هكذا “عفش” مقدسي وسليمان مؤتمر القاهرة وحولاه إلى منصة ناطقة باسم الأسد



عماد أبو سعيد – خاص – المصدر

من الواضح، أن سرقة أو “تعفيشاً” معلناً تعرض له مؤتمر القاهرة والوثائق الناتجة عنه، والذي سمي زوراً فيما بعد بـ “منصة القاهرة” التي يقودها حالياً جهاد المقدسي الناطق السابق باسم خارجية بشار الأسد، يساعده في ذلك الفنان جمال سليمان، لكن لحساب من قام “المعارضان” المفترضان بسرقة وتعفيش المؤتمر ووثائقه؟.

في الظاهر لحساب وزارة الخارجية المصرية، وفي الباطن لحساب موسكو، وبالمحصلة لحساب بشار الأسد.

بالعودة إلى مؤتمر القاهرة الأساسي قبل تعفيشه من الثنائي “مقدسي سليمان”، اتفق المعارضون السوريون في ختام اجتماع لهم في القاهرة الثلاثاء 9 حزيران / يونيو – 2015 على “خارطة طريق لحل سياسي تفاوضي” للأزمة في سورية مستندة إلى اتفاق جنيف، تحت عنوان “خارطة الطريق للحل السياسي التفاوضي من أجل سورية ديموقراطية” تنص على “استحالة الحسم العسكري، لكن أيضاً على عدم امكانية استمرار منظومة الحكم الحالية التي لا مكان لها ولا لرئيسها في مستقبل سورية”.

وجاء في الوثيقة أنها تتضمن “آليات تنفيذ عملية قابلة للتحقق وقادرة على الانتقال إلى تسوية سياسية غايتها تغيير النظام بشكل جذري وشامل”.

وعلى هذا الأساس، يمكن القول أن ثمة تقارب كبير جداً بين مؤتمر القاهرة ووثائقه، وبين الائتلاف الوطني والهيئة العليا للتفاوض، وهو ما مهد الطريق إلى انضمام بعض أعضاء مؤتمر القاهرة بالفعل إلى الهيئة العليا للمفاوضات. لكن فيما يبدو أن هذا التقارب لم يعجب “القاهرة ومن خلفها موسكو” اللتان سعتا بواسطة جهاد مقدسي إلى العمل على تعفيش المؤتمر ونتائجه، والذي تحول بقدرة قادر إلى تسمية “منصة القاهرة، ومن المعروف أن تسمية “المنصات” هي ابتكار روسي، يهدف إلى اختراق المعارضة السورية وتدجينها بمعارضة تابعة لها مباشرة أو للمخابرات السورية مثل “موسكو، أستانة، حميميم، وآخرها منصة بيروت بزعامة المناضل لؤي حسين .. والحبل على الجرار”.

وكان “المصدر” كشف قبل أيام وعشية انطلاق جنيف “بالوقائع التناقضات بين ما يطرحة مؤتمر القاهرة الأساسي، وما تسعى إليه “منصة القاهرة” برئاسة معارض الغفلة جهاد مقدسي، ونقل “المصدر” عن شخصية سياسية للغراب، كان لها دوراَ بارزاً في انعقاد مؤتمري القاهرة “1” و”2″، والذي استنسخ منهما ما أطلق عليه “منصة القاهرة”،عن رفضها أن تتكلم تلك المنصة أو تتفاوض في جنيف باسم “مؤتمر القاهرة”.

وكشف السياسي الذي فضل عدم كشف اسمه، في حديثه “للغراب”، أن السفير في وزارة الخارجية  المصرية “نزيه النجاري” هو من شكل وفد التفاوض منذ أن اعتذر الوفد الرئيسي عن تلبية دعوة المبعوث الأممي لمفاوضات جنيف2 آنذاك، باستثناء جهاد مقدسي و”فراس الخالدي”،  ولذلك يجب أن يُطلق على “منصة القاهرة” تسمية “منصة أو وفد “وزارة الخارجية المصرية”، لأته يعمل بإملاء وتوجيه مباشر منها، على حد تعبير السياسي.

وأوضح السياسي، الذي شارك بوضع وثائق مؤتمري القاهرة، أن المتحدثين باسم المؤتمر وأعضاء الوفد الحالي لم يسمهم المؤتمر أساساً بل “السفير النجاري” ذاته، بعد أن رفض أعضاء الوفد الأساسي إملاء “الخارجية المصرية”  بحضور مفاوضات جنيف تحت مسمى “وفد أو منصة موسكو” والذي يضم “منصات “موسكو والقاهرة والآستانة”مجتمعين، بينما أصر غالبية أعضاء وفد التفاوض باسم مؤتمر القاهرة على الحضور كوفد مستقل، مشيراً إلى أن اللجنة التي انتخبها مؤتمر القاهرة 2 في نهاية أعماله هي لجنة متابعة، ولا يحق لها اتخاذ القرارات، ومنها حضور مؤتمر جنيف باسم “مؤتمر القاهرة”.

كما كشف السياسي، أن اجتماع دبي الذي عقد يومي “30- 31/ 5/ 2015 ، والذي ضم بعض شخصيات مؤتمر القاهرة “1” للإعداد “للقاهرة2″، رفض بشكل قاطع وحاسم ما طرحته هيئة التنسيق الوطنية حينذاك بشأن حضور  قدري جميل وجبهته لاجتماع القاهرة 2، إذ لا يمكن اعتبار جميل  معارضاً بالمقاييس التي حددها اجتماع دبي، ويتناقض بالتالي مع أهداف مؤتمر القاهرة في إنتاج معارضة مقنعة ذات مصداقية بعيداً عن فكرة التجمع والحشد وغايته الوحيدة إنقاذ سورية”بحسب تعبيره.

وخلص السياسي في تصريحه “للغراب”، أن ما يُسمى بـ “منصة القاهرة” ووفد التفاوض الحالي والذي يضم”جهاد مقدسي، جمال سليمان، فراس الخالدي منير درويش وآخرين” لا يمت بصلة لأهداف مؤتمر القاهرة ووثائقه.

وما كشفه “المصدر” نقلاً عن المعارض، ثبت صحته مع انطلاق جنيف 4، إذ أن مقدسي أفشل محاولات الهيئة العليا للمفاوضات للتفاهم مع مجموعته على ذات المبادئ التي تم التفاهم عليها مع مؤتمر القاهرة قبل قيام مقدسي بتعفيشه وتحويله إلى منصة، إذ أعلن مساء أمس “الجمعة” بصفته “رئيساً” لما أطلق عليها هو “منصة موسكو”، أن المحادثات، التي أجرتها مجموعته مع الهيئة العليا للمفاوضات حول تشكيل وفد واحد لم تسفر عن أي اتفاق. مضيفاً، إن هذا الاجتماع بين الوفدين كان تنسيقيا، ولم يتم التوصل خلاله إلى الاتفاق على التوحد.

من جهته كان الفنان المعارض جمال سليمان أكثر وضوحاً في إعلان الانقلاب على مبادئ الثورة بل وعلى وثائق مؤتمر القاهرة الذي يفترض أنه يمثلها إذ أعلن في حديث لتلفزيون “الجديد” أول أمس “الخميس” إن النقاش حول بقاء بشار الأسد أو رحيله كلفت السوريين مزيدا من الصراع، مشيراً إلى أنه لا يرى جدوى في هدر الوقت في نقاش هذا الموضوع.

وأضاف سليمان من جنيف، أن “هذا الاستعصاء” لن يُحل، مشيراً إلى تصريحات الدبلوماسيين الأوربيين مؤخراً، بمن فيهم مرشحة الفرنسية ماري لوبان التي قالت خلال زيارتها لبنان إنه لا بديل عن بشار الأسد.

وهكذا ببساطة تحول مؤتمر القاهرة بعد “تعفيشه” إلى “منصة القاهرة” الناطق باسم موسكو والداعية إلى “الأسد للأبد”.




المصدر