on
موسكو : لا بديل عن الأسد والمطالبة برحيله تعني استمرار الأزمة للأبد
باريس – المصدر
اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف ، أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وتفاهمات فيينا التي شاركت فيها مجموعة الدعم الدولي لسورية، هي الأسس المبدئية لحل الأزمة السورية، على كل المسارات، أمني عسكري، ممر إنساني، سياسي، دون الإشارة إلى بيان جنيف1، الذي يفترض أن قرار مجلس الأمن يستند إليه.
وفي حديث لصحيفة الحياة، رسم بوغدانوف مسار التسوية بالوصول إلى نظام علماني ليس علوياً وليس شيعياً وليس سنياً وليس مسيحياً، يأتي من طريق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تجري في الداخل والخارج بما في ذلك مشاركة اللاجئين في البلدان المجاورة وغير المجاورة، وبرعاية ورقابة صارمتين من الأمم المتحدة.
وحدد بوغدانوف خارطة الطريق للوصول إلى ذلك، قائلاً: “هناك خريطة طريق وخطة زمنية لعملية التسوية. هناك مبادئ وبعض النقاط محددة، فترة هدوء لستة شهور المفروض أن تتشكل خلالها اللجنة المسؤولة عن وضع الدستور الجديد. وعلى أساس الدستور الجديد أن تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية على كل المستويات. وكل هذه العملية يجب ألا تطول عن 18 شهراً. هذا موثّق في القرارات الدولية وهو أساس التحرك”.
وربط بوغدانوف انسحاب القوات الإيرانية والميلشيا التابعة لها من سورية، بالتوصل إلى حل نهائي، قائلاً” القيادة الرسمية هي المخولة بأن تطالب القوى الأجنبية بالانسحاب بعد التوصل إلى حل”، معتبراً أنهم “الروس والإيرانيون موجودن بطلب من القيادة الشرعية”
أضاف بوغدانوف : “الآن يتحدث بعض الأطراف عن ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية بينما بعض الأطراف يقول لا يجب أن تشارك إيران في الحوارات. ونحن نقول إيران هي الدولة الوحيدة التي اتخذت قراراً رسمياً بإرسال قوات إلى سورية”.
ودافع بوغدانوف عن وجود حزب الله في سورية، رافضاً اعتباره مشكلة لأنه بحسب رأيه: ” جاء بطلب من القيادة السورية. قيادة «حزب الله» لها علاقة متميزة مع دمشق اتخذت قراراً على أساس الطلب. في المقابل ثمة عشرات الآلاف من القوات أتوا متطوعين إلى سورية بقرارات فردية”. مطالباً بإعطاء الأولوية لمحاربة “داعش والنصرة” بالسلاح حيث لا يكفي الاجماع الشفهي على إخراجهم من سورية، على حد تعبيره.
ووصف بوغدانوف مطالب المعارضة السورية التي اطلق عليها “مجموعة الرياض” برحيل بشار الأسد بأنها تعني استمرار المشكلة إلى الأبد قائلاً: (هم يقولون الثورة لا تنتهي إلا بعد إسقاط النظام، وبيان مجموعة الرياض يقول إن بشّار الأسد وزمرته يجب أن يحالوا على محكمة دولية. إذا وضعنا هذا الهدف يمكن أن تستمر المشكلة إلى الأبد. هناك تناقض صارخ بين الاتفاقات والفعل. لأننا نتفق على آلية ثم يقولون إن القيادة “السورية” يجب أن تذهب إلى محاكمة).
وفي مكان آخر من الحوار يقول بوغدانوف: “يقولون يجب أن يتنحى الأسد من سيملأ الفراغ؟ لا بديل جاهز” وعندما يقاطعه المحاوران .. “كيف لا بديل؟ أنتم تقولون إنكم تحترمون العملية الديموقراطية”.
يجيب بوغدانوف : “نحترم العملية الديموقراطية وليس الثورات الملوّنة النتائج يجب أن تأتي من طريق الانتخابات والسبل الشرعية”.
وتطرق الحوار الذي أجرياه معه “راغدة درغام ورائد جبر” في موسكو، إلى الانتقادات التي وجهت للفيتو الروسي الأخير في مجلس الأمن، اعتبر بوغدانوف ، أن ” الفيتو أوقف مساعي التدخل الخارجي لإسقاط النظام. نحن تعاملنا مع قرارات مجلس الأمن في مسألة السلاح الكيماوي في سورية ونجحنا في ذلك، فما الداعي إلى التصعيد الآن؟”.
لكن اللافت أن بوغدانوف لم ينف استخدام بشار الأسد للسلاح الكيماوي مجدداً لكنه اعتبر أن، ” التقارير لا تشمل أجوبة عن كل التساؤلات، ثمة حالات أخرى استُخدم فيها الكيماوي وتم تجاهلها، لذلك لا أساس لاتخاذ قرار من هذا النوع”
وفي رده على سؤال أن “بشّار الأسد استخدم أسلحة محرّمة بينها البراميل المتفجرة وأنتم وقفتم مع طرف ضد طرف؟”، أجاب بوغدانوف: “نحن نتواصل مع الطرفين. مع كل أطراف المعارضة. ونحن نقول للجميع: نريد معادلة سليمة وحكيمة ولا نريد أن ينتصر طرف بل أن تتصالح الأطراف. وتجربة لبنان أظهرت أن مبدأ لا غالب أو مغلوب هو الأفضل”.
المصدر