‘صحيفة: إيران غاضبة من الأسد وهكذا تعاقبه.. وموسكو تعرقل مشاريع طهران في سوريا’
9 آذار (مارس)، 2017
قالت صحيفة “الحياة” اللندنية، اليوم الخميس، إن إيران منزعجة من نظام بشار الأسد، بسبب تباطؤه في تنفيذ اتفاقيات استراتيجية وقعها الجانبان، مشيرةً أن طهران علقت تزويد النظام بمشتقات نفطية رداً على ذلك.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسيين زاروا دمشق إلى أن التباطؤ في تنفيذ الاتفاقيات يأتي بسبب تحفظات داخل الحلقة الضيقة في النظام، فضلاً عن تحفظات قدمها الجانب الروسي.
ووقع نظام الأسد وإيران مؤخراً 4 اتفاقيات هامة، تتضمن مشغلاً ثالثاً للهاتف النقال في سوريا يدعمه “الحرس الثوري”، إلى جانب شركتي “سيريا تيل” و”ام تي ان”، واستثمار الفوسفات مدة 99 عاماً، وإقامة ميناء نفطي على البحر المتوسط والاستحواذ على أراض زراعية وصناعية، وتوقيع خط ائتمان جديد من إيران بقيمة بليون دولار أميركي يُستخدم نصفه لتمويل تصدير نفط خام ومشتقات نفطية إلى سورية.
وجاءت هذه الاتفاقيات في وقت وافق فيه النظام على تحويل ميناء طرطوس إلى قاعدة عسكرية روسية مشابهة لقاعدة حميميم في اللاذقية الموجودة إلى أجل غير مسمى ومع تنسيق بين موسكو وأنقرة لإنجاز وقف نار في سورية وإطلاق عملية أستانا، الأمر الذي قوبل بتحفظ إيراني، وفقاً للصحيفة.
وأضافت أن مراقبين أشاروا إلى محاولة النظام تحقيق “توازن” بين حليفتيه موسكو وطهران، والاستفادة من اختلاف الأولويات بينهما في سوريا.
صراع على المصالح
ويأتي عزم إيران تنفيذ استثمار حقول الفوسفات في منطقة الشرقية (50 كيلو متر) جنوب غرب تدمر، لكون سوريا تمتلك أكبر احتياطي في الفوسفات بالعالم، بـ 1.8 بليون طن معظمه في المنطقة المذكورة.
ويبدو أن اختلافاً واضحاً بين موسكو وإيران في سوريا يقوم على صراع في المصالح بينهما، فوفقاً لما ذكرته صحيفة “الحياة” عما قالت إنها “مصادر مطلعة”، فإن “موسكو لم تكن مرتاحة لاتفاق الفوسفات في منطقة تعتبرها ضمن نفوذها، وسط أسئلة عن أسباب تبادل القوات النظامية وداعش السيطرة على تدمر التي تقع بين العراق ولبنان، والتي يُعتقد أنها يمكن أن تكون في المستقبل ممراً لأنابيب غاز تفكّر إيران في مدها إلى سواحل المتوسط”.
وفيما يتعلق بتشغيل إيران شركة جديدة للاتصال في سوريا، لفتت الصيحفة إلى أن 40 في المئة منها لرجال أعمال من إيران، و40 في المئة لرجال أعمال و”صندوق دعم الشهداء” أي القتلى الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم في المعارك، و20 في المئة لـ “المؤسسة العامة للاتصالات الحكومية”.
ووفق المصادر، فإن “الخلاف ظهر بين دمشق وطهران على التنفيذ، ويتعلق بخدمة التجوال بين شبكات الهاتف النقال داخل سورية وخارجها وإقامة البنية التحتية والعائدات التي تريدها طهران لسداد ديونها على دمشق (نظام الأسد)، إضافة إلى اعتراض متنفذين في دمشق على تقاسم حصص العائدات”، بحسب “الحياة”.
ونقلت وكالة رويترز عن كريم سجادبور الباحث الأول في برنامج الشرق الأوسط في “معهد كارنيغي للسلام” الدولي قوله: “الاتصالات قطاع حساس للغاية. سيسمح لإيران بمراقبة وثيقة للاتصالات السورية، الأمر الذي أثار تحفظات في دمشق وموسكو”.
مخاوف من التجسس
وعن الاتفاق الثالث المتعلق بمنح إيران أراض لأغراض الزراعة والصناعة، نشب خلاف بينها وبين نظام الأسد، إذ اقترحت حكومة النظام أن تكون هذه المناطق في الرقة معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” شرق سورية، مقابل تمسك طهران باستحواذ أراض بين مدينة داريا التي كانت استعادتها قوات النظام نهاية العام الماضي من جهة ومنطقة السيدة زينب معقل تنظيمات شيعية تابعة لإيران من جهة أخرى.
من جانبها، اعترضت روسيا أيضاً على إقامة ميناء لإيران لكونه يقع بين طرطوس واللاذقية، المنطقتين اللتين تعدان منطقة النفوذ الأبرز لروسيا في سوريا، ونقلت “الحياة” عن مسؤول غربي قوله: “للمرة الأولى منذ مئات السنوات، حققت روسيا حلمها وقاعدة عسكرية دائمة على البحر المتوسط”.
فيما قال دبلوماسيون زاروا نظام الأسد للصحيفة إن “طهران، التي كانت طالبت الحكومة السورية بضمانات سيادية لقروضها المالية ومساهمتها العسكرية في سورية، وبسبب عدم رضاها عن تنفيذ الاتفاقات الموقعة جمّدت تصدير عائدات نفطية إلى دمشق، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعارها”، على حد قولهم.
وأشاروا إلى أنهم لاحظوا أن موالين للنظام بدأوا توجيه انتقادات علنية لـ”عدم وفاء الحلفاء تعهداتهم بتوريد مشتقات النفط”. كما “لوحظ تأخر وصول السفير الإيراني الجديد جواد ترك آبادي إلى دمشق بعد تباين على تعيين حسين شيخ الإسلام مرة أخرى، علماً أنه كان سفيراً في دمشق قبل عشر سنوات ويعتبر من المقربين من الحرس الثوري”.
ونُقل عن مسؤول في دمشق قوله إن سبب تأخر وصول مشتقات النفط هو عدم تقديم شركات التأمين غطاء لسفن الشحن، لافتاً إلى أن دمشق بحثت مع الجزائر تزويدها بمشتقات لتعويض النقص في الأسواق السورية.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن “طهران تراهن على دور كبير في إعادة إعمار سورية بسبب دور الحرس الثوري وميليشيات تساعدها في دعم القوات النظامية في السنوات الست الماضية، لكن في الوقت نفسه يثير مسؤولون إيرانيون في شكل دائم مع مسؤولين أوروبيين وجوب مساهمتهم في إعادة إعمار سورية من دون شروط سياسية”.
[sociallocker] [/sociallocker]