المحروقات من البلاستيك… اختراعٌ نبع من حاجة المحاصرين فاستغلته حكومة النظام


وليد الأشقر: المصدر

“الأول بالشرق الأوسط وبكلفة قاربت المليار ليرة، معمل سوريّ لإنتاج النفط من مخلفات البلاستيك”، خبرٌ تصدّر العديد من الصحف والمواقع الموالية للنظام اليوم الأربعاء، معتبرةً أنّه إنجازٌ “تاريخيّ” لم يسبقها إليه أحد في المنطقة، متجاهلةً المواطنين البسطاء في سوريا الذين دفعتهم الحاجة إلى هذا الاختراع قبل أعوامٍ في المناطق التي حاصرها نظام بشار الأسد.

استخراج المواد النفطية والمحروقات من البلاستيك المعاد تدويره ظهر منذ ثلاثة أعوام في غوطة دمشق التي تعاني الحصار، وظهر في مناطق الثوار بحلب حين حوصرت وفي غيرها من المدن.

في مدينة دوما بريف دمشق، نجح أحد أبنائها بعد تجارب عديدة عام 2014 باستخلاص البنزين والمازوت والغاز من إعادة تكرير البلاستيك وغيره من المواد النفطية المصنعة، لتجد المدينة مصدراً جديداً للطاقة، يغنيها عن المحروقات التي منعت قوات النظام وصولها.

كما وجد ووجد أهالي حلب التي حاصرها النظام أواسط العام الماضي، في المازوت المصنّع يدوياً من البلاستيك حلاً يساعدهم في توفير الوقود الضروري للمولدات الكهربائية المعروفة باسم “الأمبيرات” التي تعد عصب الحياة هناك.

وأوضحت الناشطة حسناء دحنون لـ “المصدر” أنّ استخراج الوقود من البلاستيك في المدينة كان يتم من خلال جمعه من حطام الأبنية المدمرة لاستخدامه في المولدات الكهربائية، لكن العملية محفوفة بالمخاطر وأودت بحياة عاملين بعد إصابتهم بحروق.

وبعد قيام الأهالي بجمع البلاستيك يضعونها ضمن براميل سوداء اللون، ويغلقونها جيداً قبل وضعها فوق موقد حجري يحرقون تحته الخشب والقماش ويتم تعريضها لحرارة عالية حتى الغليان، ومن ثم يصعد البخار الناتج عنه في أنبوب مثبت على البرميل يمر عبر حوض من المياه ليتم تبريده، فتخرج من الطرف الآخر مادة صفراء اللون هي المازوت المصنع يدوياً.

ومتجاهلةً هذه الابتكارات، اعتبرت حكومة النظام أنها السباقة لهذا الموضوع ليس في سوريا فقط، وإنما في الشرق الأوسط، حيث قال محافظ طرطوس في حكومة النظام “صفوان ابو سعدى” أن المعمل “تم ونفذ بخبرات وطنية ومحلية ويساهم في نظافة البيئة وانتاج النفط الخام وتوفير لفرص العمل”. وأشار المهندس نبيل منصور المدير الفني للمعمل أن الكلفة التقديرية له ناهزت المليار ليرة وأقلع بخط واحد ويمكن تطويره لاحقا.





المصدر