أحدها يتضمن مشاركة الجيش الحر.. ثلاثة عروض أمام ترامب لمعركة السيطرة على الرقة

19 شباط (فبراير - فيفري)، 2017

6 minutes

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ثلاثة عروض متناقضة ومتداخلة تلقتها من حلفائها وخصومها، لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الرقة معقل التنظيم شرق سوريا، أحدها يتضمن توغل الجيش التركي دعماً لفصائل الجيش السوري الحر من محورين أو ثلاثة، في حين جاء الثاني من موسكو بدعم تمدد قوات الأسد وحلفائها من محوري تدمر وجنوب شرقي الباب. لكن الجيش الأميركي لا يزال يدعم عرضاً ثالثاً من “قوات سوريا الديمقراطية” التي بدأت قبل أيام المرحلة الثالثة من عزل الرقة.

وكان “ترامب” كلف وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) وضع خطة في بداية الشهر المقبل تستهدف هزيمة “تنظيم الدولة”. ولا يزال أركان الوزارة والمبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد التنظيم “بريت ماغورك” يميلون إلى دعم “قوات سوريا الديمقراطية” ويقدمون لها أسلحة ثقيلة وتدريباً عسكرياً وغطاء جوياً عبر التحالف الدولي.

وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تضم مقاتلين عرب ويغلب عليها المكون الكردي، المرحلة الأولى من عملية “غضب الفرات”، الهادفة إلى عزل الرقة عن ريفها الشمالي في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وبدأت المرحلة الثانية في 10 ديسمبر/ كانون الأول وشملت الريف الغربي، فيما أعلن عن المرحلة الثالثة في 4 فبراير/شباط وتشمل الريفين الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة، بحيث تعزل المدينة في غضون شهرين أو ثلاثة.

العرض الأول

ويتضمن العرض الأول تصعيد البنتاغون تدريب ودعم حوالى ثلاثين ألفاً من المقاتلين العرب والأكراد استعداداً لبدء معركة السيطرة على الرقة وسط اعتقاد واشنطن بأن الأكراد هم “الأكفأ في قتال التنظيم وأن تقدم درع الفرات بدعم الجيش التركي في تحرير الباب كان بطيئاً”، إضافة إلى عدم رضاها عن التنسيق بين الجيشين التركي والروسي في الباب.

وظهر خلاف بين واشنطن من جهة وأنقرة ودول عربية من جهة ثانية، حول دور “وحدات حماية الشعب” الكردية في عملية استعادة الرقة وحول من يتسلم إدارة المدينة بعد السيطرة عليها، إذ إن أنقرة ترفض أي دور لـ “وحدات حماية الشعب” وتؤكد أهمية استعادة الرقة بواسطة مقاتلين عرب وتسليمها إلى أهلها، كما حصل في مدينة الباب لدى دعم تركيا فصائل “درع الفرات”. وحصلت تركيا على دعم دول عربية رئيسة باعتبار “وحدات حماية الشعب” تنظيماً إرهابياً.

الجيش الحر بدعم تركي

وجاء العرض الثاني من تركيا، إذ أكدت مصادر تركية لصحيفة “الحياة” أن أنقرة قدمت إلى واشنطن خطة عسكرية للسيطرة على الرقة بمشاركة دول عربية منضوية في التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”، وأن الخطة قُدمت بدايةً خلال زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) مايك بومبيو الخميس الماضي، ثم بُحثت تفصيلاً في قاعدة أنجرليك أول من أمس، بين قائد الجيش التركي “خلوصي آكار” ونظيره الأمريكي “جوزيف دانفورد”.

وأفادت صحيفة “حرييت” التركية أمس، بأن أنقرة تفضل خطة تدخل بموجبها قوات تركية وأمريكية خاصة و الجيش الحر إما من تل أبيض الحدودية عبر إقناع واشنطن لـ “وحدات حماية الشعب” بفتح طريق بعرض 20 كيلومتراً وطول 100 كيلومتر من تل أبيض إلى الرقة، أو من مدينة الباب إلى الرقة بعملية تمتد أكثر من مئتي كيلومتر، لكن مصادر أخرى أشارت إلى وجود طريق ثالث للتوغل التركي من جرابلس إلى الرقة بعمق يزيد على 100 كيلومتر. وأوضحت أن أنقرة بدأت عملية تدريب عناصر من الجيش الحر لتشكيل قوة يتجاوز عددها عشرين ألف عنصر، بينهم خمسة آلاف من “درع الفرات” وعدد كبير من الضباط المنشقين عن جيش النظام ويقيمون في تركيا وعددهم يقارب ألفي ضابط، إضافة إلى الاعتماد على العناصر المحلية في الرقة.

وتقابل هذه الخطة بتحفظ روسي واعتراض نظام الأسد وطهران.

الأسد وطهران عبر موسكو

وقدمت هذه الأطراف (الأسد وطهران) عبر موسكو عرضاً ثالثاً، بتقديم دعم لقوات الأسد وحلفائها بالانتقال من جنوب شرقي الباب ومن تدمر بغطاء جوي روسي إلى معقل “تنظيم الدولة”، إضافة إلى تقدم هذه القوات من دير الزور بعد السيطرة عليها. ولاحظت مصادر أن قوات النظام وميليشيا “حزب الله” الإرهابية لم يدخلوا إلى الباب من جنوبها الغربي، بل توجهوا شرق المدينة من جنوب الخط الذي وضعته أنقرة لخطتها للسيطرة على الرقة.

لكن الذي يعيق هذا الخيار إلى الآن، هو موقف إدارة الرئيس “ترامب” من التعاون مع روسيا في الحرب على الإرهاب. كما يتطلب الأمر قراراً سياسياً في واشنطن بالتعاون معنظام الأسد وسط أنباء عن عدم توفر عدد كاف من قوات النظام لعملية كهذه.

وكان لافتاً أن قاذفات روسية حلقت فوق إيران والعراق، بدأت بقصف مناطق في الرقة بعد تركيزها سابقاً على دير الزور.

وأوضح مسؤول غربي لـ”الحياة” أمس، أن إدارة “ترامب” تدرس خيارين: التنسيق بين هذه العروض الثلاثة المتناقضة والمتداخلة، التركية والروسية والكردية وإدارة عملية معقدة من المعارك البرية والغارات الجوية للتحالف الدولي وروسيا، الأمر الذي يتطلب تفاهماً بين “ترامب” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وبين أن تذهب وحيدة في دعم “قوات سورية الديمقراطية” وزيادة انخراطها ودعم نشر قوات برية إلى جانب مئات الخبراء المنتشرين في ثلاثة معسكرات ومطارات أقيمت في مناطق الأكراد شمال سورية وشمالها الشرقي، مع احتمال ترك الجيش الروسي للتركيز على معركتي دير الزور وتدمر.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]