قتل النظام للمدنيين واستهداف مقار أمنية للنظام في حمص يهز محادثات جنيف.. وتشاؤم حول نجاحها


تقوض عمليات القصف المستمرة التي تشنها روسيا ونظام الأسد على المدن السورية، وكذلك استمرار المعارك، من فرص نجاح مؤتمر جنيف 4، الذي تشارك فيه المعارضة والنظام للبحث عن حل للملف السوري.

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إن "هجوماً لمسلحين في سوريا يوم السبت كان محاولة متعمدة لتخريب محادثات السلام في جنيف"، على حد تعبيره، في حين تبادلت المعارضة والنظام الاتهامات ولم تبدأ أي مفاوضات فعلية.

وكان مقاتلون اقتحموا مقرين لقوات الأمن التابعة للنظام في حمص، السبت، وقتلوا العشرات بالأسلحة النارية والمتفجرات من بينهم رئيس فرع المخابرات العسكرية حسن دعبول، الذي شارك في عمليات قتل كبيرة للمدنيين، وفقاً لما أكده ناشطون سوريون، في حين أعلنت هيئة "تحرير الشام" عن تبنيها للهجوم.

وتعليقا على التفجيرات التي شهدتها مدينة حمص (وسط سوريا) السبت، أوضح: "المنطقة التي يتواجد فيها الفرع الأمني (في حمص) هي منطقة أمنية فيها رقابة أمنية شديدة، ولا يمكن لأحد الوصول إليها إلا بتسهيلات من قوة تمتلك نفوذا أمنيا، وهذه المناطق لا تواجد عسكري فيها للمعارضة، وأقرب منطقة هي حي الوعر المحاصر، والمشدد الحصار عليه من قبل النظام".

واعتبر أن "ما جرى (في حمص) تصفية من النظام للمطلوبين دوليا، وعلى رأسهم اللواء الذي قتل (حسن دعبول رئيس فرع الأمن العسكري بحمص)، وهو المطلوب ومتهم بقضية (رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق) الحريري، ومعتقلين متواجدين في فرع أمن الدولة". 

وفي  المقابل واصلت قوات نظام الأسد توجيه الضربات الجوية على حي الوعر في ريف حمص الذي تسيطر عليه قوات المعارضة. وقالت الأخيرة في بيان لها إن "النظام يواصل قصف المدنيين في الحي، بهدف إفشال المفاوضات (الجارية) في جنيف، خشية التوصل لفترة انتقال سياسي".

وبالموازاة مع ذلك، شنت مقاتلات تابعة للنظام غارات عنيفة على مدينة دوما بريف دمشق أدت إلى استشهاد وإصابة مدنيين، وأوقعت دماراً كبيراً في الأبنية السكنية.

واجتمع دي ميستورا مع وفدي المعارضة والنظام بشكل منفصل في جنيف، بينما حاول التوصل لاتفاق بشأن إجراء محادثات تضع حلاً للملف السوري. وبدا المبعوث الأممي متشائماً حيال مدى نجاح المحادثات الجارية في جنيف، إذ قال إنه "لا يتوقع أي انفراجة سريعة"، ودعا إلى عدم السماح لأعمال العنف بأن تعرقل أي تقدم هش كما حدث مراراً في الماضي.

تعطيل المفاوضات

إلى ذلك، قالت بسمة قضماني عضو "الهيئة العليا للمفاوضات" في مقابلة مع رويترز إن المعارضة التي تؤيد المحادثات التزمت بوقف إطلاق النار، لكنها شككت في التزام الأسد واستعداد روسيا للضغط عليه لكبح العنف.

وبدوره، قال المتحدث باسم "الهيئة العليا للمفاوضات"، التابعة للمعارضة السورية، سالم المسلط، إن "وفد المعارضة المشارك في جنيف-4  لن يكون سببا في فشل الجولة الحالية، ويسعى للوصول إلى حل".

وأشار إلى أن من لا يرضى من منصات معارضة أخرى برحيل رئيس النظام بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، فعليه الجلوس على طاولة وفد النظام بجوار هذا الوفد.

وفي هذا السياق قال: "من رضي بوجود بشار الأسد (في مستقبل سوريا) ربما تتسع له الطاولة التي يجلس عليها (بشار) الجعفري (رئيس وفد النظام)، ولا مكان له في طاولة تحمل اسم الشعب السوري".

ويشارك في وفد المعارضة السورية إلى جانب "الهيئة العليا للمفاوضات وممثلين عن فصائل المعارضة"، شخصيات من منصتي "موسكو والقاهرة" كثير منهم قريبون في مواقفهم من روسيا ويتخذون مواقف أكثر ليونة حيال الأسد ونظامه.

المسلط تحدث عن المرحلة الانتقالية التي اعتبرها محور المفاوضات بجنيف قائلا "نريد ما يرضي الشعب، وهي ليست أقل من هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، الشعب لا يرضى بأقل من إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، الشعب السوري لا يرضى بحقيبة وزارة هنا، أو وزارة هناك".

وأضاف "لا نرضى بحكومة وطنية موسعة، إذ لا يبحث من جاء منا إلى جنيف عن مناصب، يُختار للمناصب من يريده الشعب السوري، ويراه كفؤا لها، (ولا نرضى إلا) إنما بتغيير كامل يذهب رأس النظام، ومن ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، ونريد أن نرى هذا الحل عاجلا".

وحول مفاوضات جنيف ولقاؤهم مع المبعوث الأممي دي ميستورا، أوضح "جئنا إلى جنيف كما في السابق، نريد أن تُرفع المعاناة عن الشعب، ولم نر جدية من النظام، لأنه لا يؤمن بالحل السلمي، وإنما بالحل العسكري، يؤمن بالقتل والدمار، واستقدام ميليشيات الإرهاب لتساهم بقتل شعبه".

وبيّن المسلط أنهم تحدثوا "في السابق عن إعلان دستوري يحكم الفترة المؤقتة، ولكن الدستور العام يكون عبر السوريين، والدستور يصنع بيد الشعب، وليس بما تقدمه روسيا أو دولة أخرى، وجدية المفاوضات تبدأ بمرحلة الانتقال السياسي، والوفد (المعارض) مستعد لذلك".

وانطلقت مفاوضات جنيف-4  الخميس الفائت بجلسة افتتاحية رسمية، أعقبتها أمس لقاءات ثنائية دي ميستورا، بين النظام والمعارض، كل على حدة، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.




المصدر