حتى في جنيف "التعفيش والتشبيح" حاضرين.. هذا ما فعله الفريق الإعلامي المرافق لوفد الأسد خلال المحادثات


تعد تصرفات الفريق الإعلامي المرافق لوفد نظام بشار الأسد إلى جنيف، مؤشراً بارزاً على سياسة النظام في التعامل مع المحادثات المنعقدة حالياً في العاصمة السويسرية جنيف، فعلى الرغم من أنه على وفد النظام وإعلاميوه أن يظهروا أكبر قدر من الدبلوماسية في أروقة مكان المحادثات إلا أن ما يجري عكس ذلك تماماً.

ومن خلال مطالعة أسماء الإعلاميين المرافقين لوفد النظام في جنيف، يتبين أن النظام اختار أكثرهم شهرة فيما يسميه المعارضون بـ"التشبيح"، فمن افتعال المشادات الكلامية مع وفد المعارضة وبقية الصحفيين، إلى توجيه أسئلة تخدم أجندات النظام وتدافع عنه خلال المؤتمرات الصحفية، تجد إعلاميو النظام يبذلون قصار جهدهم في تطبيق ما يبدو أنها تعليمات النظام لهم، حول كيفية تعاملهم في مقر الأمم المتحدة الذي يحتضن المحادثات.

وقال أحد الصحفيين المشاركين في تغطية مؤتمر جنيف، لـ"السورية نت" إن "سلوك صحفيي وفد النظام خلال المفاوضات الحالية شرس جداً"، مشيراً أن تصرفاتهم تشبه ما قاموا به خلال مفاوضات جنيف عام 2014، مضيفاً أن الفريق الإعلامي المرافق للجعفري يمارس التشبيح على وفد المعارضة.

وعلل الصحفي سلوكهم من توتر وعصبية على أنه دليل بأنهم حصلوا على تعليمات من النظام لافتعال التشويش على وفد المعارضة والمفاوضات، لافتاً أن أكثر من يمارس منهم أفعالاً "تشبيحية"، مراسل قناة العالم الإيرانية، حسن مرتضى، المعروف عنه هوسه بالالتقاط الصور مع جثث الضحايا في سوريا الذين قتلهم النظام.

وكذلك عماد سارة، مدير قناة الإخبارية السورية، التابعة لنظام الأسد، وأليسار معلا مراسلة الإخبارية، ومراسل وكالة أنباء النظام "سانا".

لكن اللافت وغير المتوقع في سلوك صحفيي النظام ممارستهم لظاهرة "التعفيش"، التي تبدوا أنها لم تعد مقتصرة على قوات وميليشيات نظام بشار الأسد داخل سوريا.

وعلمت "السورية نت" أن أحد الصحفيين المشاركين في تغطية المفاوضات من خارج الفريق الإعلامي للنظام، تعرض لسرقة جهاز تسجيل الصوت الخاص به، خلال تواجده في مكان تواجد إعلاميي وفد النظام.

ووفقاً للمعلومات فإن الصحفي دأب على تغطية مفاوضات جنيف منذ العام 2014، وعادة ما كان يترك جهاز تسجيل الصوت الخاص به في مكان تواجده ليعود ويجده، لكن ما حصل أنه عندما ترك جهازه في مكان تواجد صحفيي النظام عاد ولم يعثر عليه.

وعلى الرغم من أنه تم الإعلان عبر مكبرات الصوت عما إذا عثر أحد على جهاز التسجيل، أنكر صحفيو النظام علمهم بوجوده ولم يتجاوب أحد منهم مع الأسئلة عن الجهاز الذي فُقد بمكان تواجدهم بالذات.

وفيما افتعل الصحفي مرتضي أزمة، أمس الإثنين، بعد المؤتمر الصحفي لوفد المعارضة، متحججاً أنه تم تجاهله، علمت "السورية نت" أن رئيس وفد النظام بشار الجعفري، قد تجاهل مراراً صحفيين لا تروق له أسئلتهم خلال مؤتمراته الصحفية، ومن بينهم مراسل لأحد وسائل الإعلام التركية.

وكانت "السورية نت" قد حصلت في وقت سابق، على نسخة من خطاب مكتوب أرسلته وزارة إعلام النظام إلى جميع وسائل الإعلام المساندة للأسد، وتضمن الخطاب توجيهات تدعو الصحفي إلى أن استخدام مصطلحات محددة خلال تغطية مجريات مفاوضات أستانا التي عقدت في 23 و24 يناير/ كانون الأول الماضي.

ويصر الخطاب على تسمية وفد المعارضة السورية بأنه "وفد الجماعات الإرهابية"، وهو تعبير بدا أن ممثل النظام في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أصر على استخدامه في التصريحات الصحفية التي أدلى بها للصحفيين.

ويشار إلى أن مفاوضات جنيف 4 بدأت الخميس الماضي برعاية الأمم المتحدة، في محاولة جديدة للتوصل إلى حل للملف السوري، إلا أنه حتى الآن تغيب بوادر نجاح المفاوضات بسبب ما تقول المعارضة إنه تعطيل واضح للنظام لسير المفاوضات.




المصدر