نظام الأسد وصناعة الإعلاميين الداعمين له.. هكذا حولهم من مجهولين إلى أبرز الوجوه على شاشاته

2 آذار (مارس)، 2017
5 minutes

يشكل تواجد الإعلاميين في مؤسسات نظام بشار الأسد حالة ملفتة للنظر، خصوصاً في أساليب انتقائهم وتقديم امتيازات لهم وترقيتهم مقابل ولاء مطلق للنظام، ودفاع مستميت عنه حول ما يرتكبه من مجازر في المدن السورية.

وتعتبر كلية الإعلام بجامعة دمشق، إحدى البوابات الهامة للعبور نحو المؤسسات الإعلامية التابعة للنظام، وتسبب الأخير في إخراج الكلية تقريباً عن الدور المنوط بها في تخريج كوادر إعلامية تؤسس لإعلام مهني في سوريا، وأصبحت مكاناً يسيطر عليه جزء من المدرسين المعروفين بولائهم للأسد وتأييدهم لسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها.

تسهيلات للمؤيدين للأسد

يتصدر وسائل إعلام النظام عدد من الصحفيين حصلوا على تسهيلات كبيرة لا سيما بعد انطلاق الثورة منتصف مارس/ آذار 2011. ويعتبر مراسل المركز الإخباري التابع للنظام في حلب شادي حلوة، خير مثال على ما يقدمه نظام الأسد للإعلاميين العاملين لديه من تسهيلات كبيرة.

تخرج حلوة من كلية الإعلام – نظام التعليم المفتوح في جامعة دمشق – عبر تسهيلات أمنية له من قبل موظفين، أمنوا له أسئلة عدد من المقررات الدراسية، ثم حاول العبور نحو دراسة الماجستير.

وعلمت “السورية نت” من مصادر موثوقة في جامعة دمشق – طلبت عدم الكشف عن اسمها خوفاً على حياتها – أن حلوة “حصل على تسهيلات حاول عميد كلية الإعلام بطرس حلاق، ومحمد العمر وهو رئيس قسم الصحافة في ذات الكلية، تقديمها لحلوة من خلال مساعدته في اختبار فحص الماجستير المعياري، لكن ذلك لم يحدث نتيجة تدخل بعض الأساتذة، وتغيير الأسئلة التي كانت بحوزة العمر، والإشراف على تصحيحها بنفسهم”.

وأكد مصدر من داخل التلفزيون السوري، أن شادي تم توظيفه قبل دخوله، دون أي مؤهل جامعي، وهو حال غالبية الموظفين هناك، المرتبطين بالأجهزة الأمنية، ليصبح الآن واحداً من أكثر الوجوه التي تتصدر شاشة تلفزيون النظام، وعُرف عنه شغفه التقاط الصور مع جثامين الضحايا في المناطق التي تدخلها قوات النظام بعد هجومها عليها.

فساد كبير

ولا يختلف حال حلوة عن المذيع في تلفزيون النظام كريم الشيباني، الذي تربطه علاقات واسعة مع الفروع الأمنية التابعة للنظام، وذكرت المصادر لـ”السورية نت” من داخل جامعة دمشق، أن الشيباني كان هو الآخر يحصل على أسئلة المقررات عن طريق موظفين مرتبطين بأجهزة أمنية، وأضافت المصادر أن الشبياني قُدمت له التسهيلات حتى تخرج من كلية الإعلام.

ويعد رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام، محمد العمر، أحد أبرز أذرع الفساد هناك، وقد كان ضمن المرشحين المحتملين لوزارة الإعلام، رغم قضية الفساد التي ارتكبها حينما كان رئيساً لـ”قسم الصحافة” (قبل أن يتحول القسم لكلية)، على خلفية فساد في مسابقة وزارة التربية حيث كان المكلف بوضع الأسئلة الخاصة بالمتقدمين من خريجي قسم الإعلام، وسرب الأسئلة لزوجته وأقاربه.

ووفقاً لما أكدته مصادر “السورية نت” فإن العديد من الإعلاميين المعروفين في سوريا سطع نجمهم بذات الطريقة التي بنى فيها نظام الأسد حلوة، والشبياني.

ومن المعروف أن العمر وعميد الكلية بطرس حلاق والمدرسة نهلة عيسى، أنهم أذرع أمنية داخل كلية الإعلام بجامعة دمشق، ويمتلكون صلاحيات واسعة داخل الحرم الجامعي.

وعلمت “السورية نت” أن المدرسة عيسى تمارس سياسات كيدية داخل كلية الإعلام، وتمييز للموالين للنظام، عبر منحهم علامات عالية في المقررات، إضافة لتسهيلات تقدمها لبعض طلاب الدراسات العليا خلال مناقشة رسائل الماجستير.

وكان لعيسى دور كبير في اعتقال طلاب كُتبت فيهم تقارير أمنية داخل كلية الإعلام، وساهمت عيسى بتسليمهم للفروع الأمنية.

وقال أحد الصحفيين في دمشق – رافضاً ذكر اسمه لأسباب أمنية – أن كل تلك التسهيلات المقدمة لدعم هؤلاء الإعلاميين تتتم بشكل مقصود، “أي أنه في حال حاول أحد من هؤلاء المدعومين أمنياً، أن يخرج عن السياق المرسوم له فإن ملفه سيفتح في أي لحظة، وعليه تمسك الأجهزة الأمنية بجميع خطوط اللعبة مع هؤلاء الإعلاميين، ما يجعلها تكسب دوماً ولائهم للأسد”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]