on
عرض كتاب “هذا العالم الجديد الشجاع.. الهند والصين والولايات المتحدة”
الكتاب: هذا العالم الجديد الشجاع.. الهند والصين والولايات المتحدة
المؤلف: أنجا مانويل
الناشر: سيمون وشوستر
تاريخ الإصدار: 10 مايو 2016
عدد الصفحات: 368
اللغة: الإنجليزية
قبل الإبحار، من المفيد أن يتعرَّف ركاب السفينة على هوية القبطان:
أنجا مانويل، هي أحد مؤسسي شركة الاستشارات الاستراتيجية RiceHadleyGates مع شركاء رفيعي المستوى: وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي، ووزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس.
باعتبارها المسؤولة عن ملف جنوب آسيا في وزارة الخارجية الأمريكية ما بين 2005 وحتى 2007- ثم لاحقًا مع عملائها- كانت لها سفريات مكثفة إلى جميع أنحاء الصين والهند، كما أنها شهدت بانتظام مفاوضات حكومية صعبة وأدارت فروعًا جامحة في مدن كثيرة من بكين إلى بنجالور.
فيما عدا ذلك، تعيش في سان فرانسيسكو مع زوجها وطفليها.
تحديات هائلة
بفضل تواجدها في الصفوف الأولى، بدءًا من خدمتها في وزارة الخارجية وحتى عملها الآن كمستشارة لرجال الأعمال الأمريكيين، أتيح للمؤلفة إطلالةً خاصة على تفاصيل هذا التحوُّل الهائل، جعلتها جديرة بأن تصحب القراء في جولة حميمة داخل أروقة السلطة في دلهي وبكين.
استنادًا إلى لقاءاتها مع القادة السياسيين ورجال الأعمال، تروي المؤلفة قصصًا نابضة بالحياة تكشف كيف تعمل كل بلد للتغلب على التحديات الهائلة التي تواجهها: فقر مدقع ينهش سكان الأحياء الفقيرة في الهند وعمال المصانع في الصين.. فضائح فساد سافرة.. أنهار متعفنة.. هواء خانق.. سخط شعبي بحاجة إلى ترويض.
عمل غير مكتمل
صحيحٌ أن المؤلفة قامت ببحثٍ متعمق في هذا الكتاب، إلا أنه على الرغم من ذلك يعتبر عملًا غير مكتمل، على بحسب نيك وولفين؛ لأنه يركز على الإنتاجية من أكثر الإنسانية.
تبرز الصين كدولة منضبطة وكادحة لكنها باردة ومتحفظة، بينما تظهر الهند كأمة صاخبة ومتقلبة لكنها دافئة ومُرَحِّبَة.
قد تكون هذه اللوحات دقيقة أو لا تكون، لكنها هي التي شكلت وجهة نظر المؤلفة تجاه الأحداث الحالية.
ثلاثة أجزاء
يمكن تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، تتناول الماضي والحضر والمستقبل:
في حين يبدو الجزء الأول كما لو كان مقتطفات من كتاب التاريخ، والجزء الثاني وكأنه مجموعة من المقالات المجترَّة من إحدى المجلات، يعكس الجزء الثالث خبرة المؤلفة.
(1)
الجزء الأول؛ يبدأ بمعلومات تنشيطيّة خاطفة عن التاريخين الصيني والهندي، ويمكن أن يُطلَق عليه عنوان “كل الأشياء تتذكرها نوعًا من مرحلة الثانوية”.
(2)
الجزء الثاني؛ يسبر غور القضايا الداخلية المزعجة لكلا البلدين: عدم المساواة والفساد ونقص الرعاية للأطفال وكبار السن والتمييز على أساس الجنس والتلوث والاضطرابات السياسية، وإن كانت هذه القضايا مزعجة لكل الدول.
(3)
أخيرا، تصل المؤلفة في الجزء الثالث إلى المساحة التي تتخصص فيها: التحليل الاستراتيجي. خلفيتها المهنية المشار إليها آنفًا تُفسِّر لماذا هذا القسم الأخير هو الأقوى نوعًا من بين فصول الكتاب.
يتناول هذا الجزء الأسئلة التالية: كيف تتموضع الهند والصين على الساحة العالمية؟ وكيف يمارسان السلطة بالأدوات الاقتصادية؟ وما هي نقاط قوتهما العسكرية؟ وهواجسهما الجغرافية؟ وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تتدخل؟
توقعات العقد ونصف القادم
تتوقع المؤلفة أنه في خلال السنوات الـ 15 القادمة، سوف تصبح الصين والهند قوتين لا غنى للعالم عنهما، سواء كان هذا الصعود سلميًا أم غير ذلك.
حتى ذلك الحين، ستتفوق آسيا على القوة المشتركة لأمريكا الشمالية وأوروبا، ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أيضًا من حيث حجم السكان والإنفاق العسكري.
بموازاة ذلك، ستستخدم الهند والصين حق النقض (فيتو) على العديد من القرارات الدولية، بدءًا تغير المناخ مرورًا بالتجارة العالمية وحقوق الإنسان وصولا إلى معايير العمل.
مسار مختلف: التعاون بدلا من العداء
في حين يولي العالم اهتماما كبيرًا بالصين، ترى المؤلفة “أننا نقلل من شأن الهند، التي ستكون أهم دولة خارج العالم الغربي تشكل الصعود الصيني”.
يطرح الكتاب مسارًا مختلفًا عن مقاربة المواجهة، إذ يقترح إمكانية العمل مع الهند والصين جنبًا إلى جنب كشركاء بدلا من استعدائهما، أحدهما أو كليهما، وبالتالي “تمديد قيادتنا للعالم”.
المصدر