(داعش) يمنع المدنيين من مغادرة مناطقه للعلاج


سعيد جودت: المصدر

لم تعد تقتصر معاناة المدنيين في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” على التضييق في جوانب الحياة الاقتصادية كالضرائب، وإنزال العقاب بالمدنيين بحجة تركهم للفرائض، والدورات الشرعية التي أرغمت الكثيرين على الهروب من مناطق سيطرته، وملاحقة النساء بحجج شرعية، وغيرها، بل تعدتها في الآونة الأخيرة إلى منع أصحاب الأمراض المزمنة من الخروج من مناطق سيطرته لتلقي العلاج.

وقالت “سوزان”، وهي إحدى النازحات من مدينة دير الزور إلى مدينة الميادين في ريف دير الزور، في حديث لـ “المصدر”: “بدأت والدتي منذ فترة قصيرة تشعر بسوء وضعها الصحي، وقد أجرت تحاليل طبية ليتبين، وبعد أسبوعين، أنها مصابة بمرض السرطان”.

وأردفت “وبالرغم من ازدراء وضعها الصحي وشيخوختها، حاولنا لأكثر من مرة الحصول على موافقة للسفر خارج مناطق سيطرة التنظيم من قبل الشرطة الإسلامية أو جهاز الحسبة، ولكن دون جدوى، وذهبنا إلى ديوان الصحة ولم تُسمع شكوانا، ولم يُسمح لنا بالسفر أبعد من مدينة الرقة لتلقي العلاج، بالرغم من عدم وجود كادر طبي مختص لعلاج الأورام السرطانية فيها”.

ومع منع التنظيم المرضى من السفر لتلقي العلاج خارج مناطق سيطرته، أصبح المصابون بأمراض مزمنة وخبيثة يعانون الأمرين، كونه في مناطق سيطرة التنظيم لا يوجد علاج لهذه الأمراض، ولا يمنحهم التنظيم الموافقة للسفر فيضطرون لسلك طرق التهريب الخطرة والصعبة والمكلفة أيضا.

ويستغل المهربون حاجة المرضى الملحة للسفر، فيطلبون مبالغ مالية كبيرة جدا، حيث ذكرت “أم مروان”، المصابة بسرطان الثدي، لـ “المصدر”، أنها طرقت أبواب التنظيم مراراً للسماح لها بالذهاب إلى مدينة دمشق لتلقي علاجها، فهي بحاجة ملحة لعملية استئصال الورم، لكن التنظيم رفض إعطاءها الإذن بذرائع شتى، ولم يستطيع الأطباء أن يعطوها تقريراً طبياً عن سوء حالتها وضرورة سفرها، خوفاً من بطش التنظيم.

وأضافت “أم مروان” بأنها بعد أن يئست من الحصول على موافقة نظامية للخروج من مناطق التنظيم، طرقت أبواب المهربين، ليطلب أحدهم مبلغ 300 ألف ليرة سورية، وآخر 500 ألف ليرة، مقابل إيصالها إلى مدينة دمشق، تحت طائلة مسؤوليتها الشخصية، فالطريق وعر ومليء بالألغام، فما كان منها إلا أن استسلمت لمرضها، وبقيت حيث هي.

وهذا ليس حال “أم مروان” فقط، فالكثير من المدنيين يعانون تحت وطأة وظلم التنظيم الذي لم يرحم صغيراً ولا كبيراً ولا شيخاً ولا مريضا.





المصدر