مخلّفاً مقابر جماعية وعشرات المفقودين… (لواء الأقصى) يغادر آخر معاقله في إدلب


شاهين الأحمد: المصدر غادرت الدفعة الأخيرة من لواء (الأقصى) اليوم الأربعاء، آخر معقل له بريف إدلب الجنوبي، بموجب اتفاقٍ وقعه اللواء مع هيئة تحرير الشام، بعد الأحداث الدامية بين الفصيلين وراح ضحيتها العشرات من القتلى من لتنتهي اليوم بخروج اللواء باتجاه مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في الرقة وريف حماة الشرقي. وكانت آخر سيارات لعناصر الأقصى انطلقت من منطقة الخزانات بخان شيخون وسلكت طرقا وعرةً في ريف ادلب الشرقي، وصولاً إلى مناطق سيطرة التنظيم مجتازين مناطق يسيطر عليها النظام، وكانت تخرج الأرتال بحماية الحزب التركستاني الإسلامي الذي كان الوسيط بين الطرفين في الأحداث الأخيرة. وما إن خرج “الأقصى” من خان شيخون حتى سارعت قوافل المدنيين من عدة مناطق من ريف إدلب من أجل معرفة مصير عشرات العناصر من فصائل الجيش السوري الحر، وفصائل إسلامية أخرى، ممن كانوا معتقلين بين يدي عناصر لواء الأقصى. أحد عناصر الدفاع المدني قال لـ “المصدر” إن “المشهد كان مذهلاً، فقد تناثرت جثث الثوار في نقاط متفرقة من معسكر الخزانات جنوب شرق خان شيخون، وقسم آخر منهم كان مدفوناً وفوقه كمية قليلة من التراب”. وقامت فرق الدفاع المدني بانتشال العديد من الجثث من الحفر التي تم دفن عناصر الثوار فيها، بوجود عشرات العائلات التي فقدت أبناءها على خلفية الأحداث الأخيرة، حيث كانت أمهات الضحايا من بين الباحثين عن الجثث، وكانت أغلب الجثث عليها آثار طلق ناري من مسافة قريبة جداً. وكان المدنيون ينتقلون من جثة لأخرى، من أجل معرفة هوية أبنائهم، والذين افتقدوهم منذ ثلاثة عشر يوماً، وكان مصيرهم مجهولاً بين الأسر أو الإعدام. وكان عناصر لواء الأقصى اعتقلوا العشرات من العناصر من كتائب الثوار من مقراتهم وتم اقتيادهم إلى معسكر الخزانات، ونفذوا بحقهم إعدامات ميدانية، فيما لا يزال مصير عشراتٍ آخرين مجهولاً ولم يُعثر على جثثهم في المقابر الجماعية التي أنشأها لواء “الأقصى”. ويزيد عدد الجثث التي عثر عليها الدفاع المدني عن المئة، من بينهم ضباط منشقين عن نظام بشار الأسد، والقسم الأكبر من الضحايا كانوا يتبعون “جيش النصر”، الذي نعى قياديون فيه في وقتٍ سابقٍ 71 عنصراً أعدمهم اللواء الراحل إلى الرقة.



المصدر