on
تطوعوا أم اقتيدوا قسراً؟… 25 من أبناء داريا الثائرة يقاتلون مع النظام في تدمر
محمد كساح: المصدر
حين وصله نبأ مقتل أخيه على إحدى جبهات مدينة تدمر لم يكن الخبر مفاجأ لـ “سعيد” ابن مدينة داريا والمقيم في إدلب، فقد كان على علم بما جرى في مركز حرجلة الذي يؤوي 500 شخص من أبناء مدينته منذ نهاية العام الماضي، حيث اقتيد العشرات من الشبان إلى الخدمة الإلزامية والاحتياطية.
يروي العديد من أبناء داريا المقيمين في الشمال السوري لـ “المصدر” قصة مركز إيواء حرجلة بالكامل ..
العشرات من أبناء المدينة خرجوا من مدينتهم بعد الاتفاق الشهير في آب/أغسطس الماضي، متوجهين نحو مركز إيواء يقع تحت سيطرة النظام بريف دمشق، في المقابل توجه المئات من المقاتلين ومن بقي من الأهالي نحو محافظة إدلب إذ كان الاتفاق ينص على كلا الخيارين.
حدث نفس الأمر بالنسبة لأهالي داريا المقيمين داخل المعضمية حيث توجه قرابة 400 شخص إلى حرجلة على فترات متقاربة، واختار المئات أيضا الخروج نحو إدلب في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ضمن اتفاق مماثل وقعه ثوار معضمية الشام.
و كان من بنود الاتفاقين الذين وقعا في داريا و في معضمية الشام في فترة متقاربة خروج المقاتلين إلى إدلب و تسوية أوضاع الباقين لكن من أراد التوجه من أبناء داريا نحو حرجلة فسيعطى إجازة لمدة ستة أشهر قبل طلبه للخدمة العسكرية.
25 شابا اقتيدواقال أحد أبناء داريا الذين قرروا التوجه نحو إدلب ويدعى أبو أسامة لـ “المصدر”: أعتقد أن قرابة 25 شابا تتراوح أعمارهم بين 19 و40 سنة اقتيدوا قسريا لخدمة العلم الإلزامية والاحتياطية”.
وأضاف قائلا “لدي معلومات تفيد بعودة 11 شخصا منهم إلى دمشق، اثنين قتلوا خلال المعارك مع تنظيم الدولة لاستعادة تدمر والباقون كانوا جرحى جراء المعارك”.
ويعتقد العديد من أهالي المدينة أن النظام أخل ببنود الاتفاق مجبرا هؤلاء الشبان على القتال ضمن صفوفه. وقال مقاتل داراني يقيم في إدلب منذ تشرين الثاني ويدعى “أبو يزن” إنه كان يتابع أخبار أحد أصدقائه المنشقين عن جيش النظام والذي كان يقيم في حرجلة لكن أخباره باتت مجهولة الآن.
وأضاف “أبو يزن” خلال حديثه لـ “المصدر”، “في الحقيقة لا أعلم ما يجري الآن لصاحبي، لكني لا أتوقع خيرا “.
الطريق الخطأوتتفاوت آراء أهالي مدينة داريا حول الأشخاص الذين آثروا الذهاب إلى مركز حرجلة و تسوية أوضاعهم.
“أبو بسام” وهو أحد الأهالي لم يخف شعوره بالاستياء حيال ما يحصل في حرجلة، لكنه في النهاية ألقى باللوم على الشبان الذين اختاروا التوجه إلى تلك المنطقة مع أنهم إما مطلوبون للخدمة الإلزامية أو لم يتجاوزا سن الخدمة الاحتياطية.
من جانب آخر قال “أبو يزن” إن صديقه كان في وضع لا يحسد عليه، مبرراً “فخلال إحدى المعارك ضد قوات النظام بين داريا والمعضمية احتجز صديقي في المعضمية بينما بقيت زوجته في داريا، وعند إخلاء داريا توجهت زوجته نحو حرجلة وهكذا لم يستطع أن يدعها وحيدة فغادر المعضمية نحو نفس المكان عند أقرب فرصة”.
في سياق متصل حصلت “المصدر” على معلومات أفادت بتطوع العديد من شبان داريا ضمن ميليشيا الدفاع الوطني حيث يخدمون اليوم على حواجز تابعة للنظام في دمشق.
وقال “أبو أسامة” إنه يعرف أشخاصاً منهم، موضحا أن المال المقدم للمتطوعين إضافة لرغبة هؤلاء في الوقوف مع الطرف الأقوى لاسيما بعد سقوط داريا أدى لانضمامهم مع الدفاع الوطني (الشبيحة).
المصدر