ماذا بقي من اﻹنسانية.. بحق الجحيم ؟!


العنوان الأصلي: فيلم عن اللاجئين من إخراج “آكي كوريسميكي” ….“ماذا بقي من اﻹنسانية.. بحق الجحيم ؟!”

 

يقدم المخرج الفنلندي “آكي كوريسميكي” في مهرجان برلين السينمائي فيلمه عن اللاجئين “الجانب اﻵخر من اﻷمل”، ويصرح باحترامه ﻷنجيلا ميركل.  

يبدو المخرج في مهرجان برلين كـ ((تمساح)) يوجه نظرات ثقيلة للصحفيين، إلى أن ينتفض فجأة قائلاً: “كان في أوروبا قبل ستين عاما ستون مليون لاجئ، الذين قمنا بمساعدتهم.. اليوم ننظر للاجئين كأعداء لنا. أين هي اﻹنسانية بحق الجحيم؟. إذا لم يتبقَّ لدينا إنسانية.. فلا معنى لوجودنا”

شارك كوريسميكي قبل ذلك بتسعة أفلام في مهرجان برلين السينمائي، وﻷول مرة يتمكن أحد أفلامه من المنافسة في هذه الدورة. يظهر فيلمه “الجانب اﻵخر من اﻷمل” الصور القاسية المعدة بشكل هزلي، ويسرد القصة المؤلمة بحوار بطيء اﻹيقاع. رغم ذلك لا يخلو الفيلم من المشاهد التي تدعو للضحك.

يبدأ الفيلم بظهور صاحب الحانة التي افتتحها حديثا في “هلسنكي”، ثم يظهر أحد اللاجئين السوريين والذي شاءت اﻷقدار أن يحط رحاله في فنلندا، وبعد أن يرفض طلب لجوئه، يضطر للعمل في هذه الحانة متخفياً عن اﻷنظار.

 

إن كوريسميكي يجعل الأمور في الفيلم أكثر سهولة – وسعيدة أحياناً – فيستطيع اللاجئ أن يحصل على أوراق مزورة من أجل جلب أخته، والتي كان فقدها في طريق اللجوء عبر دول البلقان. يبرز الفيلم بشكل متكرر “الناس الطيبين” الذين يساعدون هذا اللاجئ السوري، لكن هذا لا يستمر في الخاتمة.. ففي السرد البسيط ظاهريا،؛يعود بنا المخرج إلى السؤال الرئيسي حول قضية اللجوء: هل يساعد الناس الذين يعيشون في أمان أقرانهم ممن هربوا من بلدانهم بشكل طارئ.. أم لا؟

لقد نال هذا الفيلم في المهرجان الكثير من التصفيق. حين سئل المخرج في المؤتمر الصحفي عن رأيه حول أسلمة أوروبا أجاب ساخراً: “آيسلندة أوروبا “– في إشارة إلى دولة آيسلندا –  وأضاف “لقد أبلت آيسلندا بلاء حسنا في بطولة أوروبا اﻷخيرة لكرة القدم ولكننا لم نخف من آيسلندة أوروبا!”.

إن المخرج لا يرمي فقط إلى تغيير مواقف أوروبا تجاه اللاجئين، بل يريد أيضا تغيير نظرة جميع الناس في العالم حول ذلك: “لكن فيلمي لا يستطيع وحده أن يحقق ذلك بشكل كاف”. لقد أفزع المخرج سابقاً تعامل أهل بلده حين قدم عدد كبير من اللاجئين العراقيين إلى فنلندا: “لقد كانوا جميعهم خائفين بشكل مفاجئ من سرقة سياراتهم أو حتى من سرقة طلاء سياراتهم!، لقد كانت مشاعر الناس تدعو إلى الدهشة”

 

يغلق “التمساح” عينيه حين يطرح عليه أسئلة تافهة معادية للأجانب، ويتجنب اﻹجابة مفسحاً المجال لبطل فيلمه حتى يغني للحضور بصوت جهوري جميل أغنية من الأغاني الفنلندية.

يعود الحديث حول السياسة مجدداً، يعتقد كوريسميكي بأن أوروبا استطاعت معالجة جرائم الماضي بعد الحرب العالمية الثانية بمساعدة نظام الحكم الديمقراطي، لكن هذا النظام بدأ يتصدع في الوقت الحالي “لأننا لسنا جيدين. إن ثقافتنا عبارة عن ميليمتر من الغبار الذي يغطي أكتافنا، والذي يتطاير بسرعة، لهذا أحترم السيدة “ميركل” فهي الوحيدة التي تظهر اهتماما – على اﻷقل – حول مشكلة اللجوء”.

يغلق المخرج عينيه ويضيف “هذا لا يعد إعلاناً سياسياً” 

رابط المادة الأصلي : هنا.



صدى الشام