معقباً عن دور أمريكا في الحل السوري.. "دي ميستورا": لا يمكنني أن أجيبكم لأنني لا أعرف


تساءل موفد الأمم المتحدة لسوريا "ستافان دي ميستورا" أمس عن مدى التزام إدارة الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في سوريا، قبل أيام من استئناف محادثات جنيف بين طرفي النزاع برعاية المنظمة الدولية.

وقال "دي ميستورا" متحدثاً في مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في ألمانيا: "أين هي الولايات المتحدة من كل ذلك؟ لا يمكنني أن أجيبكم، لأنني لا أعرف"، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة لا تزال تعمل على وضع أولوياتها بهذا الصدد.

وأضاف أن واشنطن لديها "ثلاث أولويات، مكافحة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والحد من نفوذ لاعب إقليمي معين (إيران) وعدم تعريض أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة للخطر".

وتابع: "كيف يمكن تسوية هذه المعضلة؟ هذا ما يجري النقاش حوله في واشنطن".

وقال مشدداً: "سؤالي هو التالي: هل تريدون أن تقاتلوا داعش أو تهزموه بصورة نهائية؟ هزيمة داعش يتطلب حلاً سياسياً ذا مصداقية" في سوريا.

ولفت إلى أنه "حتى وقف إطلاق نار يحظى بدعم طرفين راعيين لا يمكن أن يصمد طويلاً في غياب أفق سياسي"، في إشارة إلى المحادثات التي جرت مؤخراً في "أستانا" برعاية روسيا وتركيا.

ولم تصدر عن إدارة "ترامب" حتى الآن أي مؤشرات تكشف مدى التزامها في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات في سوريا.

كما أنها لم توضح رؤيتها لحل سياسي، وخصوصاً فيما يتعلق بمصير بشار الأسد الذي تطالب المعارضة السورية برحيله، وهو ما كان أيضاً ولفترة طويلة مطلب إدارة الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما."

ورد الموفد الأمريكي الخاص للتحالف الدولي "بريت ماكغورك" الذي شارك في النقاش: "إننا بصدد مراجعة العملية برمتها".

وأضاف: "سنكون في غاية الأنانية فيما يتعلق بحماية مصالحنا والعمل من أجلها".

وتجري جولة جديدة من محادثات جنيف للسلام بين ممثلين للنظام والمعارضة السوريين الخميس برعاية الأمم المتحدة، بعد ثلاث جولات جرت عام 2016 ولم تحرز أي تقدم بسبب التباعد في المواقف بين الطرفين ولا سيما حول عملية الانتقال السياسي ومصير الأسد.

وقال "دي ميستورا": "حان الوقت لكي نحاول من جديد"، لافتاً إلى أن الظروف تبدلت في ظل التقارب بين موسكو، حليفة النظام، وأنقرة الداعمة للمعارضة.

وأتاح هذا التقارب التوصل في نهاية ديسمبر/كانون الأول إلى وقف إطلاق نار هش، وبدء مفاوضات في كازاخستان تناولت بصورة رئيسية تثبيت وقف إطلاق النار.

وشدد "دي ميستورا" على أن محادثات جنيف ستتناول قرار الأمم المتحدة الرقم 2254  الذي صدر في نهاية 2015 وأقر خارطة طريق من أجل حل سياسي للنزاع السوري.

وذكر "دي ميستورا" بأن خارطة الطريقة تنص على "حكومة ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون وليس أطرافاً خارجية، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون".

وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة الذي حضر أيضاً إلى ميونيخ "سنذهب إلى جنيف لمناقشة حل سياسي". لكنه أكد أنه لن يكون ممكنا تسوية أي مشكلة "طالما أن الأسد في السلطة".




المصدر