استلهم مشروعه الناجح من خدمة قدمها لوالدته.. رجل لديه ملايين الوظائف ويبحث عمن يشغلها
10 آذار (مارس)، 2017
استلهم “مات باري” فكرة إنشاء مشروع تجاري تبلغ قيمته الآن أكثر من 400 مليون دولار أسترالي (300 مليون دولار أميركي) من معروف أسداه لوالدته.
وتقوم فكرة شركة “فريلانسر” وموقعها الالكتروني على مفهوم بسيط، وهو ربط الناس الذين لديهم أعمال يبحثون عمن ينجزها، بأشخاص آخرين يتنافسون على تنفيذ المهام من خلال عرض المقابل المادي الذي سيتقاضونه مقابل ذلك.
ويضم هذا الموقع الإلكتروني، الذي أنشيء قبل ثمانية أعوام فقط في سيدني، أكثر من 22.5 مليون مستخدم حول العالم، سواء من العاملين لحسابهم الخاص أو أصحاب الأعمال الذين يسعون للحصول على خدماتهم.
وتشمل الوظائف المعلن عنها على الموقع كل شيء، بدءاً من المساعدة في تحميل تطبيق على هاتف محمول، وحتى كتابة تقرير لشركة وتصميم وشم، وصولاً إلى الترويج لأي منتج.
وحتى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تستخدم الموقع منذ عام 2015، مما يسمح للناس بتقديم عطاءات، للمساعدة في تصميم مواد لمحطة الفضاء الدولية، بما في ذلك أذرع لأجهزة روبوت جديدة.
وتعتبر هذه قصة نجاح جيدة لشخص يبلغ من العمر 43 عاماً ويعترف أنه عندما تفتق ذهنه عن فكرة إنشاء موقع “فريلانسر” كان “رجلاً محطماً”.
وفي عام 2006، ترك “باري” أول مشروع تجاري أقامه، وكان عبارة عن شركة بالعاصمة الأسترالية سيدني تدعى “سينسوري نتووركس”، كانت تصنع رقائق إلكترونية للمعدات الأمنية. ولم يكن “باري” يشعر بالارتياح لذلك المشروع.
ورغم الضجة الإعلامية ودعم أصحاب رؤوس الأموال، تبين أن التسويق كان صعباً للغاية وكانت الشركة تشق طريقها بصعوبة، لذا قرر “باري” الاستقالة.
ومضت شركة “سينسوري نتووركس” في عملها رغم الصعوبات دون “باري”، قبل بيعها في نهاية المطاف لشركة “إنتل” العملاقة عام 2013 مقابل 20 مليون دولار، لكن “باري” يقول “إنه شعر حقاً بالفشل” حينذاك، وبالتحديد في عام 2006.
وبعد بضعة أشهر من “زوال الضغط”، بدأ باري يفكر في خطوته المقبلة، عندما ضربت الأزمة المالية العالم في عام 2007.
وقرر أن يستفيد من فترة الاستراحة القسرية، بإنشاء موقع على الإنترنت لوالدته التي تورد أعمالاً فنية بالجملة. وأراد أن يتضمن الموقع دليلاً للمخازن التي زودتها والدته بتلك الأعمال، معتقداً أن ذلك قد يشجع آخرين على شرائها.
وبعد أربعة أشهر بدأ “باري” البحث على الإنترنت عن نظام رخيص لإدخال البيانات، وعثر على موقع سويدي يدعى “غتافريلانسر” وأعلن عن وظيفة.
وفي نهاية المطاف استعان “باري” بفريق من الهند، وأنجز العمل في ثلاثة أيام مقابل 100 دولار أسترالي فقط.
وقال: “اعتقدت أن ذلك غير معقول، هناك جيش كامل من الناس ينتظرون العمل، ومعظمهم من أسواق ناشئة. نظرت إلى كل المشروعات الموجودة على الموقع، وكان يشبه موقع إيباي للوظائف. قلت هذا أمر مدهش”.
كان “باري” معجباً للغاية بهذه الفكرة، وهو ما دفعه لإنشاء مشروعه الخاص.
دفع صديق كان قد باع شركته المال لـ”باري”، الذي ضمن أولاً وجود العمال عن طريق موقع “غاتفريلانسر” قبل أن يشتري ذلك المشروع في نهاية المطاف.
ومنذ ذلك الحين، واصل موقع “فريلانسر”، الذي يعتمد تشغيله بشكل كامل على تطبيق كلاود من خلال خدمات شبكة أمازون، شراء مواقع أخرى منافسة بلغ عددها 18 موقعاً. وتصل القوة العاملة في المشروع الآن إلى 570 شخصاً.
واجهت مواقع إلكترونية مثل “فريلانسر” بعض الانتقادات، لتسببها بخفض الأسعار للمهنيين الذين يحاولون بيع خدماتهم، لكن “باري” كان يرد على ذلك قائلاً إنه كان للشركة تأثير إيجابي كبير على ملايين الناس، في الدول النامية.
من جهتها تقول “إيما سنكلير”، المؤسسة المشاركة لشركة برمجيات الموارد البشرية “إنتربرايز جنغل”، إن الشركات تتطلع بشكل متزايد إلى توظيف غير الموظفين لإكمال المشروعات بدلاً من تكليف الموظفين فيها بتنفيذ العمل.
وتضيف: “يمثل غير الموظفين نحو 35 في المئة من مجموع القوى العاملة، وسيواصل هذا الاتجاه النمو”.
[sociallocker] [/sociallocker]