(بلد الألف شهيد)… حي دُمّر بدمشق تحت سطوة النظام وأيتامه بلا معيل


محمد كساح: المصدر

يُطلق نشطاء حي دُمّر غرب العاصمة دمشق، اسم (بلد الألف شهيد) على حيّهم، في إشارة لأعداد الضحايا الذين سقطوا على يد قوات النظام من أبناء الحي.
وقال “أوس الأموي”، المتحدث باسم المجلس المحلي لحي دمر، إن قرابة 870 شخصاً قتلوا تحت التعذيب في معتقلات النظام خلال السنوات الماضية. مؤكدا لـ “المصدر” أن جميع هؤلاء الضحايا موثقون بالاسم لدى المجلس المحلي في الحي.

ويقع حي دمر على السفح الغربي لجبل قاسيون، بعيداً عن دمشق بسبعة كيلومترات. وتزداد أهميته لوجود قيادة الحرس الجمهوري ومساكن قوات النظام وقصر الشعب وأجزاء من الفرقة الرابعة في محيطه، ويجاور الحي مناطق عديدة مثل قدسيا وقرى وادي بردى.

وفي 1 /4 /2011، خرجت أول مظاهرة سلمية في الحي عشية اندلاع الثورة. وبدأت حملة الاعتقالات الأولى في أيار من عام 2012، ليتوالى بعدها مسلسل الاعتقالات، ليصل عدد المعتقلين إلى 2200 معتقل، نصفهم تقريباً قضى تحت التعذيب.

ما الوضع اليوم؟

يعيش في حي دمر اليوم قرابة 3000 يتيم، إضافة لـ 700 أرملة قتل زوجها تحت التعذيب، ولا يمكن لأعضاء المجلس المحلي الوصول إلى هذه العائلات بسبب عدم تواجدهم في المنطقة منذ 2014 نتيجة القبضة الأمنية المشددة على الحي.

وقال “أوس الأموي” إنهم وثقوا أسماء شهداء الحي بالاسم الكامل بعد الاستماع لشهادات معتقلين تمكنوا من الخروج من سجون النظام بعد الإفراج عنهم، كما تمكنوا من التعرف على “85 شهيداً من آلاف الصور المسربة في عام 2015، حيث سجل الحي العدد الأكبر من الشهداء الموثقين ضمن هذه الصور”.

وتوقف الدعم عن المجلس المحلي من الائتلاف والحكومة المؤقتة بحجة أن دمر “منطقة محتلة” – وفقا لأوس الأموي – ويعاني المجلس من فقر تام منذ الأول من أيار من عام 2014.

وقال “الأموي” إن المجلس حُلّ في نفس العام الذي تشكل فيه بعد اعتقال رئيسه وأعضاء المكتب الإعلامي وأعضاء من المكتب الإغاثي. وأضاف “بعد خروجنا من المعتقل تمكنا من تشكيل مجلس جديد في قدسيا، حيث كانت دمر تحت السيطرة الأمنية، لكن بعد اتفاق قدسيا خرجنا مع المقاتلين إلى محافظة إدلب، حيث يتواجد المجلس المحلي هنا في الوقت الحالي”.

وفي (بلد الألف شهيد) لا يمكن تقديم الدعم اللازم لمئات الأرامل والأيتام بسبب توقف الدعم بشكل كامل. في هذا السياق شدد “الأموي” بالقول “نحن يهمنا في المجلس المحلي دعم الأيتام وعائلات الشهداء”، وتابع قائلا “للأسف هذا لا يحدث بسبب توقف الدعم”.





المصدر