الحقوقي شماس: عودة اللاجئين السوريين تبييض لصفحة النظام وصك براءة

microsyria.com

أُثيرت أخيراً قضية عودة اللاجئين السوريين ومخيمات اللجوء في لبنان إلى الأراضي السورية، ودعوة قوات النظام لكل النازحين وخاصة أهالي القلمون لمصالحة النظام والعودة إلى بلداتهم.

وحسب عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان المحامي ميشال شماس، فإن «عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، هو حق لهم لا يجادلهم فيه أحد، وأما دفعهم للعودة في هذه الظروف غير الملائمة، يهدف إلى تبيض صفحة النظام وإعطائه صك براءة، وكأن شيئاً لم يكن».

وحول شروط العودة والاتفاق بين النظام وكتائب المعارضة لعودة الأهالي، قال شماس: «المطلوب اليوم هو تحسين شروط إقامة اللاجئين في أماكن اللجوء وتقديم العون لهم، ريثما تتوافر الشروط اللائقة لعودتهم، بما يحفظ كرامتهم وحقوقهم، والتي يأتي في مقدمها وقف القتال نهائياً وطرد كافة المسلحين الأجانب وفي مقدمهم مسلحو إيران وحزب الله وحلفاؤهم، وتسريع عملية الانتقال السياسي بدءاً بتشكيل حكومة مؤقتة كاملة الصلاحيات تعمل فوراً على تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين كتأمين أماكن سكن بديلة ولائقة، ومنحهم التعويضات المناسبة عن بيوتهم التي نهبت وهدمت وتوفير الخدمات الأساسية من أمن ومأكل وماء وكهرباء وتدفئة، وغيرها».

ورأى أن «الأولوية اليوم تبقى لإطلاق سراح المعتقلين في مسالخ وزنازين المخابرات»، مشيراً إلى أن «من أولى واجبات السوريين العمل على إنقاذهم من التعذيب الوحشي والقتل اليومي».

وفي إطار الحديث عن مستقبل سوريا، دعا شماس إلى «مجموعة من المبادئ التي يفترض أن تحكم المرحلة الانتقالية، والتي يجب أن تمر بها سوريا، وتتضمن إطلاق سراح المعتقلين، وإعادة الاعمار وعودة المهجرين ومحاكمة مجرمي الحرب وإعادة تأهيل الجيش والشرطة والأمن على أسس وطنية احترافية مع إخضاعها لسلطة الحكومة والقضاء».

وتابع: «لن يكون هناك منتصر في سوريا، كلّنا مهزومون، أمام هذا الدمار الكبير والهائل في الممتلكات والأرواح، بعد أن فشلنا في اقتناص الفرصة واللحظة التاريخية التي توافرت للخروج بسوريا من هذا الاستبداد العميق، وانساقت غالبية السوريين لما يريده النظام الاستبدادي، وغرقوا في الدماء وأتون الطائفية المقيتة، فتعمقت جراح السوريين أكثر مما هي عميقة».

وزاد : «لن يكفي اعترافنا بالأخطاء والخطايا، ولن تكفي المراجعة النقدية لكل ما سبق، ما لم نتلمس الحلول الناجحة للخروج من هذه المأساة الرهيبة التي ساهم كل واحد فينا بصنعها بهذا القدر أو ذاك، وسواء عن قصد أو بدون قصد، وأن نعي تماماً ونهائياً أن الأوطان لا تُبنى على الاستئثار والتفرد والإلغاء والإقصاء، ولا بإقامة نظم استبدادية سياسية أو دينية، كما لا تبنى على الكراهية والتكفير والتخوين».

هبة محمد – القدس العربي