جون ماكين يقوم بزيارة سرية إلى سورية في غمرة التقييم الأمريكي


قال مسؤولون أمريكيون أن السيناتور سافر إلى كوباني التي يسيطر عليها الأكراد.

 

قال مسؤولون أمريكيون أن السيناتور “جون ماكين” (الجمهوري من أريزونا) سافر إلى الشمال السوري الأسبوع الفائت للتحدث إلى القادة العسكريين الأمريكيين والمقاتلين الأكراد على الخطوط الأمامية، في حملةٍ لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من عاصمتهم الفعلية الرقة.

وجاءت تلك الزيارة غير العادية، والتي قال المسؤولون إنها كانت منظمة بمساعدة الجيش الأمريكي، جاءت في الوقت الذي تناقش فيه إدارة ترامب وضع خطط لحملة عسكرية متسارعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تُعرَف أيضاً بالاختصارات التالية “ISIL” و”ISIS”.

وقد كان السيد ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، قد سافر أول مرة إلى سوريا التي يسيطر عليها الثوار عام 2013، وذلك عندما التقى بقادة من الجيش السوري الحر، المجموعة الشاملة التي تدعمها أمريكا وحلفاؤها. ويُعتقد أن هذه الزيارة هي الأولى منذ ذلك الحين.

كما قال المسؤولون الأمريكيون، ممن هم على دراية برحلة السيد ماكين، أن السيناتور سافر إلى كوباني، المدينة السورية التي تقع على الحدود مع تركيا والتي تسيطر عليها القوات الكردية منذ عام 2012.

وقد جاء في بيان صادر عن مكتب السيد ماكين، الذي أكد قيامه بتلك الزيارة، أن السيناتور “سافر إلى الشمال السوري الأسبوع الماضي لزيارة القوات الأمريكية المنتشرة هناك ومناقشة حملة مكافحة تنظيم الدولة والعمليات المتواصلة لاستعادة مدينة الرقة”.

ويُعتقد أن السيد ماكين هو أول نائب أمريكي يقوم بزيارة منطقة يسيطر عليها الأكراد في الشمال السوري منذ أن أصبحت مركزاً لقوات العمليات الأمريكية الخاصة التي تقدم المساعدة للقوات المحلية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد جاءت الزيارة القصيرة في منتصف جولة إقليمية قام بها السيد ماكين من المملكة العربية السعودية إلى تركيا، حيث ناقش خططاً متطورة لمواجهة تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط.

 

وبعد أن سافر إلى سوريا، التقى السيد ماكين بالرئيس “رجب طيب أردوغان” في العاصمة التركية، ليقوم السيد أردوغان بِحَثّ إدارة ترامب على استبعاد المقاتلين الأكراد الذين يراهم القادة العسكريون الأمريكيون حليفاً مهماً في المعركة ضد تنظيم الدولة.

كما أنه من النادر أن يقوم السياسيون الأمريكيون بزيارة سوريا. وفي الشهر الماضي، قامت “تولسي غابارد” (النائب الديمقراطي من هاواي)، بالسفر سراً إلى دمشق. وعقدت هناك اجتماعاً مع الرئيس السوري بشار الأسد وكان الاجتماع مثيراً للجدل. وقام “بريت  ماكغورك”، المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش، بزيارة كوباني والاجتماع مع المقاتلين الأكراد، ما خلق ضجة في تركيا.

أما أنقرة، فترى أن القوات الكردية في سوريا إرهابيون متحالفون مع الانفصاليين الأكراد في تركيا المتورطين بحرب استغرقت أعواماً للحصول على المزيد من الحكم الذاتي. وقد انتقد السيد أردوغان وقادة أتراك آخرون السيد ماكغورك بعد أن التقطت له إحدى الصور وهو يتلقى درعاً من القوات الكردية السورية.

 

علاوة على ذلك، فالسيد ماكغورك، الذي طلبت إليه إدارة ترامب البقاء في وظيفته، منشغل الآن في نقاش حول وقت وكيفية شن الهجوم على مدينة الرقة.

كما طلب الرئيس دونالد ترامب إلى الجيش الأمريكي أن يقدم له خطة جديدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ومن المفترض أن ينتهي التقرير بحلول نهاية الشهر الجاري.

وكان أهم ما في النقاش هو ما إذا كان سيتم الاعتماد على القوات الكردية في استعادة السيطرة على مدينة الرقة، أم لا. فالرقة مدينة ذات أغلبية سنية، ومن المرجح أن يكونوا قلقين من حكم الأكراد.

ويقول مسؤولون أمريكيون مشاركون في النقاش أنه سيكون من الصعب _ إن لم يكن مستحيلاً _ شن هجوم ناجح على مدينة الرقة في الأشهر القادمة دون التعاون مع القوات الكردية. كما أفاد مسؤولون أمريكيون أن قادة أتراك كانوا يشجعون إدارة ترامب على تهميش المقاتلين الأكراد، إلا أنهم لم يقدموا خطة بديلة قابلة للتطبيق.

 

رابط المادة الاصلي: هنا.



صدى الشام