on
موسم الحج إلى موسكو: مراكز الدراسات بعد المعارضة تبحث عن اعتماد لها من الكريملين
باريس – المصدر
جدد الكاتب والسيناريست حكم البابا انتقاده لمركز حرمون للدراسات المعاصرة، على خلفية الندوة التي نظمها الأخير في العاصمة الروسية موسكو، مطلع شهر شباط / فبراير الماضي.
وكانت الندوة تعرضت لانتقادات عديدة، منها انتقاد الكاتب حكم البابا، مما دفع مركز حرمون للرد عليها باستفاضة، ومما جاء في مقدمة رد المركز:
“قرأنا وسمعنا نقدًا متفاوتًا لمركز حرمون للدراسات المعاصرة في ما يتعلق بالندوة التي عقدها في موسكو في 4 و5 شباط/ فبراير 2017، بالتعاون مع مركزين بحثيين روسيين معروفين. بعض هذا النقد كان محترمًا، وجاء بعضه في صيغة الاستفسار أو محاولة فهم هذه المبادرة، وهذا نتعامل معه باحترام ونطمح إلى الاستفادة منه؛ فيما بعضه الآخر يدلِّل على ضيق الأفق وعدم الدراية في السياسة، وبعضه جاء في صيغة شعبوية وغوغائية، يعتقد أصحابه أن كل مواطن روسي هو بوتين، وهذا بلا شك اعتقاد ساذج”.
رد على الرد
من جهته، لم يتأخر حكم البابا في الرد على رد “حرمون” حيث كتب في صفحته الشخصية على الفيسبوك أمس معلقاً:
قرأت رد أخونا حازم نهار على منتقدي عقد ندوته الحوارية في موسكو بمشاركة مراكز روسية أوائل شباط الجاري، وفجعت للكم الكبير من التناقضات والشعور بالذنب والرغبة المرضية في تبرئة النفس الذي يحويه الرد:
طبعاً أنا وحازم وكل من مرً عليه اسم مركز حرمون وقبله حزب الجمهورية وقبله المنبر الديمقراطي نعرف أن هذه الدكاكين الثلاثة أدارها ويديرها الأستاذ حازم نهار، وكتب ويكتب كل رؤاها الاستراتيجية وبرامجها الايدلوجية ومنشوراتها السياسية وبياناتها المناسباتية وأوراق عملها، ولذلك أحببت أن أتوجه إليه مباشرة بالاسم بدون أن ألف وأدور وألعب الغميضة مع كيانات وهمية طالما الشخص الحقيقي الذي يقف خلفها معلوم ومعروف للجميع.
ولذلك أسأل هل من المعقول ياحازم وأنت الشخص الألمعي المنظٌم النخبوي غير الشعبوي وغير الغوغائي أن تصف مركزك في ردك بهذه الطريقة (مركز حرمون ليس مؤسسة عامة ولا جهة معارضة أو ثورية أو سياسية، وليس منصة من منصات مايسمى بالمعارضة السورية، وهو ليس من اختصاصه اجراء حوار سياسي مع أي دولة)، ثم تناقض نفسك في الجملة التالية فتقول (مركز حرمون هو مؤسسة خاصة بحثية ثقافية تهتم بالشأن السوري العام وفق رؤية وطنية سورية ديمقراطية على الرغم من أن جميع العاملين فيه هم من مؤيدي الثورة السورية)!؟
ألم تجد في وصف مركزك بأنه ليس جهة معارضة ولاثورية ولاسياسية تناقضاً مع اهتمامكم بالشأن السوري وفق رؤية وطنية ديمقراطية، أليست هذه سياسة أم تنس طاولة مثلاُ!؟ ثم كيف يمكن أن تكونوا كلكم من مؤيدي الثورة السورية ومع ذلك فمركزكم ليس جهة ثورية أو معارضة؟ هل مثلاً تتدربون فيه على الطرق الأنسب لخزن التفاح، أم تتحدثون وتكتبون وتحاضرون وتنظرون فيه سياسة وثورة ومعارضة!؟
نأتي إلى تبريرك ياحازم لأسباب عقدكم للندوة في موسكو بمشاركة مراكز روسية في الوقت الذي تقوم به طائرات العدوان الروسي بحرق البشر والحجر في سورية، والذي يذكّر بدفاع طيبة الذكر الممثلة المصرية الحاجة سهير رمزي عن عفتها وشرفها، في أحد أفلامها الذي أدت فيه دور راقصة، بقولها: أن مشاويرها لاتتعدى الذهاب من البيت للكباريه، ومن الكباريه للبيت!
يعني أنا أستطيع أن أفهمك وأقدّر موقفك عندما تقول لي أن موسكو تملك مفاتيح الحل في سورية، وأننا ذهبنا ضمن وفود الحجاج المتوافدين إليها هذه الأيام: ديمستورا.. معارضة.. منصات.. ائتلاف.. فصائل.. إلى آخره، أما أن تقول لي بأن هدف ندوتكم سماع آراء أكاديميين روس عن قرب، فسأقول لك بأنك تستصغر عقولنا، خاصة وأن بمقدورك دعوتهم إلى الدوحة، بدون تجشم عناء السفر إلى موسكو، ووضع أنفسكم في مواضع الشبهات، أما عن هدفك النبيل ياحازم بالتأثير بالنخب الروسية وتبديل وجهة نظرها المؤيدة للنظام السوري، فأنت تعرف ياحازم أن غيركم كان أشطر، إلاّ إذا كنت تظن أن المواهب الاقناعية لسمير سعيفان والحضور المؤثر لبسام يوسف أقوى من الصفقات الحربية والاقتصادية للسعوديين والقطريين التي عرضت على الروس ليبدلوا موقفهم فزادوا في إجرامهم.
لا أحد يذهب إلى ساحة المرجة بدمشق أو شارع الهرم بالقاهرة بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، ثم يطالب الآخرين بمعاملته باعتباره خارجاً من باب الجامع ياحازم.
حرمون في عرين بوتين!
وكان الكاتب الصحفي والسيناريست حكم البابا، تساءل في صفحته الشخصية على فيسبوك بتاريخ 20/ 2/ 2017 قائلاً:
سألت نفسي عدة أسئلة في محاولة لفهم السبب الذي دعا مركز حرمون (الذي يديره سوريون ومقره الدوحة) ليقيم ندوة في موسكو وبمشاركة مراكز روسية حول الصراع الدائر في سورية، وهذه هي الأسئلة:
أولاً: لماذا تم اختيار موسكو تحديداً، وما الذي يغري بعقد الحوار فيها، وهي طرف محتل ومعتد في سورية، وسياستها على النقيض من سياسة مركز حرمون المعلنة، وهي ليست باريس أو لندن أو اسطنبول حتى نقول أنها مكان يجتمع فيه الأحرار والمنشقين والمارقين على حكم الأنظمة الاستبدادية، ناهيك عن كونها محكومة ومضبوطة أمنياً من قبل جهاز الاستخبارات الروسي الذي يأتمر بأوامر بوتين أحد كبار مجرمي العالم وأحد المسؤولين المباشرين عن قتل السوريين.
ثانياً: على حد علمي لاتوجد مراكز بحثية معارضة أو مستقلة في روسيا، ولا يستطيع أي معارض أن يقول رأياً مخالفاً لسياسة بوتين وخاصة في سورية، ولا حاجة لأمثلة هنا عن الطريقة التي يتعامل بها بوتين مع معارضيه، وعبر سنين الثورة السورية لم نسمع أو نشاهد محللاً سياسياً أو باحثاً أو صحفياً روسياً يقول كلاماً فيه حد أدنى من التعاطف مع الضحايا السوريين (وليس مع الثورة السورية)، حتى يتجشم مركز حرمون عناء السفر لموسكو كي يعقد ندوة مع هؤلاء الباحثين، ولا أظن أن أي مركز أبحاث روسي في موسكو تزيد استقلاليته عن مركز الشرق الذي كان يتبع لادارة المخابرات العامة في دمشق وكان يديره الدكتور سمير التقي والأستاذ سمير سعيفان (والأخير هو المدير التنفيذي لمركز حرمون حالياً ومنظم الندوة في موسكو).
ثالثاً: ماهو الرأي المهم أو الاستراتيجية النادرة التي سيخرج بها مثل هذا الاجتماع الحواري مع مبخري السياسة الاجرامية الروسية ومسوقيها باسم الحوار والبحث والعلاقات الثقافية والحنين إلى زمن اليسار المندثر، وأنا أتمنى من مركز حرمون عدم الاكتفاء بالبرومو المرفق بهذا البوست، ونشر ماناقشوه وتوصلوا إليه واجتمعوا عليه واختلفوا فيه، درءاً للشبهات واسكاتاً للأقاويل.
كان حسني البورظان يختصر الحديث عن مثل هذا الحدث بقوله: إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في ايطاليا يجب أن نعرف ماذا يحدث في البرازيل.
المصدر