on
فساد أشهَر مستشفيات دمشق يكلّف امرأةً حياتها و100 ليرة
معتصم الطويل: المصدر
أودى الفساد المستشري في مستشفيات العاصمة دمشق عامة، وبأشهرها خاصة، بحياة امرأة مسنة أصيبت بنزف دماغي، ليتراشق مسؤولو تلك المستشفيات التهم بعد تسليط الضوء على ما حدث.
ونقل موقع “يوميات قذيفة هاون في دمشق” الموالي، قصة امرأة مسنة (60 عاما)، أغمي عليها ليتم إسعافها إلى مستشفى ابن النفيس في دمشق، ليتم فحصها سريرياً، وتخمين إصابتها بنزيف دماغي، والتأكيد على أنها بحاجة إلى عناية مشددة، وتصوير رأسها بجهاز الطبقي محوري، ولكن الطبيب الموجود في قسم الإسعاف اعتذر من مرافقي المريضة، وأكد لهم أنه لا يوجد جهاز من هذا النوع في المستشفى، طالباً منهم التوجه إلى مشفى المجتهد.
وقالت “م.ا” ابنة أخت الضحية: “طلبنا من المشفى نقل المريضة بسيارة الإسعاف الموجودة، لكن الرد كان بالرفض بحجة أن هناك حالات اضطراريةً أكثر، وعلى هذا، طلبنا سيارة خاصة لتقل الخالة إلى مشفى المجتهد، وفي مشفى المجتهد، تم تصوير الخالة بالجهاز الطبقي محوري، وتأكيد إصابتها بنزيف في الدماغ، وحاجتها إلى عناية مشددة، لكن الصدمة كانت برد قسم الإسعاف أنهم لا يملكون غرف عناية مشددة”، لذلك طُلب من المرافقين نقل المريضة إلى مستشفى المواساة.
توجه مرافقو المريضة إلى مستشفى المواساة، وهناك في قسم الإسعاف أيضاً، لم يتم استقبالها بحجة “عدم وجود غرف شاغرة، وعدم التنسيق مع المستشفى قبل المجيء”. اضطُر المرافقون هنا للاتصال بأحد المستشفيات الخاصة وجلب سيارة الإسعاف الخاصة بها، لعدم تأمين سيارة من المستشفى الحكومي، إضافةً إلى سوء حالة المريضة لدرجة أن نقلها بسيارة أجرة قد تودي بحياتها فوراً، بحسب “م.ا”.
وبعد وصول “الخالة” إلى المستشفى الخاصة، توفيت خلال 24 ساعة، وكانت الفاتورة 100 ألف ليرة سورية وحياتها، حيث أكد الأطباء للمرافقين، بحسب “م.ا”، أنه لو لم تهدر الساعات الثلاث السابقة في التنقل بين المستشفيات الحكومية وفي سيارة غير مجهزة، لكان الوضع أفضل.
وبحسب الموقع الموالي، فإن الصدمة الكبرى كانت في الردود الرسمية، حين تمت مواجهتهم بالقصة، والبداية من مستشفى ابن النفيس، حيث أكد “محمود زيتون” رئيس قسم الإسعاف، أن المستشفى يملك جهاز طبقي محوري، رغم أن قسم الإسعاف أبلغ المرافقين حينها بعدم وجوده، وحاول تكذيب الرواية، وعندما تم إبلاغه بتاريخ الحادثة لعل الجهاز كان حينها معطلاً، أكد بأن الجهاز خلال الفترة القريبة الماضية لم يتعطل نهائياً.
وفي مستشفى ابن النفيس لم يرفضوا تصوير المريضة فحسب، بل رفضوا أيضاً نقلها بسيارة إسعاف إلى مستشفى المجتهد، وهنا يبرر “زيتون”: “إن كانت السيارة قد خرجت بمهمة ما، فلن تكون موجودةً بالتأكيد، ونحن لا نملك سوى سيارة واحدة، ويومياً يدخل قسم الإسعاف في مشفى المواساة حوالي 800 مريض، وعند عدم تواجد سيارة المشفى لنقل المرضى من مشفى لآخر نطلب سيارة إسعاف من الهلال الأحمر”، لكن “م.ا” أكدت أن المستشفى لم يستعن حتى بسيارات الهلال!
المعني في مستشفى المجتهد أيضاً بدا وكأنه متفاجئ بتصرف المناوبين في المستشفى يوم الحادثة، وتأكيدهم عدم وجود غرف عناية مشددة. ونقل الموقع الموالي عن الطبيب “عادل نوح” مسؤول العناية الاسعافية في المستشفى قوله: “نحن نملك غرف عناية مشددة، لكن الضغط على المشفى هائل، وليس كل من هو بحاجة للعناية المشددة يعثر على سرير، وقد نضطر أحياناً لبدء المعالجة في الممرات، ولا نقوم بإخراج من يحتاج لسرير قبل تأمين سرير له”.
لكن “م.ا” أكدت أن قسم الإسعاف لم يقدم للمريضة أي إجراء إسعافي سوى التصوير، هنا يعود نوح ليقول: “إن لم يكن هناك سرير بالتأكيد لن نضع مريضاً بدلاً من مريض، وبصراحة، المريضة من مسؤولية المشفى الذي جاءت منه، ويجب علينا فقط تصويرها وإعادتها إلى المشفى الذي جاءت منه”.
المحطة الحكومية الأخيرة في حياة “الخالة”، كانت في مستشفى المواساة التابع لوزارة التعليم العالي، والذي رفض استقبالها بعد إجراء الفحوصات، لعدم وجود شواغر، وعدم التنسيق معهم من قبل المستشفى السابق. معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية، “حسن جبهجي” في حديث إذاعي قال: “لو وصلت المريضة مباشرة إلى المشفى ولم يكن هناك أسرة، يتم الاتصال مع مشفى الأسد الجامعي لتأمين شاغر إن وجد”.
ولم يتواصل مستشفى المواساة مع مستشفى الأسد الجامعي، وانتهت رحلة الخالة بالموت نزفاً في مستشفى خاص، ربما تجنبه أهلها بدايةً لعدم قدرتهم المادية، وظناً منهم أن التصريحات الرسمية بخصوص العلاج في المستشفيات الحكومية فيها شيء من الصدق، بحسب الموقع الموالي.
المصدر