ما العمل حتى لا يتحول جيل الصدمة بسوريا إلى حالة اكتئاب جماعية؟
10 آذار (مارس)، 2017
قالت “إليزه بتنبندر” إن الأطفال في مناطق الحرب، يعانون كثيراً من الصدمة والخسارة التي تلحق بهم مثل موت الأهل والأصدقاء وضياع المدرسة أو الوطن حين يجبرون على النزوح.
جاء ذلك في معرض حديثها لموقع “DW عربية” حول أطفال سوريا ومعاناتهم بسبب الحرب.
وأضافت “بتنبندر” وهي مديرة اتحاد مراكز معالجة اللاجئين وضحايا التعذيب في ألمانيا: “إن البعض تتطور الصدمة لديهم وتتحول إلى أعراض وسبب لأمراض أخرى مثل الصداع والأرق والصعوبة في التركيز وسلس البول الليلي. أو عدم معرفة الزمن، أي هل هو في الحاضر أم الماضي أم يعيش الحالة من جديد؟ وهذا خوف مرضي يبقى قائما حتى بعد مضي التجربة (الصدمة)”.
وذكرت المعالجة النفسية التي أمضت 25 عاماً في علاج أشخاص يعانون من صدمات نفسية في مناطق الحروب: بأن التجارب المؤلمة التي تعرض لها هؤلاء سترافقهم دائما. لكن ما يمكن أن يكون مفيداً، هو أن تستعيد أمور حياتية أخرى أهميتها من جديدة وتنال الأولوية، وأن تصبح التجارب الصعبة (الصدمة) غير ذات أهمية ولا تسيطر على حياة الشخص.
مشيرة إلى أن هناك مجالات وإمكانيات وفرصاً متاحة لعلاج الصدمة النفسية. لكن المهم هو أن تكون لدى الطفل آفاق مستقبلية وتجارب تجعله يشعر بالثقة بالنفس والإبداع وليس العيش كمصاب فقط. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الرياضة أو التواصل والعيش المشترك أو مجموعة عائلية. لكن يمكن أن يكون من المفيد بالنسبة لبعض الأطفال أن يفهموا لماذا تؤثر هذه التجارب عليهم كثيراً ولمَ لا يستطيعون نسيانها.
وأكّدت الخبيرة أنه حين يعاني الأطفال من أعراض صدمة شديدة ولا يتلقون المساعدة، يمكن أن يتحول ذلك إلى مرض دائم. ونعلم أن ذلك يبقى مرافقاً لهم مدى الحياة ويمكن أن ينتقل إلى الجيل التالي أيضاً.
وبيّنت أن هناك دلائل على أن من لا يتلقون العلاج المطلوب ولا يشفون بسبب عدم مساعدتهم أو اليأس، فإن ذلك يتحول لديهم إلى غضب وعدوانية. فإذا لم يكن لدى المرء الإمكانية لتجاوز الصدمة والشفاء منها، يمكن أن يصبح عنيفاً أيضاً!
وقالت: لو فكرنا بما حصل في ألمانيا بعد الحرب العالمية، فقد كان هناك أيضاً كثير جداً من الأطفال والكبار الذين يعانون من الصدمات النفسية. وما ساعد فيما بعد، كان الشعور العام المشترك بأننا سنعيد بناء البلاد معاً. وساهمت المعجزة الاقتصادية فيما بعد، على أن يركز الناس على شيء جديد. والمثال العكسي هو كوسوفو، حيث المشكلة الكبرى هي أنه ليس لدى الشباب فرص، لأن الوضع الاقتصادي سيء.
محذرة أنه حين يعاني كثيرون في مثل هذا الوضع (عدم تجاوز الأزمة واقتصاد سيء)، يعني ذلك أن كل البلاد متأثرة بذلك ويمكن أن يتحول الأمر إلى حالة اكتئاب جماعية عامة.
[sociallocker] [/sociallocker]