المعارضة السورية: حكومة وحدة وطنية التي يطرحها النظام لم ترد في أي مرجعية دولية


قال رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات جنيف 4، نصر الحريري، إن موضوع حكومة الوحدة الوطنية في مرحلة الانتقال السياسي، الذي يطرحه النظام، غير موجود بأي مرجعية دولية، مبينا أن المعارضة سترد هذا الأسبوع على وثيقة المبعوث الأممي بأفكارها ومقترحاتها.

وأضاف: "نحن جادون للوصول للحل السياسي، والوفد التفاوضي والهيئة التفاوضية ليس أملها بالسلطة، وتبحث عن أسس إرساء السلام الحقيقي العادل في سوريا، عبر حل سياسي عادل، وتفاعلنا بإيجابية عندما رأينا المبعوث الدولي يتبنى المرجعيات الدولية الواضحة (بيان جنيف  والقرارين الأممين 2118 و2245 بشأن الانتقال السياسي".

وحول جولتهم الأولى مع دي ميستورا قبل يومين أوضح "كان هناك لقاء مطول معه، ناقشنا كثيراً من القضايا، هذه القضايا هي رؤى واقتراحات وأفكار كيف يمكن أن ننقل القرار الأممي 2254، من مجرد نص سردي إلى خارطة طريق، وخطوات عملية يتم العمل من خلالها، والآن دي ميستورا يطرح أفكاره وينتظر أفكارنا، حتى نتمكن جميعاً من وضع الصيغة التي تخدم هدفنا بالمضي في العملية السياسية التفاوضية دون إضاعة الوقت".

وعن حديثه حول إيجابية هذا اللقاء في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الجلسة الجمعة، قال "اولاً تحدث (دي ميستورا)، عن المرجعيات الدولية الواضحة التي تتحدث عن الانتقال السياسي، وأن يتبنى المبعوث الدولي هذه القرارات، فهو يعني أنه يبدأ بإيجابية، وثانياً في مفاوضات جنيف الماضية، كان هناك خلاف على جدول الأعمال، والنظام في 2014 لم يتحدث إلا عن الإرهاب الذي صنعه، ليلتف على مطالب الشعب، وجنيف 2016 كانت أوراق ومبادئ وقواعد إجرائية".

وذهب إلى أن "الملفت أن دي ميستورا ذهب فوراً باتجاه جدول أعمال، نعم لنا ملاحظات سنوافيه بها (على جدول الأعمال)، ولكن عندما تكون النقطة الأولى هي الانتقال السياسي، والحكم الانتقالي، فأعتقد أنها إشارة إيجابية".

مقترحات دي ميستورا

كما لفت إلى أن "الوفد التفاوضي لديه آراء واقتراحات، واستمعوا من دي مستورا أفكارا واقتراحات يقييموها، وهم بحاجة إلى جلسات عديدة، والتواصل مع المبعوث الدولي وفريقه، لاستيضاح قضايا معينة، لوضع صيغة عملية لموضوع الخروج برؤى واضحة، الوفد التفاوضي قطع شوطاً كبيراً بدراسة الأوراق، وبعدها تكون توضحت الصورة بشكل حقيقي، ولكن نحن مع المبعوث الدولي، وغايتنا وهدفنا الوصول لجدول أعمال واضح هدفه الانتقال السياسي".

ورداً على سؤال حول مراحل الحل السياسي، أجاب "معروف أن الخطوة الأولى التي يجب الانتهاء منها هي الانتقال السياسي، والدستور وموضوع الانتخابات ليس وقته".

وتساءل "متى يمكن أن تضع الدستور، وهل يمكن اليوم إجراء انتخابات قبل الانتقال السياسي، فتصبح العملية غير مفهومة، وليس لها معنى، والنقاش اليوم نعم نحن نريد انتقال سياسي، ونريد الدستور، وهي من مطالب الثوار، ولا نعترف بدستور النظام، نحن نريد دستور جديد، وانتخابات حرة ونزيهة، مبنية على أعلى المعايير الدولية، ولكن هذا الموضوع له سياقه المكاني والزماني الواضح".

أما فيما يتعلق برؤيتهم للانتقال السياسي، ورأيهم بحكومة الوحدة الوطنية المطروحة من النظام وحلفائه، أفاد "النظام طبيعي أن يقول إن الانتقال السياسي هو بشار الأسد، والانتقال السياسي هي أجهزة الأمن والجيش، ويريد أن يبقي على كل شيء".

وتابع "لسنا بوارد الحديث عن النظام، لأنه لا يريد أي تغيير في سوريا، نحن لم نقل هيئة الحكم الانتقالي، قلنا تنفيذ القرارات الدولية وبيان جنيف، الذي يتحدث عن عملية انتقال سياسي تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي، تتولى كافة الصلاحات التنفيذية، بآلية التوافق المتبادلة، يشارك بها النظام والمعارضة وأطراف أخرى، طبعا ممن لم تتطلخ أيديهم بالدم، ولم يرتكبوا جرائم".

ونفى أن يكون موضوع الحكم بسبب "أمور شخصية أو رغبوية، حيث تبنوا القرارات الدولية، ويبحثون عن حكم انتقالي يضمن لسوريا أن تضع نفسها على بداية طريق السلام، أما حكومة الوحدة الوطنية، فلا يوجد لا قرار دولي، ولا بيان لمجموعة دولية، ولا بيان رئاسي لمجلس الأمن، ولا تصريح لدولة يحكي عن حكومة وحدة وطنية، هذا ما يتحدث به النظام فقط".

رفض النظام للانتقال السياسي

وعن الحدود الدنيا التي يرغبون بها للخروج من هذه المفاوضات، كشف أن "الحد الأعلى أتمنى أن نصل للحل السياسي بأسرع وقت ممكن، والحد الأدنى أن نضع كل ما لدينا من جهود، من أجل الوصول لأي نتائج إيجابية في الجولة الأولى، وباعتقادي إذا استطعنا أن نصل مع المبعوث الدولي إلى فهم مشترك للطريقة والأجندة التي يمكن البدء بها في الجولة القادمة من المفاوضات، فهذا باعتقادي شيء جيد وإيجابي".

وحول سلوكهم في المفاوضات في مواجهة سلوك النظام المتهرب من مسؤولياته، قال "سلوكنا هو ما يمثله موقفنا وفعلنا على الأرض، بأننا جئنا للمفاوضات، ونتفاعل مع المبعوث الدولي، الآن نناقش اقتراحاته، ونضيف اقتراحاتنا، ومستمرون بالعملية الانتقالية حتى نقوم بما علينا، لا أقول أن العملية ستنجح أو لا، نحن أتينا إلى هنا من أجل أن نسعى لإنجاح هذه العملية".

واعتبر أن "النظام ليس له مصلحة، لا في مناقشة الانتقال السياسي، ولا مناقشة الدستور، ولا مناقشة الانتخابات، الأسد وضع شعاره منذ بداية الثورة، الأسد أو نحرق البلد".

أما عن أمريكا ودورها في المفاوضات، أفاد "أمريكا دولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن، والشعب السوري يدفع ثمن كبير ومؤلم لأخطاء كارثية خاطئة جداً لإدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما، الذي وضع الخطوط الحمراء، وسمح لنظام الأسد بتجاوزها، وعقد الاتفاق النووي مع إيران، وغض الطرف عن تدخلاتها، وسمح لها بالدخول في سوريا".

وبين أن "المعارضة تقدم نفسها كشريك حقيقي وفاعل على الأرض لمكافحة الإرهاب"، متمنياً "دعماً دولياً لمكافحة هذه الجهود، وأن يكون لأمريكا دور بارز لوضع حد كاف لإيران وتدخلاتها، ودورها الشيطاني في المنطقة، لأنه لا يمكن إعادة الأمن والاستقرار ليس لسوريا فقط، بل لكل دول المنطقة".

وشدد على أنهم "يطالبون بدعم الجهود الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، لوضع الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، على قائمة الإرهاب".

وعن إلقاء تقدم الجيش الحر في مدينة الباب (شمال) مؤخرا بظلاله على المفاوضات، قال "اليوم النجاحات الباهرة التي يحققها أبطال الجيش الحر، والدور البارز التي تقوم به تركيا في دعم المعارك، يعزز الموقف التفاوضي، ويعزز الحالة المعنوية ليس فقط للمقاتلين على الارض وانما الشعب السوري، لأن هذه المناطق التي تحرر تصبح مستعدة لعودة اللاجئين إلى بيوتهم مرة آخرى".

كما لفت إلى أن "الشعب السوري قال كلمته وأتمنى أن لا تصل المفاوضات إلى طريق مسدود، وإذا وصلت لن تكون بسببنا، ومن ناحيتنا نضالنا ضد النظام مستمر، بالأيدي بالكلام بالأقلام بالمسيرات بالشعارات بالنضال المدني والعسكري الذي نتمنى أن لا يستمر، هذه المعركة ستستمر ليحقق الشعب ما يريده".

وأردف "نعول على دور يفترض أن يتغير بشكل جدي وإيجابي من قبل الأمم المتحدة، والأطراف الدولية الأخرى، وروسيا عبر التنسيق الروسي التركي، حتى تجد العملية معنى، ويكون لها نتائج، ولا بد من وجود استمرار للتوافق الروسي التركي، حول بنود الاتفاق السياسي، ولا بد من دور أمريكي إيجابي في هذه المساعي، لنتمكن جميعا من معالجة ملفات خطيرة في المنطقة، وهذا التنسيق له 3 مهام، الوصول للحل السياسي العادل في سوريا، وحشد كل الطاقات بعد الحل السياسي من أجل محاربة الإرهاب، ووضع حد لتدخلات إيران في المنطقة".

ونفى أن يكون لتقدم النظام الأخير ميدانيا أي دور في العملية وموقعه منها، إذا أوضح قائلا "ليس النظام من يتقدم على الأرض، ومن يجبر النظام على الانخراط في مفاوضات بأستانا، أو في جنيف، باعتقادي هي روسيا، وضغط دولي، لأنه لا يستطيع أن يقوم بإعاقة هذه العملية، أو مقاطعتها، هو يسعى لتخريبها، ولاحظنا القصف موجود في كثير من المناطق".

وانطلقت مفاوضات جنيف-4 الخميس الماضي، بجلسة افتتاحية رسمية، أعقبتها لقاءات ثنائية لدي ميستورا مع النظام والمعارضة، كل على حدة، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.




المصدر