خبير: موجة غلاء قادمة بأسواق مناطق النظام بسبب استيراد المازوت


يتّجه نظام الأسد لاتخاذ خطوة من شأنها تأزيم الوضع المعيشي ورفع أسعار السلع الأساسية في سوريا، فقد نقلت وكالة أنباء النظام “سانا” مؤخرًا عن مصادر في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التابعة لنظام الأسد، أن الوزارة طلبت من غرفتَي صناعة وتجارة دمشق البدء باستيراد مادة المازوت من لبنان، وذلك بناءً على توصية من اللجنة الاقتصادية في اجتماع عقدته لتدارس أزمة المشتقات النفطية في سوريا.

وقال سامر الدبس، رئيس “مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها”: “إن الاستيراد برّاً من لبنان يؤمن السرعة في تأمين المادة نظراً لكون لبنان قريباً وبالتالي يستطيع الصناعيون الحصول على صهاريج المازوت خلال يومين”.

غير أن هذه الخطوة ستؤدّي إلى رفع أسعار معظم المواد في الأسواق السوريّة، وذلك وفقاً لما أكده الخبير والباحث الاقتصادي “حسين الجنيد” الذي أوضح في تصريح لـ “صدى الشام”: “أن الخطأ الأول يتمثّل في اختيار لبنان لشراء المازوت منه، لأن لبنان يُعتبر من أغلى البلدان بسعر المازوت في العالم”.

وأضاف أن التجّار والصناعيين والمستثمرين سوف يدفعون ثمن المازوت بالدولار ويبيعون المنتجات بالليرة السورية، لذلك فإن الأسعار سوف تتضاعف من خلال فرق العملة، موضحًا أنه عندما كان يرتفع سعر المازوت داخل سوريا بمعدّل 20 ليرة لليتر الواحد، فإن أسعار السلع كانت تقفز بشكلٍ كبير، وتساءل: “ماذا سيحدث الآن عندما يتم شراء المازوت بالدولار من دولة أسعار المازوت فيها تُعدّ مرتفعة للغاية؟”.

واعتبر أن القرار قد يخلّص السوريين من مشكلة النقص في المازوت، لكن هناك موجة جديدة لارتفاع الأسعار تنتظر أسواقهم بعد دخول المازوت المستورد من لبنان، مشيراً إلى أن أثر الارتفاع لن يظهر الآن وذلك لأن المازوت لم يصل بعد.

وذكر “الجنيد” أن النظام يواجه الآن مشكلة نقص الوقود بنفسه بعد أن عاقبته إيران وقطعت عن مناطقه المازوت وغيرها من المساعدات، لافتاً إلى وجود نقطة سلبية أخرى تتمثّل في أن التجّار والمستثمرين سوف يقومون بسحب الدولار من الأسواق بغية شراء المازوت، وهو ما سوف يؤدّي لهبوط الليرة أمام الدولار، وعليه فإن ذلك سوف يزيد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ويأتي قرار النظام باستيراد المازوت بعد أن شارف مخزون محطّات الوقود ومصافي النفط في مناطقه على النفاذ، وحصلت أزمة وقود كبيرة الأمر الذي دفع حكومة النظام للبحث عن بدائل بأية كلفة.



صدى الشام