“درع الفرات” تحرّر الباب: إلى منبج دُرْ


بعد إعلانها يوم أمس الخميس، السيطرة على مدينة الباب الاستراتيجية في ريف حلب الشرقي بشكل كامل وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) منها، اتجهت أنظار فصائل الجيش السوري الحر المشاركة بعملية “درع الفرات”، المدعومة من تركيا نحو مدينة منبج، التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية”، التي تشكل مليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” ذات التوجه الانفصالي عمودها الفقري. بدورها رابطت قوات النظام السوري على بعد بضعة كيلومترات من مدينة الباب، بعد سيطرتها على مناطق قرب بلدة تادف، التي تبعد نحو أربعة كيلومترات عن المدينة، الأمر الذي يزيد من احتمالية الصدام بينها وبين قوات المعارضة، على الرغم من الحديث عن تفاهمات روسية تركية على أن تكون المنطقة التي وصلت إليها قوات النظام قرب مدينة تادف، هي خط فصل بين قوات المعارضة وقوات النظام.

وإلى جانب مهمة عملية “درع الفرات” في طرد تنظيم “داعش” من الباب، وطرد “قوات سورية الديمقراطية” من المناطق التي تسيطر عليها غرب نهر الفرات، هناك مهمة استكمال عملية تحرير الرقة من “داعش” التي تتنافس كل من فصائل “درع الفرات” و”قوات سورية الديمقراطية” وحتى قوات النظام، على استكمالها بدعم من التحالف الدولي وروسيا. وعلى الرغم من محاولات شن النظام هجمات على “داعش” في ريف حلب الشرقي، ومحاولة تسويق نفسه كـ”محارب للإرهاب”، إلا أنه من المرجح أن تشارك كل من فصائل “درع الفرات” و”قوات سورية الديمقراطية” في تحرير الرقة، على مبدأ “تقاسم الجبهات”، بسبب استحالة إنشاء غرفة عمليات مشتركة. كما يمكن أن تشارك قوات “درع الفرات” منفردة في عملية الرقة، عبر محور مسكنة دير حافر، في حال حصول توافق تركي أميركي على استبعاد “قوات سورية الديمقراطية” من المعركة.

وعن الخطوة المقبلة للفصائل المشاركة بعملية “درع الفرات”، أكد أحد قياديي اللواء الأول، في فيلق الشام، كبرى فصائل المعارضة المسلحة، في شمال سورية، النقيب سعد أبو الحزم، أن “خطوة الجيش السوري الحرّ العتيدة، بعد مدينة الباب، هي انتزاع السيطرة على مدينة منبج”، التي تسيطر عليها فصائل تتبع لمليشيا “الوحدات الكردية” منذ أغسطس/آب الماضي.

وأشار أبو الحزم، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الأولوية الآن هي تأمين مدينة الباب، ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي تركها التنظيم في المدينة”، موضحاً بأن “قوات المعارضة السورية لن تتوقف قبل استعادة مدينة منبج، وريفها حتى سد تشرين، الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية”، ملمحاً إلى إمكانية التوغل أكثر باتجاه الرقة.



صدى الشام