مسؤولون بريطانيون يعتقدون أن روسيا تدخلت في التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي


النائب عن حزب العمال “بين برادشو” يقول إن للشعب البريطاني الحق في أن يعرف ما إذا كانت روسيا قد تدخلت في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
النائب برادشو يضغط على الحكومة للمزيد من الشفافية وكان قد طالب بلجان مختارة للتحقيق في تدخل الكرملين.
كما أثار نواب آخرون عن حزب العمال المخاوف حول التدخل من قبل نظام “فلاديمير بوتين”.

يواصل نواب حزب العمال الضغط على الحكومة للكشف عن حقيقة تدخل روسيا في استفتاء الاتحاد الأوروبي.
وقد أخبر وزير الثقافة السابق “بن برادشو” صحيفة بزنس إنسايدر أن “الجماهير لها الحق في معرفة” ما إذا كان الكرملين قد حاول التأثير في نتائج التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي.
وقال إنه يخشى من أن حكومة رئيسة الوزراء “تيريزا مي” ليست واضحة بما فيه الكفاية حول هذه القضية _ لا سيما أن هنالك موافقة حالياً في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية على أن روسيا قد حاولت التدخل في القرارات الديمقراطية.
وقام برادشو بالضغط على الحكومة بهذا الشأن في مناقشتين منفصلتين في مجلس العموم في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. وسأل رئيسة الوزراء عما حل بشأن التحقيق في تدخل الكرملين.
وأخبرته مي أن روسيا بصدد اتخاذ “موقف أكثر عدوانية” في الدبلوماسية الخارجية، وأضافت: “إننا نأخذ مسألة التدخل الذي ترعاه الدولة والهجمات الالكترونية على محمل الجد”.

برادشو: إن عدم انفتاحهم مثير للشك جداً.
ويعتقد برادشو، الذي اعتبره المؤيدون لخروج بريطانيا من الاتحاد، مثل النائب عن حزب الاستقلال “دوغلاس كارسويل”، “متذمراً”، يعتقد أن هناك حاجة إلى المزيد من التفاصيل حول الاستخبارات البريطانية التي تتبع جهود فلاديمير بوتين الرامية إلى تقويض ديمقراطية المملكة المتحدة.
وأخبر برادشو صحيفة بزنس إنسايدر بالتالي: “كنت متشككاً للغاية من تحفظ الحكومة البريطانية على التحدث بهذه القضية. فمن الواضح أن حكومتنا تعرف أكثر مما تفصح عنه، وأعتقد أنه من المثير للشك أنهم ليسوا منفتحين أكثر بهذا الشأن. في الحقيقة، إنهم أقل انفتاحاً عن غيرهم من الديمقراطيات الغربية”.
وقد أظهرت الاستخبارات البريطانية خبراتها بشأن روسيا مؤخراً. إذ ورد أنهم أبلغوا الولايات المتحدة عام 2015 حول مدى تزايد القرصنة الروسية للانتخابات الرئاسية، بينما أشار “أليكس يونغر”، مدير وكالة الاستخبارات البريطانية M16، في خطاب نادر ألقاه السنة الماضية، أشار إلى التهديد الذي تشكله هذه الدولة.

ويصعد برادشو حالياً من الضغط على الحكومة للكشف عن المزيد من المعلومات، بما فيها ما إذا كانت روسيا قد موّلت، من الناحية السياسية، دعاة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد. كما أنه حريص على اكتشاف حقيقة وقوف نظام بوتين وراء موقع الأخبار الكاذبة، وبرامج التتبع على مواقع التواصل الاجتماعي، والمتصيدين على موقع تويتر في المملكة المتحدة.
هذا ويعتزم برادشو الاستمرار في إثارة المخاوف في مجلس العموم، كما طالب بوجود لجان مختارة من جميع الأحزاب للتحقق من تدخل روسيا.
وقال برادشو إن رئيس لجنة الثقافة والإعلام والرياضة “داميين كولنز” قد وافق على التحقق من الدعاية الروسية في إطار تحقيق المنظمة في الأخبار المزيفة.
وكان أيضاً قد طالب لجنة الأمن والاستخبارات بالتحقيق في القضية. وقال برادشو إنه تلقى رداً “غامضاً” من رئيس اللجنة “دومينيك غريف”، لذا فهو غير متأكد من أنه قد مُنح الموافقة على طلبه.
علاوةً على ذلك، تحدث برادشو عن تواصله مع رئيس لجنة استراتيجية الأمن القومي “مارغريت بيكيت” لتقديم طلب مماثل عن روسيا.
وقد أخبر متحدث باسم لجنة الثقافة والإعلام والرياضة صحيفة بزنس إنسايدر أن اللجنة ستنظر في دور روسيا في إطار استقصائها عن الأنباء الكاذبة. ومع ذلك، قال متحدث باسم اللجنة المشتركة حول استراتيجية الأمن القومي إن اللجنة “لا تمتلك أي خطة لتنفيذ هذا الأمر بصورة مباشرة”.

تصعيد الضغوط
لكن برادشو أخبرنا التالي: “هذا أمر سأواصل العمل للقيام به. أود رؤية المزيد من الانفتاح والصراحة من جانب الحكومة. فأي قدر ضئيل من المعلومات كنا قد حصلنا عليه من الوزراء، تطلب منا الضغط عليهم من خلال الأسئلة البرلمانية، ما شكل لهم تحدياً في المجلس، وهكذا دواليك”.
وأضاف: “سأواصل العمل جاهداً لإتمام الأمر، لكنني لا أملك أي دليل قاطع على وجود علاقة بالكرملين من نمط علاقة “ماريا لوبان” التي كانت موجودة في فرنسا بتمويل مباشر، إلا أن أموراً غريبة قد حدثت”.
وقال إن هناك نواباً آخرين عن حزب العمال يولون اهتماماً كبيراً لهذه المسألة. وفي هذا الأسبوع أخبر “كريس بريانت” مجلس النواب بالآتي: “هناك دليل واضح على وجود تدخل روسي مباشر وفاسد في الانتخابات في كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وأود أن أقول في هذا البلد أيضاً”.
بالإضافة إلى ذلك، طرح النائب عن حزب العمال عن دودلي الشمالية “إيان أوستن”، أسئلة متكررة على الحكومة فيما يخص نزاهة قناة RT، قناة الأنباء الروسية التي يدعمها الكرملين. وحسب الهيئة التنظيمية لوسائل الإعلام “Ofcom”، فقد اخترقت قناة RT قواعد الحياد مرتين خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة.

وقد توصلت صحيفتنا إلى أن هناك العديد من النواب الآخرين عن حزب العمال، ومن بينهم “ماري كريغ” و”شوكا أومنا”، يدعمون الدعوات إلى المزيد من التحقيقات في التأثير الروسي.
وحزب العمال لا يسيء فهم الدعاية الروسية على الدوام؛ فقد ذكرت BBC يوم الأربعاء أن هناك شبكة لحسابات تويتر مؤيدة لروسيا يبدو أنها تحاول أن تميل الكفة لصالح حزب “جريمي كوربين”. وقد تم التعرف بداية على الحسابات المتعددة من قبل الباحث “أليكس كنغ”، لدى نشرها دعايات مؤيدة لروسيا ومعادية لأوكرانيا.
كما أخبر مسؤول بريطاني، أخصائي في التضليل الإعلامي في الكرملين، أخبر صحيفة بزنس إنسايدر أن هذه الدعاية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا. وقال المصدر: “أي فرصة لتقسيم الغرب وزعزعة استقراره يتم استغلالها. ويتماشى ذلك مع الهدف السياسي للنظام الروسي الحالي. إنهم يرون أنفسهم في معركة مع الغرب”.

رابط المادة الأصلي: هنا.



صدى الشام