جهات أمنية بنظام الأسد تدعمها.. قصص مأساوية عن عمالة الأطفال ليلاً في دمشق وتعرضهم للاستغلال


علي الأمين - خاص السورية نت

يخفي ليل دمشق قصصاً مأساوية عن أطفال وقعوا فريسة للاستغلال، والتشرد، وفقدان الاهتمام بهم من قبل نظام بشار الأسد، فإلى جانب الأطفال الذين تسربوا من المدارس، والآخرين الذين أصبحوا أيتاماً، هنالك آخرون يستخدمون كأدوات في أعمال سيكون لها تأثيراً سلبياً على الأطفال خلال السنوات المقبلة.

وخلال رصد لـ"السورية نت" لأبشع أنواع عمالة الأطفال في دمشق، فإن أطفالاً لا تقل أعمارهم عن 15 عاماً يعملون ليلاً في أماكن تشرف عليها جهات أمنية كالملاهي الليلية والحانات، فيما أجبر آخرون على الجلوس في الشارع، لبيع الدخان في ظل الظروف الجوية الصعبة، ودرجة الحرارة التي وصلت إلى 5 تحت الصفر في ليالي الشتاء الباردة.

إلا أن أخطر ما يمكن تصوره هو توريط بعض الأطفال في أعمال الدعارة أو الاعتداء جنسياً عليهم. ويؤكد أحد الصحفيين العاملين في دمشق، والمحسوبين على نظام الأسد، أن "أغلب شبكات الدعارة لدى الأطفال، يتبناها كثير من الأمن الموجود، والشرطة وهنا المشكلة الكبرى" حسب قوله، طالباً عدم الكشف عن اسمه.

وتساءل عن كيف يُسمح لبعض الأطفال بالعمل ليلاً بحضور ودوريات الأمن المنتشرة بشكل كثيف في العاصمة. مضيفاً: "أي شخص في دمشق سيتجول ليلاَ فإنه سوف يتعقبه عناصر الأمن لكن هؤلاء الأطفال لا رقيب عليهم في هذا العمل". وأكد الصحفي أن بعض الأطفال يقدمون حصصاً من الأموال التي يحصلون عليها لرجال الأمن، وذلك بالاتفاق مع آبائهم.

بالمقابل، رصدت "السورية نت" أيضاً حالات لأطفال يعملون في الملاهي الليلية وينامون هناك، بثمن بخس، ويديرهم سماسرة تحميهم بعض المؤسسات الأمنية أو تشرف عليهم مؤسسات أمنية.

وأكدت مصادر - طلبت عدم الكشف عن هويتها - من داخل مراكز إيواء تشرف عليها سلطات نظام الأسد زيادة في حالات التحرش الجنسي، لدى الأطفال الوافدين من الحدائق والأماكن العامة.

وتقول إحدى المتطوعات لـ"السورية نت": "نلاحظ وجود علامات للتحرش الجنسي على عدد من  الفتيات ممن لم  تبلغن العشر أعوام". مؤكدة أن "الجهات المختصة في نظام الأسد لا تقدم ما هو مطلوب لعلاج هذه الظاهر، على العكس فهناك جهات تدعم هذه الظاهرة وتستفيد منها مادياً".

ولا توجد ملاحقة قانونية لهذا النوع من الأفعال، نتيجة قيام بعض رجال الأمن على تسويقها وترويجها، وهو ما أكده أحد المدرسين في كلية الاجتماع بجامعة دمشق لـ"السورية نت"، متهماً حكومة النظام بالتراخي في معالجة هذه الظاهرة.

ويمكن للمرء خلال تجوله في شوارع دمشق، رؤية أطفال امتهنوا جمع القمامة، أو باتوا يعملون في محال لإصلاح السيارات، أو الورشات الصغيرة، تاركين ورائهم مقاعد دراستهم، بحثاً عن لقمة عيش تسد رمقهم ورمق من له عائلة منهم.

ووفقاً للأمم المتحدة ينقسم عمل الطفل الذي يحظره القانون الدولي إلى ثلاث فئات:




المصدر