(الشعيطات) الأكثر تضرراً… (داعش) يستولي على منازل المدنيين في دير الزور


سعيد جودت: المصدر

(نُفيت واستوطن الأغراب في بيتي)، هذه مقولة لسان حال أبناء دير الزور، والتي تروي قصة نزوح ونفي إجباري وحرمان من المسكن، في ظل سلطة تنظيم “داعش”.

ويستمر تنظيم “داعش”، وبشكل ممنهج، بمصادرة أملاك الأهالي المدنيين في دير الزور، والاستيلاء على منازلهم، بعد ان كان المشهد يقتصر على حالات فردية سابقاً بحجج مختلفة، يختزلها التنظيم بأن مالك المنزل سبق وأن قاتل عناصره.

وتوسع المشهد فبدأ التنظيم بالاستيلاء على منازل المدنيين بشكل كبير وملحوظ منذ بداية شهر يناير الماضي، بحجج متنوعة كقتال التنظيم أو الكفر والردة والسكن في مناطق سيطرة قوات النظام، وانتساب أحد أبناء صاحب المنزل إلى فصائل معارضة تقاتل التنظيم.

وبرز هذا المشهد عموماً بسبب المعارك الأخيرة بين عناصر التنظيم من جهة وقوات الحشد الشعبي من جهة أخرى في الموصل العراقية، وهروب العشرات من عائلات التنظيم نحو مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في سوريا، فكانت دير الزور هي الأرض الأخصب لمهاجري التنظيم وعائلاتهم الفارين من العراق.

ونالت قرى الشعيطات النصيب الأكبر من جور التنظيم، حيث استولى التنظيم على العديد من منازل المدنيين في قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج، وذلك كعقاب لأبنائها الثائرين، فيطرد التنظيم أصحاب الأرض من منازلهم، محاولاً اقتلاع جذورهم، ويُسكن الغرباء المهاجرين من عناصره الفارين من المعارك الجارية في الموصل.

ولم تكن مدينة البوكمال بمأمن عن عناصر التنظيم الذين استولوا على عدد من منازل المدنيين بتهم انتماء أبنائهم لجيش سوريا الجديد، ولم يختلف الحال في بلدة العشارة.

ووثق ناشطون خلال الفترة الماضية مصادرة التنظيم لأكثر من 90 منزلاً من بلدة العشارة فقط، وتكرر المشهد أيضاً في مدينة الميادين وريفها، ولم تكن أحياء مدينة دير الزور بمأمن أيضاً عن عصابات “داعش” التي استولت على عدد من المنازل في أحياء كنامات والعمال والحميدية.

وتشهد الأحياء المحاصرة والواقعة تحت سيطرة قوات النظام صورة مماثلة رغم اختلاف اللون، فالنتيجة واحدة. تغريب وتهجير ونفي قسري وتوطين للغرباء في دير الزور، حيث استولت ميليشيا حزب الله على عدد من منازل المدنيين في حيي الجورة والصاخية وشارع الوادي، واستوطن عناصرها فيها بحجة أن ملكيتها تعود لـ “الإرهابيين”.





المصدر