أساسيات البحث والإنقاذ…. دوراتٌ مكثّفةٌ للدفاع المدني في ريف إدلب


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

(البحث عن الحياة بين الموت). يخضع العاملون في مؤسسة الدفاع المدني في سوريا، لدورات مكثفة في مجالات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى عملهم الميداني، ما يمكنهم من العمل في مختلف الظروف ولا سيما مع الغارات الجوية والقصف المستمر على مناطق خرجت عن سيطرة النظام، وباتت هدفاً لطيران الروس وطيران النظام.

ويتلقى العاملون في مجال الدفاع المدني تدريبات خاصة مستمرة، ضمن دورات يتعلّم فيها المتدرّبون دروساً نظرية أكاديمية في مجال البحث والإنقاذ، وإخماد الحرائق بالإضافة إلى التّوعية في مجال مخاطر الحروب، ومخلفات القنابل الفوسفورية، والقنابل العنقودية ومخلّفاتها.

وبعد خضوع العاملين لدورات نظرية يتم الانتقال إلى الجانب العملي الميداني، وخاصة مع ظروف الحرب السورية والغارات الجوية والقصف اليومي، والذي يشمل أغلب المناطق السورية التي خرجت عن سيطرة النظام، والتي يتم فيها استهداف المناطق بأنواع مختلفة من القنابل، وتبقى مخلفاتها في الأرض.

وفي حديث خاص لـ “المصدر”، قال “أبو المجد” أحد المشرفين على دورات الدفاع المدني في ريف إدلب: “هناك دورات مختلفة في هذا العام، يخضع لها المتدرّبون في مجال الدفاع المدني، وتسمى دورات متوسطة، وتستمر عدّة أيام، تبدأ في بداية العام، وتعتبر مهمة جداً في عمل عنصر الدفاع المدني. بالإضافة إلى دورات أخرى خلال العام، ودورات مماثلة نهاية العام”.

وأردف “أبو المجد”: “نقوم بتعليم المتدربين على أجهزة حديثة، مثل الكاميرات الاستكشافية، والمجسّات وأجهزة حديثة أخرى، مع انتقال الروس ونظام الاسد إلى استهداف المناطق السكنية بأسلحة حديثة، كما يتم التّدريب على معدات وأجهزة حديثة في مجال البحث والإنقاذ”.

وعلى اعتبار أغلب عناصر الدفاع المدني هم من المتدربين أصلاً، إلا أن استمرار الدورات ضروري جداً، لأن ذلك يسهم في بناء العنصر بناء شبه كامل، يضمن مقدرته على التعامل مع مختلف الظروف، بحسب “أبو المجد”.

ويذكر أن عمل الدفاع المدني في سوريا من أخطر المهن، في ظل استهداف فرق الدفاع المدني بشكل مباشر، حيث تم تسجيل سقوط قتلى وجرحى نتيجة الغارات الجوية التي استهدفت مراكزهم.

أصحاب القبّعات البيض، وملائكة الإنقاذ، كما يسميّهم السوريون، كان ومازال دورهم أساسياً في الحرب السورية، مع أنهم جزء من ضحاياها، واستمرار عملهم على الرغم من المخاطر، هو نوع من تحدّي السوريين لواقع الحرب، والإصرار على متابعة الحياة.





المصدر