قدري جميل يحجز مقعده في جنيف4 على دماء أهالي القابون والغوطة والوعر



سعد هائل – المصدر

هجوم ميليشيا بشار الأسد على حي القابون  أمس، وهو الأعنف منذ عام 2014، واستخدامها  فيه صواريخ “أرض – أرض” إضافة إلى التصعيد العسكري في الغوطة الغربية بالبراميل المتفجرة، و الجنوب، وحي الوعر في حمص،  هو رسالة روسية خالصة، تأمل منها موسكو إخضاع المعارضة لشروطها في تشكيل وفد التفاوض إلى جنيف4، بل تفكيك المعارضة وإعادة تركيبها على هواها، وهو الهدف الذي عملت عليه طويلاً، ولأجله تم تشكيل منصات “موسكو، آستانة ،وحميميم”، ولأجله أيضاً قام جهاد مقدسي “بتعفيش وسرقة” مؤتمر القاهرة وأوراقه بمعية وزارة الخارجية المصرية وتحويله إلى ما بات يُعرف بـ “منصة القاهرة”، تمهيداً لدفن “بيان جنيف1″، ثم إعادة تفسير وتفصيل قرار مجلس الأمن 2254 ، على مقاس بقاء بشار الأسد حتى نهاية فترته، وانصياع المعارضة لإعادة ترشيح نفسه إلى فترتين رئاسيتين يضمنهما له الدستور الروسي العتيد.

ورغم كل هذا الاستفزاز الدموي، إلا أنه يبقى مفهوماً في سياق عقلية بوتين الذي يتصرف حتى اللحظة  “كبلطجي” لم يجد من يردعه بالتجرؤ على تسليم مضادات طائرات لمقاتلي المعارضة.

عموماً، يبقى  كل هذا الاستفزاز الدموي مفهوماً في سياق عقلية بوتين الذي يتصرف حتى اللحظة كبلطجي لكن يبقى الأكثر استفزازاً هو سلوك وتصريحات المعارض الشرس قدري جميل “أبو جقمة” زعيم “منصة موسكو” وتهديده بمقاطعة جنيف4 بدعوة مضحكة مفادها أن معارضة الائتلاف لا تمثل المعارضة، كما أنها لا تملك قرارها المستقل، وهو محق في ذلك لو كان هو ذاته هو يملك قراره، ولا يتنقل من حضن بوتين إلى حضن بشار الأسد وبالعكس وعلى مبدأ “رايحة – جاية”.

ميزة “قدري جميل” في أنه لا يخجل، بل أنه يرتكب كل الموبقات السياسية على رؤوس الأشهاد، وعلى الهواء مباشرة إذا اقتضت مصلحة موسكو وبشار الأسد ذلك، مثل الشماتة في سقوط حلب  على شاسة روسيا اليوم، وهو يمارس هذه الشماتة بصفته “معارضاً ” بلا صغرة، كما أنه لا يخجل من التهليل والتسويق للاحتلال الروسي والإيراني لبلده المفترض “سورية”.

لم نسمع صوتاً واضحاً لقدري جميل “أبو جقمة” ينتقد الميلشيات التابعة لإيران وما ترتكبه من مجازر متنقلة في سورية منذ انطلاق الثورة ضد الوريث، إلى ما تقتضيه ضرورة الماكياج السياسي لظهوره كمعارض، لكنه لطالما اتحفنا بالهجوم على “أعدائه” من معارضة لا تقبل ببقاء بشار الأسد، وهي معارضة بدورها لا تليق بالثورة، بيد أن رمدها أحسن من عمى قدري جميل وعلى شاكلته من معارضي الغفلة من نمرة المناضلة رندة قسيس و”العفيش” جهاد مقدسي، لكن للإنصاف أن هذا الأخير لم يصل إلى قذارة قدري جميل الذي بمهد لركوبه باص جنيف4 عبر دماء أهالي القابون والغوطة الغربية و “وعر”حمص وغيرها، بل على دماء كل السوريين ممثلاً  لبوتين وبشار.




المصدر