"النيابة العامة" في دوما بريف دمشق تغلق مكاتب مؤسسات مدنية بتهمة "الكفر"


سمارت-هبة دباس

قالت "شبكة حراس" العاملة في مدينة دوما بريف دمشق، جنوبي سوريا، اليوم الخميس، إن "النيابة العامة" أصدرت قراراً بإغلاق مكاتبها دون إخطار مسبق، على خليفة دعوى قضائية رفعتها "مديرية الدعوة والإصلاح" ضد مؤسسات مدنية متهمة إياها بـ"الكفر".

ويأتي القرار، الصادر أمس الأربعاء، بإغلاق مقرات "حراس" ومقرات كل من "جريدة طلعنا عالحرية" و"مكتب توثيق الانتهاكات في سوريا"، بعد موجة غضب شعبية وخروج مظاهرة مناهضة لمقال نشرته "طلعنا عالحرية"، رفعت إثره دعوى قضائية متهمة المؤسسات المذكورة بـ"الكفر والتطاول على الذات الإلهية".

وقال مدير البرامج في "حراس"، علاء ظاظا، خلال حديث مع "سمارت"، إن "النيابة العامة" التابعة لـ"مجلس القضاء الأعلى في الغوطة الشرقية" أصدرت القرار بإغلاق مكاتب المؤسسة على خلفية الدعوى المرفوعة ضد المقال، مؤكداً عدم وجود أي صلة بينهم وبين "جريدة طلعنا عالحرية"، واصفاً القرار بـ"التعسفي".

ولفت "ظاظا" إلى عدم تلقيهم أي كتاب رسمي من "النيابة" وعدم استدعائها لأشخاص ممثلين عن "حراس" أو إجرائها تحقيقاً مباشراً معهم، رغم توجيه تهم مباشرة لها.

وتعرضت مديرة "حراس" في المدينة، ميمونة العمار، لتهديدات بالتشهير، كما تعرضت مكاتب المؤسسة للتخريب والعبث من قبل أشخاص، لم تحدد هوياتهم، وفق "ظاظا"، الذي أكد وجود تجمعات لنحو 15 شخصاً يحملون أسلحة بيضاء قرب مقر المؤسسة، محيلاً التحقيق بالموضوع لـ"الشرطة الحرة".

وكان مجهولون وزعوا وألصقوا على جدران المدينة ملصقات تطالب بطرد شخصيات ممثلة للمؤسسات المذكورة ومنع عملهم في الغوطة الشرقية، منهم "العمار" زوجة نائب تحرير "جريدة طلعنا عالحرية"، أسامة نصار، الذي سيمثل للقضاء اليوم، وفق ناشطين.

وكانت إدراة معبر باب الهوى أصدرت، أمس الأربعاء، قراراً إدارياً يقضي بمنع دخول نسخ من "جريدة طلعنا عالحرية" إلى سوريا، فيما تحاول "سمارت" التواصل معها لتوضيح الأسباب دون تلق أي رد.

وكانت "الجريدة" أصدرت اعتذاراً رسمياً عن المقال المنشور وحذفته من موقعها، كما أوقفت توزيع النسخ المطبوعة منه فور الاحتجاج عليه، فيما تحاول "سمارت" التواصل معها ومع "النيابة العامة" للوقوف على الموضوع دون الوصول لنتائج حتى الآن.

وتنشط "شبكة حراس" في مناطق عدة خارجة عن سيطرة قوات النظام وتعنى بحماية الطفل وحقوقه، علاوة على تقديم الدعم النفسي له عبر مراكزها، كما تتبع لها "مجلة طيارة ورق" التعليمية الترفيهية للطفل.

ويأتي ذلك بالعام الرابع لاختطاف الناشطين في مجال حقوق الإنسان رزان زيتونة، وائل حمادة، سميرة خليل، وناظم حمادي، من مدينة دوما بريف دمشق، حيث اتهمت منظمات حقوقية فصيل عسكريبالغوطة الشرقية بالعملية، بينما حملّت عائلة "زيتونة" فصيل "جيش الإسلام" سلامة المختطفين.