القصة الكاملة لإيقاف توزيع مجلة “طلعنا عالحرية” داخل سوريا


قرّرت النيابة العامة في مدينة دوما أمس الأربعاء، إغلاق كافة المقرات العائدة لمجلة “طلعنا عالحرية”، والمقرات العائدة لشبكة “حراس” والمؤسسات المرتبطة بهما، وذلك على خلفية نشر المجلة مقالاً بعنوان “يا بابا شيلني”، والذي تعرّض فيه الكاتب للذات الإلهية.

وبحسب بيان لـ “النيابة العامة” فإن المقال “أساء للذات الإلهية، وبدا فيه تعد واضح على حق الله، وكفر صريح وإساءة للمسلمين”.

وأضاف البيان، أنه “بعد الاطلاع على المقالة المنشورة، ونظرًا لما تضمنته من الكفر الصريح والحط من قدر الذات الإلهية ودعوة المجلة إلى الإلحاد بطريقة تؤثر على عقائد المسلمين، وبعد قيام مظاهرة من جمعٍ كبيرٍ من الناس على مقر المجلة ومقر شبكة حراس، قرّرت النيابة العامة إغلاق كافة المقرات العائدة للمجلة والمقرات العائدة لشبكة حراس، وكل مؤسسة أو مجلة مرتبطة بهم، وذلك لحين محاكمتهم أمام القضاء وصدور قرار يقضي بالجرم المنسوب إليهم”.

وكانت إدارة “معبر باب الهوى” الحدودي مع تركيا، قد أصدرت أمس الأول الثلاثاء، بياناً أعلنت فيه منع المجلة من دخول الأراضي السورية، ورفع دعوى قضائية على المجلة والكاتب الذي تعرّض في مقالته للدين الإسلامي الحنيف وللذات الإلهية، وفقًا لبيان المعبر.

بدورها أصدرت هيئة تحرير المجلة بيانين، أعلنت فيهما إيقاف نشاطها في الداخل السوري، وإيقاف التوزيع الورقي إلى حين البت في الأمر عبر المحكمة، وذلك بعد الاعتذار عن “الخطأ غير المقصود وحذف المقال”.

وأكّد بيان هيئة تحرير المجلة، أن المجلّة مستقلة وغير مرتبطة بأي من المؤسسات التي تم إدراجها في قرار النيابة في الغوطة الشرقية، مؤكّدةً أن “شبكة حراس الطفولة، مركز توثيق الانتهاكات VDC، منظمة اليوم التالي، مكتب التنمية دعم المشاريع الصغيرة، لجان التنسيق المحلية” هي مؤسسات تقدّم خدمات اجتماعية هامة لشريحة من السوريين في الغوطة، وتقوم بعمل هام لا يمكن الاستغناء عنه في ظل الحرب التي يشنها النظام على المنطقة وما تخلفه من آثار اقتصادية واجتماعية، ولا يجوز معاقبتها بسبب خطأ لم ترتكبه ولا يد لها فيه، كما أن تلك المؤسسات بمجملها تعارض مضمون المقال وتعتبر أنه يتنافى مع قيمها ومبادئها.

وتابع البيان: “نؤكد امثتالنا لقرارات النيابة والمحاكمة المزمعة واحترامنا لمشاعر الغاضبين من مضمون المقال، ونطالب الجهات المعنية في الحسبة والقضاء النظر في قضية المقال على أنه شأن يخص المجلة فقط والحكم بناء على ذلك، ونطالب الجهات الأمنية والقضائية في مدينة دوما بالتحلي بمسؤوليتها في الحفاظ على سلامة كوادر المجلة والمؤسسات المعنية المذكورة أعلاه”.

وكانت المجلة قد نشرت في عددها الصادر في 21 شباط الماضي مقالاً للكاتب “شوكت غرز الدين” بعنوان “يا بابا شيلني” المستوحاة من الجملة التي قالها الطفل عبد الباسط السطوف الذي بُترت قدماه في قصف لطائرات النظام على بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي وحمل المقال عباراتٍ مثل “عجز الله” و”ابتعاد الله عن دوره”.

وأثار هذا المقال رد فعل غاضب من السكّان في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى، حيث شهد سلسلة ردود غاضب على المواقع الزرقاء.

ومجلة “طلعنا عالحرية” تأسست عام 2012 على يد ناشطين من التنسيقيات المحلية، وهي مجلة دورية نصف شهرية، تناقش السياسة، والثقافة، والمجتمع ولديها مكتب في غازي عينتاب التركية.



صدى الشام