من هو ضابط الاستخبارات “الرهيب” الذي قتِل في سوريا؟


حالة من الهلع والذعر والرعب تنتاب أنصار رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد مقتل اللواء حسن دعبول، رئيس فرع استخبارات النظام العسكرية في محافظة حمص.

وتختصر بعض التعليقات التي توالت بعد نبأ مقتل الضابط الاستخباري وثيق الصلة بالأسد، حالة الذعر التي انتشرت في أوساط أنصار النظام، من مثل ما قاله حساب فيسبوكي، وعلى صفحة “شبكة أخبار المنطقة الوسطى حمص” لدى سماعها خبر مقتله: “كيف وصلوا إلى هنا”، وهناك حساب آخر نشر جملا تعكس مدى الخوف والإحباط فكتب: “أجارنا الله من الأيام الآتية”. ومثلها آلاف التعليقات التي توالت منذ الإعلان عن مقتل اللواء حسن دعبول، في تفجيرين ضربا محافظة حمص، يوم السبت.

العميد القتيل

أبو ذو الفقار الذي نال ثقة الأسد فكان رجُلَه في حمص

وينحدر العميد (أصبح لواء بعد مقتله) حسن دعبول من محافظة حماة، حسب ما جاء في صفحة “أخبار حماة والغاب” الفيسبوكية الموالية، السبت، وتشير إليه صفحة “شبكة أخبار جبلة لحظة بلحظة” الفيسبوكية الموالية بلقب “أبو ذو الفقار”، وشارك كغيره من ضباط سلك الاستخبارات العسكرية التابعة لنظام الأسد، بقمع المعارضين السوريين مع بداية الثورة السورية على نظام الأسد. فشارك في قمع أغلب التظاهرات بوحشية مفرطة، بعدما كان قد تعامل بتلك الوحشية لدى قيادته ما يعرف بسرية المداهمة التابعة للفرع 2155 والذي ترأسه دعبول أيضا، والذي لشدة ما ترتكب فيه جرائم ضد الإنسانية، أطلق عليه معارضون سوريون وجهات حقوقية اسم: “فرع الموت”. فقام دعبول باعتقال الآلاف وإيقاع أشد أنواع التعذيب والتنكيل بهم، والقيام بتصفية بعضهم مباشرة، أو مقتل بعضهم الآخر تحت التعذيب الذي يصبح معه الموت “رحمة” لصاحبه، كما يقول معارضون سوريون كثر.

العميد القتيل حسن دعبول مع المذيع في فضائية الأسد جعفر أحمد

الشهرة التي اكتسبها العميد حسن دعبول، بعمليات التعذيب والقتل الوحشية، والتي جعلته حامل لقب “آمر الموت” وطّدت روابط الثقة بينه ورئيس النظام السوري بشار الأسد، أكثر، فقام بإرساله في عام 2016 إلى محافظة حمص لرئاسة فرع الاستخبارات العسكرية هناك، بعدما أقال العميد ياسين ضاحي، حيث توالت صرخات واحتجاجات الموالين في المحافظة، على ما يسمونه “الفلتان الأمني” الذي يضرب بيئتهم في أعمال تفجير غامضة كانت تحصل بين ظهرانيهم، على الرغم من وجود تحذيرات معلنة تسبق التفجيرات، إلا أنها رغم ذلك كانت تحصل، مما زرع بذور الشك لدى أنصار الأسد بأن تلك التفجيرات كانت تحصل برضى وتسهيل ضمني من نظام الأسد، كي يستثمرها سياسياً في مناسبات دولية شهيرة، مثلما حصل في 21 فبراير 2016 عندما ضُرب حي الزهراء بحمص بتفجيرين متزامنين، على الرغم من أن صفحة فيسبوكية قريبة من دوائر الاستخبارات في المدينة كانت حذرت من وقوع تفجيرات في الأمكنة التي حصل فيها التفجيران السالفان!، بالضبط، وهي أمكنة تنقل طلاب الجامعة والمدارس، ليأتي التفجيران بهذه الأمكنة، تماماً، على الرغم من التحذير المنشور قبلها بـ15 ساعة كاملة على صفحة فيسبوكية موالية معروفة، كان موقع العربية.نت قد نشر عنها خبراً في حينه.

ترعرع بظل رئيس الاستخبارات العسكرية “الرهيب” علي دوبا

يذكر أن اللواء حسن دعبول نال عدة أوسمة استحقاق من مؤسسات النظام العسكرية، خصوصاً أنه كان من المشاركين بعمليات القمع الوحشية التي تعرضت لها محافظة حماة أول ثمانينيات القرن الماضي، كما ذكرت صحيفة لبنانية، السبت، حيث كان في بداية تخرجه في الكلية العسكرية، وعبّر عن ولائه للرئيس السوري في ذلك الوقت، حافظ الأسد، من خلال القيام بتنفيذ كل الأوامر الدموية بقتل وتصفية خصوم النظام، وبخاصة أن دعبول هو من الضباط الذين نشأوا وترعرعوا في ظل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “الرهيب” علي دوبا، مؤسس دولة الرعب في سوريا، وصاحب اليد العليا بجعل كل مواطن سوري يشعر بالرعب حتى من شقيقه وأبيه وأهله، لشدة ما زرعه من ترهيب وتنكيل في صفوف السوريين، كما يعلم بذلك كل الذين عاصروا تلك المرحلة التي زرِعت فيها البذور الأولى للثورة على نظام الأسد.

من التشييع

تغنّوا بـ”بأس” الرجل فعجز حتى عن حماية نفسه

يشار إلى أن مقتل دعبول شكل صدمة لأنصار الأسد، على مختلف الأصعدة، فالرجل جاء رئيساً لفرع الاستخبارات في مدينة حمص كي يزرع “الأمان” لأنصار النظام، إلا أنه فشل بحماية نفسه، بالدرجة الأولى، وكان أول من أعلن عن مقتلهم في تلك العملية التي زلزلت أنصار الأسد وزرعت الرعب والشك بالمصير بين ظهرانيهم. خصوصا أن ضابطاً أمنيا كبيراً آخر كان قد أصيب في العملية وتضاربت الأنباء بشأنه ما بين قتيل أو مصاب، وهو العميد ابراهيم درويش،رئيس فرع أمن النظام في حمص، الذي أعلن عن مقتله، ثم تم التراجع عن هذا الإعلان بإعلان أنه يخضع لعمل جراحي بعد إصابته بشكل مباشر. وكذلك أعلن عن إصابة العقيد نبيل ميهوب والعقيد غالب منصور والملازم حسام سليمان، بالإضافة إلى مقتل عشرات العسكريين بتلك العملية التي كشفت سقوط نظام الأسد من الداخل، مرة أخرى، وعجزه حتى عن حماية نفسه، كما صرح بذلك مراقبون، منذ يوم أمس السبت الذي شهد حصول التفجيرين.

وكان أنصار الأسد في حمص، قد أعدوا موالاً غنائياً للاحتفاء بالعميد حسن دعبول تعبيراً منهم عن ولائهم له، ونشروه في الخامس من الجاري على صفحاتهم. وقال الموال الغنائي إن “بأس” العميد “زلزل” أعداءه، مما اضطرهم إلى الصياح رعبا ثم القول: “من أين جاءنا هذا المُصاب؟”. لتكون النتيجة أن “المُصاب” قد وقع على العميد ذاته، والذي أدى انهيار نظام الأسد من الداخل، إلى سقوط حرّاسه وحماته، حتى قبل أن يتمكنوا من سماع الأغاني التي أُلّفت بحقّهم والتي كانت تتغنى بـ”بأسهم” المزعوم.



صدى الشام