شكراً للميلشيا الكردية على “هدية” انسحابها من “منبج” لحساب بشار الأسد



عماد أبو سعيد – المصدر

لم تخجل الميليشيا الكردية الانفصالية، التابعة  لما يسمى “وحدات حماية الشعب الكردي”، من إعلانها  تسليم القرى الغربية في ريف منبج لقوات بشار الأسد والميليشيات التابعة لإيران، والمسماة بالقوات الرديفة” تجميلاً لاحتلالها أجزاء كبيرة من سورية.

بل ذهب “مجلس منبج العسكري” في بيان له، إلى الكشف عن اتفاق بينه وبين الجانب الروسي على تسليم تلك القرى لتكون بمثابة “قوات فصل” مع الجيش الحر، مشيراً إلى أن الاتفاق نص على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع  قوات عملية “درع الفرات” والتي تتمركز في الباب بدعوى أنها مدعومة من تركيا.

ولعل الأدهى أن يكشف “المجلس العسكري” الانفصالي بأنه يعتمد على ميليشيات بشار الأسد للقيام “بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة درع الفرات” بمعنى أنه يطلب الحماية من بشار الأسد، ومن خلفه الميلشيات الإيرانية، بشكل صريح.

طبعاً، لم يكن مستغرباً أن تفعل تلك الميلشيا الانفصالية ما فعلته، إذ طالما كان الجيش الحر هو عدوها، بل كانت المظاهرات السلمية في مناطق تواجد “حزب الاتحاد الديمقراطي” قبل العسكرة هي هدفها، لحساب بشار الأسد وشبيحته آنذاك، وأجهزته الأمنية.

لكن الجديد هو إعلان الميلشيا رسمياً أنها تتحالف مع بشار الأسد ضد المعارضة، ولا يغير من حقيقة هذا الإعلان محاولته الاختباء خلف “الوساطة” الروسية، وذلك  بعد أن أصرت طيلة السنوات الست الماضية على إنكار هذا التحالف وصولاً إلى المطالبة الملحة بتمثيلها في وفد المعارضة في جميع جلسات التفاوض مع حكومة بشار الأسد، رغم إيضاح المعارضة الدائم بأن مكان هذه الميلشيا هو ضمن وفد “الأسد”.

ما حدث اليوم، من انسحاب الميلشيا الكردية لصالح جيش الأسد، وما رافقه من بيان تبريري، هو بمثابة “هدية” لما يعنيه من لدليل دامغ، مشفوعاً باعتراف أن هذه الميلشيا التي تدار من حزب العمال الكردستاني خارج الحدود السورية، تُفضل ميلشيا الأسد على المعارضة، وعليه يتوجب على موسكو أن تطالب بإجلاسه إلى يمين أو يسار بشار الجعفري، وليس ضمن وفد المعارضة، التي عليها أن تقلب هذه الصفحة نهائياً مهما بلغت وقاحة الجانب الروسي، في محاولة فرضه على وفد التفاوض في الجولات اللاحقة، وما ينطبق على هذه الميلشيا، ينسحب سياسياً على منصة موسكو التي تنام في حضن الاحتلال الروسي، وعلى ما يسمى منصة القاهرة، التي “عفشها” جهاد مقدسي بمعية الخارجية المصرية من السياسيين الذين أطلقوها باسم مؤتمر القاهرة، وهو ما كشفه “المصدر” بالوقائع، قبل أن يؤكده “هيثم مناع”، في صفحته على “الفيسبوك”.




المصدر