طرد «داعش» من أهم معاقله في الموصل
22 فبراير، 2017
واصلت القوات العراقية تقدمها من المحور الجنوبي للموصل، مطلقة كمية كبيرة من الصواريخ، في إطار هجوم لاستعادة الجانب الغربي من المدينة الذي يشكل آخر أكبر معاقل «داعش» وأهمها في الموصل، واستعادت السيطرة على قرية البويوسف التي تعتبر قاعدة رئيسية للتنظيم وجرى القتال فيها من منزل إلى منزل. وسيطرت القوات العراقية نارياً على المطار ومحيطه، فيما تدفق مئات المدنيين من البويوسف والقرى المجاورة هاربين من المعارك.
على صعيد آخر، تباينت مواقف القوى السياسية ازاء تصور الزعيم الديني مقتدى الصدر لمرحلة ما بعد استعادة الموصل، وفيما حظي هذا التصور بترحيب سني لأن فيه «افقاً وطنياً جاداً»، تحفظت عنه قوى في «التحالف الوطني» (الشيعي)، ووجدت فيه ضربة للتسوية السياسية التي يدعو إليها رئيس التحالف عمار الحكيم.
وبدا الجيش متفائلاً، في اليوم الثالث للهجوم، وتقدمت القوات والوحدات التي تضم الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع وفصائل الحشد الشعبي، في سرعة تجاه المطار، بدعم من كتائب المدفعية وإسناد جوي وقصف صاروخي مكثف، على ما أفاد العميد عباس الجبوري الذي قال: «كان نصراً واضحاً وناجحاً (السيطرة على قرية البويوسف) في وقت قياسي (…) كنا نقاتل من منزل إلى منزل، معظمهم (مسلحو داعش) قتلوا، وبعضهم كان يرتدي أحزمة ناسفة». وبدت آثار الشظايا واضحة على جدران واجهات المنازل ومنها المنزل الذي حولته قوات الشرطة مقراً للقيادة.
وتجمع عدد من المدنيين وبينهم صبية من القرى المجاورة وهم يرفعون رايات بيضاً يلوحون بها للقوات التي أمرتهم برفع قمصانهم إلى الأعلى عندما اقتربوا منها خشية ارتداء احدهم حزاماً ناسفاً. وأعطي أحدهم هاتفاً محمولاً ليخبر الآخرين ممن ظلوا في الخلف أن بامكانهم التقدم، فيما أبلغ آخر الشرطة الاتحادية عن مواقع الإرهابيين.
وشوهدت قوات مكافحة الإرهاب، وهي الأفضل تدريباً وتسليحاً، تتقدم في اتجاه الخطوط الأمامية في الأحياء الغربية. وقال الجبوري: «لا أعتقد بأن هذا الجانب سيستغرق وقتاً طويلاً».
من جهة أخرى، أعلن رئيس ائتلاف «متحدون» نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي دعمه مبادرة الصدر، وقال في بيان إن الائتلاف «يحيي الروح الوطنية والعمل الدؤوب للصدر، ويجد أن المبادرة تتضمن أفقاً وطنياً جاداً، ورؤية مشجعة، هدفها وضع الحلول والارتقاء بالعمل الوطني، وتفكيك الأزمات والمشكلات التي تعصف بالبلد». وأضاف: «تعزيزاً للمبادرة نعلن الاستعداد لعقد لقاءات مع قيادة التيار الصدري للتوصل الى قناعات مشتركة ووضع آليات للتطبيق».
وكان الصدر طرح أول من أمس مشروعاً لما بعد الموصل يتضمن الدعوة إلى تعزيز الجيش والشرطة وإغلاق مكاتب الفصائل المسلحة، في اشارة الى «الحشد الشعبي»، وتأمين حدود البلاد، رافضاً بذلك دعوات قادة في الحشد للاضطلاع بهذه المهمة، ودعا الى الإسراع في إعادة النازحين، والسماح للشركات الأجنبية في إعمار المدن المدمرة، وفتح حوار جاد مع إقليم كردستان. وأشاد رئيس «المشروع العربي» (تكتل سني) خميس الخنجر بالمبادرة، وقال في بيان إن الصدر «بادر بطرح رؤية سياسية جديدة تتضمن المبادئ الكفيلة بحل ومعالجة المشكلات السياسية سواء تلك التي تتعلق بالممارسات الطائفية، ولا سيما في الفترة السابقة او التي نتجت من الإرهاب».
وأبدت قوى سياسية شيعية تحفظاً عن المشروع، وقال الناطق باسم «المجلس الأعلى»، بزعامة الحكيم، حميد معلة لـ «الحياة» ان «مبادرة السيد الصدر لا تتعارض ومشروعنا وبالتالي لا نرفض او نعترض على ما طرحه». وأضاف أن «ورقتنا كانت ناضجة ومنفتحة على الجميع وغالبية الكتل ابدت تأييدها في انتظار ورقة الإخوة الأكراد، سواء كانت فيها ملاحظات او اضافات او اقتراحات جديدة، ونعتقد بأن التسوية ليست مساراً بين مسارات وإنما هي مسار أوحد لا بد منه وقد لمسنا تطبيقات أولية لفقراتها ولكن بتسميات مختلفة من بينها الترويج لمشروع المصالحة المجتمعية وغيرها». ووصف نواب من «دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي امس مبادرة الصدر بـ «الدعاية الانتخابية»، فيما لم يبد الائتلاف موقفاً رسمياً ازاءها، في ظل صراع يجري منذ أسابيع بين الصدر والمالكي على ملفات سياسية عدة.
وفي باريس، أعرب الرئيس فرانسوا هولاند عن تقديره أهمية الدور الذي لعبه الأكراد في بدايات معركة تحرير الموصل، لكنه امتنع عن تحديد موقف حيال «الدولة الكردية» بعد استقباله رئيس إقليم كردستان العراقية مسعود بارزاني. وقال هولاند للصحافيين في باحة قصر الإليزيه إن محادثاته مع بارزاني تركزت على الحرب ضد تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن الأكراد لعبوا دوراً مهماً في المرحلة الأولى من المعركة، وأن على «القوات العراقية الآن مواصلة طرد داعش من المناطق التي لا يزال يتواجد فيها في الموصل».
وشكر بارزاني «الدور الإيجابي لفرنسا ومساعداتها العسكرية والإنسانية.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]