(درع الفرات) تصل في سيرها نحو الرقة إلى طريقٍ مسدود… فما هي الحلول؟


محمد كساح: المصدر

تتعدد السيناريوهات التي يحتمل حدوثها في الأيام القادمة حول ما يجري في الشمال والشرق من سورية. وبدا للجميع أن قتالاً ما سيندلع قريباً بين قوات (درع الفرات) المدعومة من تركيا من طرف، بينما لا يستطيع أحد الجزم بالطرف الآخر الذي سيقاتل (درع الفرات)… هل هو النظام؟ أم الأكراد؟ أم تنظيم “داعش”؟ أم الجميع؟

وقال الكاتب والمحلل السياسي “إياد الجعفري” لـ (المصدر)، إن معركة الرقة هي القضية الأساسية التي سيدور القتال في اتجاهها. لافتاً إلى إمكانية حدوث سيناريوهين في هذه القضية، “إما أن تنزل أمريكا عند الضغط التركي، رغبة في الحفاظ على علاقة مميزة مع الأتراك في عملية محاربة داعش، وتضغط على الأكراد للانسحاب من شرق الفرات، وتقبل انخراط الأتراك، بدلاً عنهم، في عملية السيطرة على الرقة، أو أن تقدم واشنطن دعماً عسكرياً مكثفاً للأكراد، كي يتمكنوا من مقاومة الأتراك. وهذا السيناريو خطير جداً على العلاقة التركية – الأمريكية، وعلى مصير خطط محاربة داعش في المنطقة، لأن الأمريكيين يعتمدون على تركيا كخلفية للدعم اللوجستي، سواء بالطيران، أو عبر البر”.

وللمزيد من التوضيح ينبغي لنا أن نشير إلى أن هنالك طريقان على (درع الفرات) سلوك أحدهما بغية الوصول إلى الرقة، الأول هو الباب – منبج – الرقة، بينما ينطلق الطريق الثاني من مدينة الباب إلى الريف الشرقي لحلب.

وكان تنظيم “داعش” قطع الطريق الثاني خلال الأيام الماضية حيث تنازل عن القرى ذات التماس المباشر مع قوات (درع الفرات) للنظام، محاولاً كسب المعركة من خلال الاتفاق الروسي التركي الذي سيمنع (درع الفرات) من الدخول في معارك مع النظام المتمركز حديثاً على طريق تحرير الرقة.

بقي للرقة طريق آخر، هو منبج، وتشير المعلومات إلى حدوث تقدم عسكري على قرى قريبة من المدينة، حيث يتمركز مقاتلو درع الفرات اليوم على بعد 27 كيلومترا من منبج. لكن الأكراد يحاولون قطع الطريق من خلال تنازلهم قبيل ساعات عن هذه القرى لصالح النظام، وليغلق الطريق بقوات النظام المدعومة من روسيا مرة أخرى.

أي السيناريوهين سيحصل؟

قال المحلل السياسي “الجعفري” إن الاختيار بين دعم الأكراد أو إزاحتهم ودعم الأتراك، سيعتمد على قرار إدارة ترامب، وتفاصيل الخطة التي ستعتمدها لمحاربة “داعش”.

وتابع “مبدئياً. هناك مؤشرات توحي بأن ترامب يريد علاقة مميزة مع الأتراك، على خلاف سلفه أوباما، لكن… لا يمكن الجزم على النوايا المعتمدة على التصريحات. لأنه على الأرض توجد مؤشرات توحي بأن الأمريكيين يزيدون من دعمهم العسكري للأكراد، لذلك، الصورة ما تزال مشوشة، وجلاء الصورة يتوقف على موقف أمريكي واضح”.

وعلى أية حال لا يخفي “الجعفري” إمكانية حدوث سيناريو ثالث، سيكون حلاً مبدئياً لكل هذه التجاذبات، وهو أن تحاول واشنطن إقناع الأتراك والأكراد، بالانخراط معاً، في معركة الرقة. وأن تحقق تسوية بينهما، وإن بشكل يماثل ضبط قواعد اللعبة، ومناطق النفوذ. وإن طُبق هذا السيناريو، فعلى الأكراد على الأقل، الانسحاب من مناطق غرب الفرات.





المصدر