عشية جنيف 4 .. حروب الآخرين في سورية تعود إلى المربع الأول



رزان حنيدي – المصدر

كشف نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، أن حزب الله وباقي الميلشيات التابعة لإيران ستنسحب من سورية، لكن بعد انتهاء ما أسماها بـ “الحرب الأهلية”، أي ليس قبل ذلك، كما تطالب الفصائل المعارضة السورية المقاتلة، وتركيا، والدول العربية.

وتابع نائب وزير الخارجية الروسي، في حديث لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية نشرته أمس، مطمئناً تل أبيب: “أتفهم مخاوف إسرائيل من وجود حزب الله والحرس الثوري الإيراني في سورية. من الطبيعي أنكم تخشون من بقاء هؤلاء في سوريا بعد الحرب”، في إشارة واضحة إلى أن محور المقاومة، تنحصر مهمته في إعادة الشعب السوري إلى طاعة بشار الأسد، وليس التمركز داخل سورية، في سياق المواجهة مع العدو المفترض “إسرائيل”.

ويبدو أن “سيرمولوتوف” وهو الممسك بملف “مكافحة الإرهاب” في الخارجية الروسية، يزور تل أبيب حالياً في محاولة لإقناعها بأهمية الدور الذي تلعبه إيران وميلشياتها “كحلفاء” في مواجهة الجماعات السنية المتشددة وما تشكله من خطر محتمل على إسرائيل، حيث دعا إلى “ضرورة وضع قائمة موحدة للإرهابيين وإنشاء آلية للرقابة على  تنقلاتهم وتنسيق إجراءات ترحيلهم من بلد إلى آخر”، وهذه القائمة لا تشمل حزب الله لأنها من وجهة نظر موسكو بحسب ما بررها النائب أن “حزب الله جزء من السياسة اللبنانية، ويدعمه قسم كبير من سكان لبنان، وهو موجود في البرلمان”. وذكر بأن الحرس الثوري الإيراني جزء من المنظومة العسكرية في إيران. مضيفاً: “لهذا السبب لا يمكن إدراجهم على قائمة الإرهابيين الدوليين”.

وتأتي الزيارة بالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، ودخول حزب الله على الخط ملوحاً على لسان نصر الله باستهداف إسرائيل ومفاعلها النووي، في تلميح إلى المخاطر التي يحملها إقدام الرئيس الأمريكي على تنفيذ تهديده بتمزيق “الاتفاق النووي” بين بلاده وإيران.

ودأبت موسكو منذ دخول إيران وميلشياتها إلى الساحة السورية ، على التسويق إعلامياً وسياسياً، لما تراه  شراكة هؤلاء في الحرب على “الإرهاب”  في سورية والعراق.

وتعتمد موسكو بشكل أساسي في تنفيذ خططها العسكرية في سورية على تواجد هذه الميلشيات على الأرض، فيما تتولى طائراتها التمهيد بالقصف الجوي لتحركهم، لكن هذا التحالف الوثيق تتخلله فترات من الفتور الذي يصل إلى حد الخلافات القوية، نظراً للتضارب إما في التكتيك أو بالأهداف الإستراتيجية أحياناً.

وفيما بدا أن الخلافات بين الطرفين تصاعدت مع انطلاق محادثات آستانة1، وشكوك طهران من نوايا موسكو وتقاربها مع أنقرة، فإن عودة الحديث الأمريكي التركي الحار عن المناطق الآمنة في سورية، أعاد الحرارة بدوره إلى التحالف الروسي – الإيراني مع انطلاق محادثات آستانة 2 وشبه غياب تركي عنه الذي تمثل بتخفيض المستوى السياسي لوفدها إليه.

وفي مؤشر آخر على عودة التحالفات في الساحة السورية إلى سابق عهدها، حدث تراشق سياسي على مستوى عال بين أنقرة وطهران على خلفية تصريحات الرئيس التركي أردوغان خلال جولته الخليجية التي شملت المنامة والرياض والدوحة، واتهامه المباشر لإيران بالسعي إلى تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية، والتي ردت عليها طهران باستدعاء السفيرة التركي لديه  لإبلاغ رسمياً  بالاحتجاج على تصريحات الرئيس التركي ووزير خارجيته، بالتزامن مع إعلان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في موجز صحفي أن التعاون بين روسيا وإيران هو في أفضل أطواره، مسجلاً انتقاده للموقف التركي من المناطق الآمنة، مؤكداً ما أسماه نجاح “آستانة 2” رغم التعليقات السلبية التي تؤكد أنه باء بالفشل، على حد تعبيره.

ولعل المؤشر الأقوى على عودة الصلابة للتحالف بين موسكو وطهران، جاء على لسان رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني، حيث علق في حديث له مع قناة ” الميادين” على نتائج المفاوضات التي جرت في آستانة  بتاريخ  16 شباط / فبراير قائلاً، على عكس ما يشاع: “تم مع روسيا تحقيق توافق سياسي جدي حول مستقبل سورية، وتتعاون الدولتان بشكل وثيق في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية في سورية وهما تتحركان على طريق الشراكة الإستراتيجية”.




المصدر