بهدف إركاعها… حصارٌ يخنق بلدة محجة شمال درعا للشهر الثالث على التوالي


إياس العمر: المصدر

يستمر حصار قوات النظام لبلدة (محجة) شمال درعا للشهر الثالث على التوالي، حيث بدأ في 26 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بهدف إجبار الأهالي على القبول بالمصالحة، وتسبب للبلدة التي تضم أكثر من 20 ألف مدني بانعدام معظم السلع والمواد الغذائية من أسواق البلدة، ونفاد الأدوية من الصيدلية الوحيدة في البلدة.

وقال الناشط أحمد يمان لـ “المصدر”، إن المعاناة الأكبر للأهالي تتمثل في توفير مادة الطحين التي منعها النظام عن الأهالي، ما أجبرهم على الاعتماد على القمح وطحنه بطرق بدائية. وقد زادت معاناة السكان في الأيام الأخيرة مع ندرة القمح وانعدام تداوله في أسواق البلدة، كون المزارعين باتوا يحتفظون بكميات قليلة من المادة في مخازنهم ويفضلون الاحتفاظ بها لأسرهم.

وأضاف أنه منذ 26 كانون الأول/ديسمبر لم يدخل أي كيلو غرام من الطحين إلى البلدة، وفي بداية الحصار اشترى المجلس المحلي للبلدة كمية من القمح، وقام بتوزيعها على الأهالي عقب جرشها وطحنها في مطاحن القهوة، وعلى الرغم من ذلك كان هناك صعوبة كبيرة لدى الأهالي في خبزه لأنه يحتاج إلى معالجة، وقد تزامن ذلك مع غياب مادة الخميرة من البلدة.

ولكن منذ منتصف الشهر الماضي توقف المجلس المحلي عن توزيع الطحين على الأهالي، بسبب غلاء القمح وارتفاع سعر الكيلو غرام منه إلى أكثر من 250 ليرة سورية، فبات الأهالي يشترون القمح من المزارعين بعد جهد كبير، وبكميات محدودة، فالعائلة لا تتمكن من شراء أكثر من 25 كغ، ومن بعدها يتم أخذ القمح إلى جاروشة البلدة، وتستغرق عملية الجرش أسبوعاً بسبب الضغط على جاروشة البلدة.

وأشار الناشط يمان إلى أن معظم المواد الغذائية نفدت من أسواق البلدة، فلا يوجد خضروات أو فواكه في السوق، ولا يوجد سكر، وإن وُجد يصل سعر الكيلو غرام إلى 1300 ليرة سورية، وكذلك المعلبات مفقودة من أسواق البلدة، لذلك أقفلت معظم محال البلدة، ويصل ثمن لتر الحليب إلى 175 ليرة سورية، وبيضة الدجاج إلى 100 ليرة سورية، وكيلو غرام من لحم الخاروف إلى 3500 ليرة سورية، مع فقدان الأرز من أسواق البلدة، وكذلك الحال بالنسبة للشاي ومواد التنظيف والزيوت.

وارتفعت أسعار المحروقات أيضا، فسعر أسطوانة الغاز تجاوز الـ 13 ألف ليرة سورية، وسعر لتر البنزين أكثر من 1300 ليرة سورية، والمازوت أكثر من 600 ليرة سورية.

وبالنسبة للمواد الطبية، يتواجد في البلدة صيدلية واحدة فقد، وحالياً مغلقة نتيجة نفاد الأدوية، وبالنسبة للحالات الطبية لا يوجد أية أدوية للأطفال في البلدة، ولاسيما أدوية الالتهاب، وكذلك الحال بالنسبة لأدوية الكبار.

وأضاف يمان بأن النظام في اليومين الماضيين سمح لعدد محدود من الحالات المرضية بالخروج، بشرط إما الخروج من البلدة وعدم العودة، أو الخروج والعودة في نفس اليوم، وقد توفيت سيدة بسبب منع النظام خروجها لغسل الكلى، وقد سمح لها بالخروج منذ يومين، ولكن لم يسعفها ذلك وفارقت الحياة، وهناك عشرات الحالات بحاجة لجرع دوائية بشكل مستمر يمنعهم النظام من الخروج، وكذلك الحال بالنسبة لمرضى السكري الذين هم بحاجة إلى مادة الأنسولين.





المصدر