ترمب في سورية .. عين حمراء على “النصرة” وغزل للأكراد وبوتين

7 آذار (مارس)، 2017

4 minutes

عماد أبو سعيد – المصدر

من المبكر رسم صورة واضحة لسياسة إدارة ترمب اتجاه سورية، وما إذا كانت تختلف جذرياً عن سياسة إدارة أوباما، لكن الواضح أن ثمة تجاهل غير مريح من ترمب نفسه وإدارته للقضية الأكثر خطورة على الأمن الاقليمي والدولي، باستثناء التركيز على محاربة “داعش”، والتنظيمات الأخرى التي تدرجها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب مثل “النصرة”، حيث لم تتوقف طائرات الدرن عن استهداف قيادات فيها داخل سورية، لكن ثمة مؤشرات واضحة لا توحي بالتفاؤل في سلوك ترمب، بل إنها مثيرة للريبة، أخرها نشر قوات أمريكية في منبج، “عددها قليل، وهدفها ضمان عدم مهاجمة الأطراف لبعضها، لإبقاء التركيز منصباً على قتال داعش، بحسب المتحدث باسم البنتاغون “جيف ديفيس” . في حين أن هذه الخطوة تدل على تفضيل إدارة ترمب للتحالف مع “الأكراد” على التنسيق مع حليفتهم في حلف الأطلس تركيا، في قضية مصيرية بالنسبة لأنقرة تتعلق بأمنها القومي، عدا أنها تثير التوجس بأن واشنطن تدعم قيام كيان كردي انفصالي، أو منطقة تتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي في إطار فيدرالية سورية هشة، لتلتقي في ذلك مع سياسة موسكو.

المؤشر الثاني، الذ يدل على أن إدارة ترمب تفضل التنسيق مع موسكو ومن خلفه بشار الأسد، هو ما كشفه  اللواء الأمريكي المتقاعد “بول فيلي” الذي قدم خطته إلى البيت الأبيض بشأن  المناطق الآمنة التي يدور الحديث حول نية إدارة الرئيس ترمب إنشائها قي سورية، وتبدأ من مدينتي طرطوس واللاذقية الخاضعتين لسيطرة بشار الأسد، وليس من الشمال على الحدود السورية – التركية، أو الجنوب على الحدود مع الأردن، وهي خطة صرح “فيلي” أنه سلم نسخة منها بالفعل إلى وزارة الخارجية الروسية، ولم ينفها نائب وزير الخارجية الروسي “بوغدانوف” في حوار مع صحيفة الحياة نشرته أول أمس.

وكانت أول المؤشرات المحبطة، هو تجميد واشنطن مؤخراً، دعمها بالسلاح لفصائل من المعارضة السورية المعتدلة، بالتزامن

مع تقديم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، مسودة الاستراتيجية الجديدة حول التعامل مع الوضع في سورية، إلى الرئيس الأمريكي، في 25 شباط / فبراير الماضي.

وهذا الأمر أكدته قيادات في المعارضة المسلحة عبر تسريبات صحفية عديدة، أشارت إلى أن واشنطن  جمّدت دعمها لفصائل لتلك الفصائل،  رداً على سيطرة “هيئة تحرير الشام” على مناطق واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

كما سربت مصادر أخرى من المعارضة، أن مندوباً أمريكياً أبلغها شروطاً  لإعادة النظر في مسألة الدعم العسكري منها، إنشاء فصيل عسكري يجمع فصائل درع الفرات التي تدعمها تركيا، على أن يعلن هذا الفصيل الحرب على هيئة تحرير الشام، كون فتح الشام- جبهة النصرة سابقاً- هي عمودها”، إضافة إلى “الالتزام بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة، التي يعمل عليها البنتاغون بناء على طلب الرئيس دونالد ترمب، والتي تتضمن إنشاء مناطق آمنة للمدنيين تكون منطلقاً لقتال (داعش) وليس النظام السوري، أو الفصائل الكردية الانفصالية”.

بالمقابل، لا تبدو أنقرة مستعدة للدخول في مواجهة سياسية مع واشنطن، حيث سارع وزير الخارجية التركي أمس بن علي يدريم للتصريح بأن بلاده لن تذهب منفردة، ولن تتقدم إلى منبج دون التنسيق مع واشنطن وموسكو. بل إن تحليلات سابقة لسياسيين وإعلاميين أشارت إلى أن موقف أنقرة “قريب” من موقف واشنطن، لجهة التركيز على  قتال تنظيم “الدولة” في مناطق شمال شرق سورية، لكن كانت تأمل على طرد الميلشيات الكردية الإنفصالية بعيداً عن حدودها، وهذا ما يبدو أنه أصبح بعيد المنال في الوقت الحالي، رغم الاقتراح التركي بدخول جيش الأسد إلى المدينة كمدخل لحل الأزمة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]