أمير الحلبي: من الطبيعي أن يعتاد العالم على الموت في سوريا


فاز المصور السوري “أمير الحلبي” بالمرتبة الثانية ضمن الجائزة الدولية للتصوير “وورلد برس فوتو” عن فئة “الأخبار الساخنة”، بينما ذهب المركز الأول للمصور التركي “برهان أوزبيليسي” عن صورته الشهيرة التي التقطها للشرطي “مولود مرت ألطنطاش” قاتل السفير الروسي “أندريه كارلوف” في أنقرة العام الماضي.

وحلّ ألبوم صور “أمير” بالمركز الثاني مناصفة مع زميله المصور السوري “عبد دوماني”، وجاء اختيار أعمال المصوِّرَين السورييّن من بين صور أكثر من خمسة آلاف مصور شاركوا في المسابقة لعام 2017.
وعزا “أمير الحلبي” فوز صوره بالمرتبة الثانية خلف صورة قاتل السفير الروسي في أنقرة إلى “الصدى الواسع الذي نتج عن حادثة الاغتيال”، وأضاف “من الطبيعي أن يعتاد العالم على الموت في سوريا، لا سيما وأن المأساة مستمرة منذ سنوات”.
وقال الحلبي (21 عاماً)، والذي اضطر إلى ترك حلب بعد أن أحكم نظام الأسد سيطرته عليها:” قد لا أتمكن من رؤية حلب التي التقطت فيها الصور الفائزة أبداً”، معرباً في حديث لـ”صدى الشام” عن حزنه العميق لبعده عن هذه المدينة التي بدأ فيها مهنة التصوير هاوياً عام 2013.

وعن المشوار الذي قطعه في عالم التصويرالفوتوغرافي للوصول إلى الاحترافية، أشار الحلبي إلى أنه خضع لدورات تدريبية في مجال التصوير الاحترافي، مبيناً أنه بدأ العمل مع وكالات إخبارية فلسطينية، ومن ثم انتقل إلى التعامل مع وكالة أنباء إيطالية، إلى حين التعاقد مع الوكالة الفرنسية للأنباء “فرانس برس”.

وتحدث الحلبي عن صوره الفائزة قائلاً: “منذ أن بدأ نظام الأسد حملته على مدينة حلب وأهوال الحرب والموت تُخيّم على رؤوس الأهالي، والصور بالمجمل تروي لنا مشاهد صغيرة من مشاهد الموت الجماعي التي كانت تعيشها حلب”.

وأضاف: “إحدى الصور تروي كيف كان الأب يحاول انتشال طفله العالق تحت أنقاض منزله في حي “أقيل”، بعد أن تم استهداف المنزل بصاروخ من نوع “فيل”، بينما تحكي لنا صورة أخرى كيف ودّع رجل حلبي طفلتَه التي ماتت وهي تحت الأنقاض في حي المرجة، بعد أن تعذّر على رجال الدفاع المدني انتشالها، على الرغم من عملهم المتواصل لأكثر من أربع ساعات متواصلة”.

وتابع الحلبي حديثه شارحاً محتوى الصور الفائزة ” أظهرت إحدى الصور الآباء وهم يحملون أطفالهم هرباً من البراميل المتفجرة التي كانت تتساقط على حي الصالحين بشكل متواصل، فيما رصدت واحدة منهن حكاية رجل الدفاع المدني الذي فقد ابنه لكنه مع ذلك كان يحاول مساعدة الأطفال المصابين من جراء ذات القذيفة التي أودت بحياة ابنه”، وأردف:” كانت حياة الأهالي في حلب بين موت وموت”.

أما عن شعوره عقب الفوز بالجائزة قال الحلبي “هو شعور لا يوصف بالتأكيد، وخصوصاً أن حلب تعاني في الوقت الراهن من احتلال روسي”.
وأعرب الحلبي الذي يتواجد حالياً في تركيا ولا يمتلك وثائق قانونية للسفر، عن أمله في أن يتمكن من الوصول إلى العاصمة الهولندية أمسترادم لتسلم الجائزة، موضحاً أن ” إدارة الجائزة تحاول البحث في طريقة تمكنني من الذهاب إلى تسلم الجائزة، عوضاً عن توكيل شخص آخر باستلامها”.

وليس البعد عن حلب فقط هو ما يقض مضجع “الحلبي”، إذ يأمل في الوقت الراهن أن يكمل تعليمه الجامعي، بعد أن تعذّر عليه ذلك في الجامعات السورية، وعن ذلك يوضح الحلبي “لقد حصلت على الشهادة الثانوية في العام 2013، وبعد مشاركتي بالنشاط الثوري، تعذر علي الالتحاق بالجامعة”.
تجدر الإشارة إلى أن مسابقة “وورلد برس فوتو” التي تعتبر من المسابقات المرموقة للمصوريين تقام بشكل سنوي منذ عام 1955 ويتم عرض الصور الفائزة فيها على أكثر من 40 دولة.

وكانت لجنة تحكيم المسابقة بالعاصمة الهولندية أمستردام أقرّت أن مهمتها لهذا العام كانت صعبة في اختيار فائز العام 2017 من أكثر من 80400 صورة قدمها 5034 مصوراً من 125 بلداً.



صدى الشام