل من سورية واليمن، ودائماً وفق حسون الذكي الملعون.

ولعل الشيخ كان محقاً لولا بعض الهفوات “البسيطة”، مثل نسيانه أو تناسيه أن حافظ الأسد سلم الجولان لإسرائيل في حرب 67 ثم قبض الثمن حكماً وراثياً، وأن سورية الأسد هي “الدولة” الوحيدة في التاريخ التي تولت حماية الاحتلال على أراضيها بدلاً من الاحتلال ذاته على مدار نصف قرن، وأن “سورية” أو ما تبقى منها بعد تسليم الجولان ونسيان لواء اسكندرون في عهد الأسد الأب، هاهي تدمر على يد الأسد الوريث وبمعية جيشه الباسل، وميليشيا الولي الفقيه، الذي يحارب فيلق القدس التابع له في أربع عواصم عربية ليس من بينها القدس طبعاً، قبل أن يوضح لنا حسن زميرة نصر الله بأن الطريق إليها يمر عبر الزبداني ودمشق والقصير وحلب علناً، وعبر مكة المكرمة والمدينة المنورة، ودول الخليج سراُ، وهو المشروع الذي قايضت إيران سلاحها النووي من أجل تمويله وتحقيقه تماماً مثلما قايض بشار السلاح الكيماوي من أجل الكرسي، وحصنه بقوات احتلال روسية – إيرانية – ميليشاوية مذهبية، لا تنتمي إلى عمامة مولانا مفتي البراميل.

لطالما أدهشنا الشيخ حسون بفتاواه .. ولطالما تمنينا أن “يضرط” بدلاً من أن يفتي بالسياسة أو  يُستفتى بدمائنا.




المصدر