حي المنشية برمودا الذي اختفى به عناصر بشار الأسد


المصدر: بيبرس عبد الله- الهيئة السورية للإعلام

حي المنشية هو التجمع السكني الصغير من حيث مساحته، والكبير من حيث أهميته بمدينة درعا في الجنوب السوري، والذي كانت تسيطر عليه قوات الأسد جاعلةً منه الطريق الذي سيكون من أجل السيطرة على معبر الجمرك القديم على الحدود الأردنية السورية، لكن فجأة انقلب السحر على الساحر واختفى عناصر الأسد هناك، فكيف حدث ذلك؟!.

ما إن فكر نظام الأسد بالتقدم باتجاه المعبر المذكور وشن هجوماً عليه، حتى قامت فصائل الجبهة الجنوبية بصد الهجوم، فانطلقت ساعة الصفر هناك، وأعلنت معركة “الموت ولا المذلة” لاجتثاث قوات الأسد والميليشيات الموالية له من ذلك المكان، فمع بدء المعركة خرج ضابط لقوات الأسد مرعوباً ومعزياً بمقتل عشرات العناصر بتلك المعركة، قائلاً (لولا غزوان والنقيب اللادقاني لكانت خسائرئنا تجاوزت 400 عنصر)، فكم كان عددهم ياترى في تلك البقعة الصغيرة من درعا؟

“غزوان والنقيب اللاذقاني” كانا من أول قتلى النظام الذين اختفوا في حي المنشية (مثلث برمودا)، بحيث لم يتسن لهم أن يكملوا كأس المتة بين أيديهم ولم يشهدوا ما حدث بعد ذلك أو لربما علموا بعد أن اجتمعوا بزملائهم في جهنم ليرووا فيما بينهم شراسة المعركة وبطولة عناصر الجيش الحر ضدهم، وأعتقد أنهم شكروا الساعة التي ماتوا فيها لكي لا يستمروا بالعيش في خوف أو ألم مدى حياتهم.

إلى الآن لا تزال معارك المنشية مستمرة ضد قوات الأسد وروسيا ولن تنتهي حتى تستكمل فصائل الجبهة الجنوبية تحريرها لكل أرجاء درعا المحتلة من قبل النظام، ومن ثم الوصول نحو العاصمة دمشق، لتكون معركة العاصمة هي برمودا الجديد الذي ستختفي به ميليشيات إيران وحزب الله إلى الأبد من تلك المنطقة، وتختفي باختفائم آلام الشعب السوري استمرت على مدى واحد وأربعين عاماً من حكم أفراد آل الأسد المستبدين.

معارك المنشية ليست هي الأولى ولا الأخيرة التي علمت كل من نظام الأسد وروسيا وإيران معنى ثورة الشعب بوجه الطغاة والبغاة، ومعنى صمود السوريين من أجل أن ينالو حريتهم حتى لو اجتمعت كل قوى العالم ضدهم.





المصدر