النزوح من مدن إدلب يُنعش الحياة الصناعية والتجارية في أريافها
20 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
تشهد المناطق الثائرة في إدلب نزوحاً من نوع جديد، فقد اضطر القصف المكثف الذي يستهدف مراكز المدن الثائرة الأهالي إلى النزوح إلى الأرياف، ونقل جميع حرفهم وصناعاتهم معهم، الأمر الذي ساهم في انتعاش الحركة الصناعية والتجارية في تلك الأرياف.
وتعرضت كبرى مدن ريف إدلب لغارات جوية، تسببت بدمار كبير في البنية التحتية، وتعطيل المصالح التّجارية والصناعية، وتدمير الأسواق التجارية والمستشفيات والمراكز الصحية. ومنها مدن (إدلب ومعرة النعمان وجسر الشغور وسرمين وسراقب وخان شيخون ومعرة مصرين) وغيرها، والتي تعرضت لغارات جوية مكثفة، وشهدت شللاً تاماً في الحركة التجارية والصناعية، بعد نزوح أعداد كبيرة من أهلها.
ونقل النّازحون مهنهم وحرفهم إلى الأرياف، فازدهرت الصّناعات هناك بشكل كبير، ومن تلك الحرف حرفة صناعة السيارات المحلّية الصنع، والتي كانت تشتهر بها مدينة حلفايا شمال حماة، إضافة إلى حرف تنجيد السّيارات ودهانها، والعديد من الحرف اليدوية، ومشاغل الخياطة، إضافة إلى ازدهار التجارة في تلك الأرياف.
وانعكس ذلك إيجاباً على الريف بشكل عام في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وشهدت بلدات وقرى كانت نائية في ريف إدلب حركة تجارية وصناعية كبيرة، كما ازدهرت الحركة العمرانية فيها بشكل كبير، بعد أن كان سكّان الريف لا يعرفون سوى الزراعة وتربية الحيوانات، فباتوا يمتهنون مهناً جديدة، أسهمت إلى حد كبير في انتعاش الحياة في الرّيف.
ويُصرّ السوريون على البقاء رغم الدمار الكبير، وينقلون الحياة معهم أينما رحلوا، فقد حسموا أمرهم واختاروا الحياة رغم الموت المحدق بهم.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]