(ثوار التسويات) باتوا شبيحةً على أبواب حي القابون الدمشقيّ


حذيفة العبد: المصدر

على غرار ما جرى في منطقة “وادي بردى” قبل شهر، حين زجّت قوات النظام بعناصر “تشبيحية” جندتهم لصالحها من المناطق التي خضعت لنظام “المصالحات” و”التسويات” في الريف الدمشقي، تزجّ قوات النظام في حربها الأخيرة المئات من أبناء هذه المناطق في حربها التي تشنها هذه الأيام في حيي القابون وتشرين شمال شرقي العاصمة.

وكشف ناشطو شبكة “صوت العاصمة” أن قيادة ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة) في دمشق أرسلت مجموعة من عناصر الميليشيا المتمركزين في مدينة “الهامة” لمؤازرة باقي التشكيلات العسكرية في معركة القطاع الغربي للغوطة الشرقية.

وبلغ عدد الذي تم أرسالهم حوالي 75 شخصاً معظمهم كانوا قبل أشهر ينتمون لفصائل الثوار في المدينة، التي خضعت نهاية العام الماضي للمصالحة، بعد الضغوط العسكرية من جانب النظام، ورحل قسمٌ كبيرٌ من ثوارها للشمال السوري، في حين لجأ من تبقى هناك لـ “تسوية وضعٍ” لدى سلطات النظام.

ووصف ناشطو الشبكة هذه المجموعات بـ “المرتزقة” ويقودها المدعو “شادي عرموش” أحد الثوار السابقين في مدينة الهامة، وكان يلقّب نفسه قبل التسوية بـ “أبي مصعب الزرقاوي”، وقد قاد مجموعته سابقاً في معارك ضد ثوار وادي بردى قبل شهرين تقريبا.

في هذا السياق، يقول مراسل “المصدر” في ريف دمشق إن قوات النظام نجحت بأساليب الترغيب والترهيب بتجنيد الآلاف من شبان المدن والبلدات التي أجبرت على المصالحات في أرياف دمشق على الانضمام لصفوفها، ليكونوا رأس حربةٍ في هجمات النظام على بقية المناطق.

ويضيف مراسلنا “محمد كساح” أن معظم البلدات التي “صالحت” تشكلت فيها لجانٌ شعبيةٌ مهمتها المعلنة هي ضبط الامن في مناطقها، بشرط عدم خروجهم للقتال خارج منطقتهم، إلا أنّ مجرد ارتداء الشبّان للزي العسكريّ يجعلهم رهن إشارة قادتهم الذين بدأوا بزجهم على جبهات القتال.

وإن كان الاعتماد على “شبيحة” المناطق الثائرة في محيط دمشق أمراً جديداً بالنسبة لقوات النظام، فإن الأسلوب ذاته اتبعه في عشرات القرى والمناطق التي اقتحمها خلال الأعوام الماضية، وكان لشبيحة البلدات الثائرة في منطقة القلمون اليد الطولى في معارك وادي بردى، والذين تطوعوا في ميليشيا “درع القلمون” التي تشكلت من شباب المدن والبلدات التي وقعت على مصالحات معه في منطقة القلمون بريف دمشق. وأشار مراسلنا إلى أن هذه الميليشيا ضمت الفارين من شبح الاعتقال، والباحثين عن سلطة تبسط يدهم في منطقة القلمون، وقد ادعى النظام أن هذه الميليشيا للأعمال الداخلية في القلمون فقط دون التوجه للجبهات الحامية، ثم ما لبثت أن اتجهت إلى جبهات القتال. ولعلّ أبرز مثالٍ على ذلك هو ما حدث في قرية “حفير الفوقا” قبل أقل شهرين، حين شيعت البلدة التي كانت محسوبة على المناطق الثائرة، سبعةً من أبنائها عادوا إليها جثثاً هامدة من “وادي بردى”.





المصدر