أجور “التكسي” تُفرغ ما تبقّى في جيوب سكان دمشق


مع ازدياد صعوبات النقل في الوسائط العامة داخل العاصمة دمشق، وتحكّم شركات النقل الداخلي في عدد الباصات فضلاً عن الازدحام الشديد، وجد كثير من السوريين أنفسهم أمام حلٍّ واحد وهو استخدام “التاكسي” كوسيلة للنقل، كونه يؤمّن لهم سرعة الوصول إلى حيث يريدون، ويعوّض عن نقص الباصات، ولا يتأثر بإضراب سائقي السرافيس احتجاجًا على التسعيرة حين يقع.

لكن اللجوء إلى التكسي ليس بالبساطة التي توقّعها هؤلاء إذ إن أقصر مسافة من الممكن أن يتقاضى عنها السائق ما لا يقل عن 500 ليرة سورية.

“مأنشحة” بهذه الكلمة وبّخ أحد سائقي التكسي فتاةً في العاصمة دمشق لأنها دفعت له 500 ليرة فقط لقاء ركوبها “التكسي” من المزة إلى البرامكة، أي بما لا يتعدى 1.5 كيلو متراً، تعلّق الفتاة على الأمر بالقول: “المسافة لا تحتاج أكثر من 10 دقائق لأصل إلى عملي، ولا يمكن أن أعطي السائق أكثر من 200 ليرة”، مضيفةً أنها أعطته 500 ليرة فأخبرها أن الأجرة 1000 ليرة، وعندما رفضت الفتاة منحه المبلغ بدأت المشادات الكلامية بينه وبينها.

عمار، وهو طالب جامعي لم يكن أحسن حالاً، يقول لـ “صدى الشام”: “في العادة أخرج من المنزل قبل نحو ساعتين لأتمكّن من الحصول على مكانٍ في سرفيس “جرمانا-باب توما”، وأنتظر أكثر من نصف ساعة لأصل من المنطقة ذاتها إلى المزّة”، وأضاف أنه في بعض الأحيان يضطر لأخذ تكسي، وذلك بسبب عدم قدرته على الخروج باكرًا من المنزل، ويتابع: “في كل مرّة أستقل فيها التكسي ينشب خلاف بيني وبين السائق بسبب الأجرة”، موضحًا أنه في أحد المرّات طلب منه السائق 3 آلاف ليرة سورية مقابل إيصاله صباحًا من جرمانا إلى المزّة بحجة أنه أخذ التكسي في وقت ذروة، ويضيف عمار: “أنا طالب جامعي ومصروفي الشخصي لا يتعدّى 15 ألف ليرة في أحسن الأحوال، فكيف لي أن أدفع هذا المبلغ بشكلٍ يومي؟”.

وتأتي هذه الحالات في ظل عدم تدخّل وزارة النقل أو محافظة دمشق التابعة للنظام، والتي من المفترض أن يكون دورها مراقبة هذه التسعيرات وتخصيص رقمٍ للشكاوى.

لكنّ أحد سائقي التكسي أرجع السبب في زيادة الأسعار إلى ارتفاع سعر البنزين من جهة، وإلى الازدحام الشديد بسبب الحواجز داخل العاصمة من جهةٍ أخرى.

وقال السائق الذي فضّل أن ندعوه أبو محمود لـ “صدى الشام”: “إن السائقين يضطرون لدفع مبالغ إضافية عن سعر البنزين الفعلي لتفادي الازدحام والحصول عليه بسرعة، ما يزيد التكلفة عليهم، إضافةً إلى أن السائق يريد أن يعيش وهو يشتري سلعه الرئيسية بأسعارٍ مرتفعة جدًّا لذلك لا بد من أن يرفع التسعيرة”.



صدى الشام