"العفو الدولية": روسيا والنظام شنوا هجمات أدت لمقتل وجرح آلاف المدنيين خلال 2016


سمارت-أمنة رياض

قالت منظمة "العفو الدولية"، في تقريرها السنوي للعام 2016، إن قوات النظام وروسيا شنوا هجمات عشوائية ومباشرة على المدنيين والمناطق المدنية، باستخدام سلاح الجو والمدفعية، ما أسفر عن مقتل إصابة آلاف المدنيين.

كما تطرق التقرير، الذي نشرته المنظمة على موقعها الرسمي، أمس الأربعاء، للحديث عن انتهاكات الفصائل العسكرية وتنظيم "الدولة الإسلامية" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، إضافة إلى قصف التحالف الدولي وتركيا، الذي تسبب بمقتل مئات المدنيين.

النظام وميليشيات أجنبية ارتكبوا "جرائم حرب"

وذكر التقرير، أن قوات النظام ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي، وشنت هجمات مباشرة على المدنيين، وقصفت مناطق مأهولة مستخدمة القصف المدفعي والبراميل المتفجرة غير الموجهة.

وتابعت المنظمة، أن طائرات النظام الحربية وسلاح الجو الروسي، شنوا غارات على مستشفيات ومراكز طبية وعيادات وقوافل مساعدات، ما أدى لمقتل مدنيين، منهم عاملون في المجال الطبي، وخاصة في أحياء حلب الشرقية، قبل سيطرة النظام عليها.

وبحسب التقرير، هاجمت قوات النظام منازل في أحياء حلب الشرقية، بعد سيطرتها عليها، وقتلت "بشكل فوري" ما لا يقل عن 82 مدنياً، بينهم 13 طفلاً، خلال شهر كانون الأول.

وجاء في التقرير، أن قوات النظام استخدمت مواد كيماوية في بعض المناطقة السورية، إضافة لحصار أخرى واعتقال آلاف الأشخاص بشكل "تعسفي" وتعذيبهم، ما أدى لوفاة معتقلين، وأيضا إصدار أحكام "جائرة" بحق البعض، وإعدام أخرين خارج نطاق القضاء، وفقا لمحكمتي "مكافحة الإرهاب" و"العسكرية الميدانية".

وكانت منظمة "العفو الدولية" أكدت، في تقرير سابق، أن قوات النظام أعدمت شنقاً قرابة 13 ألف شخص، أغلبهم مدنيون، معارضون للنظام، في سجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق، بين عامي 2011 و2015.

وأشار التقرير إلى أن قوات النظام ألقتبراميل متفجرة تحوي "غاز الكلور" على مدينة سراقب، كما قصفت مجمعاً للمدارسفي بلدة حاس بإدلب أدى لمقتل عشرات الأطفال.

ولفتت المنظمة، أن قوات النظام بمساندة ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، وميليشيات أجنبية، سيطروا على جزء كبير غربي سوريا، بدعم من القوات الروسية، التي شنت هجمات جوية واسعة على مختلف المناطق السورية، ما أدى لمقتل وجرح آلاف المدنيين، حيث باتت بعض الغارات الروسية "ترقى لجرائم حرب".

وحول الحصار، أوضحت "العفو الدولية" أن قوات النظام واصلت حصارها الذي فرضته على مناطق أغلبية سكانها مدنيين مثل مضايا والغوطة الشرقية معضمية الشام وداريا بريف دمشق، وحي الوعر في حمص وأحياء حلب الشرقية، التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية أو تشهد اشتباكات، ما تسبب بمقتل البعض نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية.

تنظيم "الدولة".. عنف ضد النساء وقصف كيماوي

وذكرت المنظمة، أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، حاصر المدنيين في مناطق بدير الزور، وشن هجمات عشوائية عليهم، كما استخدم مواد كيماوية، في ريف حلب، وقتل العديد بطرق غير شرعية، وقصف فصائل عسكرية بشكل عشوائي، وأعلن مسؤوليته عن هجمات "انتحارية، وأعدمالعشرات في الرقة وديرالزور وشرقي حلب بتهمم متعددة..

ووفقا للتقرير رحّل التنظيم آلاف النساء والفتيات الأيزيديات قسراً إلى سوريا من منطقة سنجار بالعراق، وباعهم في أسواق الرقيق أو احتجزهن، وأخضع العديد من النساء والفتيات للعنف الجنسي وللاغتصاب.

انتهاكات الفصائل بين القصف العشوائي والاختطاف


واتهمت المنظمة "غرفة عمليات فتح حلب"، التابعة للجيش السوري الحر، بشن هجمات عشوائية بالصواريخ والمدفعية والهاون على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب الخاضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، والقسم الغربي من مدينة حلب، ما أدى لمقتل وجرح عشرات المديين..

وذكر التقرير أن "فيديو" مصور نشر على الإنترنت، شهر تموز الفائت، أظهر مقاتلون من"حركة نور الدين الزنكي"، التابعة للجيش السوري الحر، وهم يسيؤون لأسير "صغير"، ويقطعون رأسه عقب ذلك.

وقال التقرير، إن جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، وإحدى أبرز فصائل "هيئة تحرير الشام" حالياً، اختطفت 11 مدنياً من منازلهم في مدينة إدلب، ولم تشكف عن مصيرهم حتى الآن.

عشرات الضحايا بقصف تركيا والتحالف الدولي

وأوضحت المنظمة، أن القوات التركية شنت، هجمات جوية وبرية شمالي سوريا استهدفت بها تنظيم "الدولة الإسلامية" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، في شهر آب، ما أدى لمقتل 24 مدنياً بالقرب من قرية صريصات، بريف حلب.

أما التحالف الدولي، فشن غارات على مواقع تنظيم "الدولة" في سوريا، قتل خلالها مئات المدنيين، وتطرق لمجزرة قرية التوخار التي قتل فيها أكثر من مئة.

"الوحدات الكردية".. تجند الأطفال وتهدم بيوتاً


أما بالنسبة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، قال التقرير، إنها سيطرت على معظم المناطق الشمالية الحدودية، وقامت، بهدم عشرات المنازل التابعة للمدننين في قرية تل تمر بمحافظة الحسكة، متهمة أصحابها بأنهم من مناصري تنظيم "الدولة".

كما قامت قوات "الأسايش" و"الوحدات الكردية" بتجنيد أكثر من 12 طفلا في صفوفهما، وقتلوا أكثر من 23 مدنيا في الأحياء التي كانت تسيطر عليها الفصائل في حلب، خلال الفترة بين شهري شباط ونيسان.

وبلغ عدد من قتلوا منذ 2011 حتى نهاية 2016، وفق العفو الدولي، أكثر من 300 ألف شخص، في حين نزح 6,6 مليون آخرين داخل سوريا، نصفهم أطفال، كما بلغ عدد من غادروا سوريا 4,8 مليون شخص منهم 200 الف في 2016، ومع فرض كل من الأردن وتركيا ولبنان قيودا على دخول لاجئين جدد،
اتجه 750,000 إلى أوروبا، وفق المنظمة.