قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن بلاده ستواصل تنسيق الجهود مع روسيا من أجل التوصل إلى حل للملف السوري قائم على العدل، مشدداً أن تركيا متمسكة بوحدة الأراضي السورية والعراقية.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده أردوغان مع نظيره بوتين، خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي إلى موسكو. حيث توصل الجانبان إلى جملة من القرارات تعكس مزيداً من التقارب بينهما، بعد أزمة في العلاقات على خلفية إسقاط تركيا لطائرة روسية نهاية 2015 اخترقت المجال الجوي التركي.

وخصص الرئيسان جزءاً من مؤتمرهما الصحفي للحديث عن الملف السوري، إذ أكد أردوغان على أن تركيا تسعى مع بقية الأطراف لـ”تحرير” مدينة منبج (تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والميليشيات الكردية)، وتسليمها إلى سكانها الأصليين. وأشار إلى أنه لم يتخل عن رغبته في القيام بدور في السيطرة على مدينة منبج، وقال إنه “أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يسعى للعمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك”.

وأضاف: “لن نتنازل عن وحدة الأراضي السورية والعراقية وسعينا مع روسيا من أجل الهدنة ووقف إطلاق النار في سوريا”.

ودعا أردوغان جميع الأطراف إلى العمل بجدية بما فيها نظام الأسد للاستفادة من نتائج مؤتمر جنيف.

في سياق متصل، قال الرئيس الروسي بوتين عقب لقائه أردوغان إن الوضع في سوريا لا يزال صعباً، معتبراً أن “هنالك عوامل كثيرة تزيد من الغموض الذي يكتنف هذه القضية، وثمة كذلك خلافات عديدة جدا في البلاد، بل في المنطقة برمتها”.

وأعرب بوتين – بحسب موقع روسيا اليوم – عن أمله “الحذر”  في أن “يتم تثبيت نظام وقف إطلاق النار والانتقال إلى التسوية السياسية الشاملة على أساسه، من خلال توحيد الجهود الدولية وإشراك قوى كبيرة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، في هذه العملية”.

مزيد من التقارب

وعن طبيعة العلاقات بين روسيا وتركيا، قال بوتين إن البلدين عادا إلى سبيل “الشراكة الحقيقية”، مؤكداً أن موسكو تعتبر أنقرة شريكاً مهماً بالغ الأهمية. وأبدى الجانبان عزمهما على بذل مزيد من التعاون.

وأوضح الرئيس الروسي أنه “بحث مع أردوغان القضايا الإقليمية الملحة وسبل تسويتها، بما في ذلك الأزمة السورية”، لافتا إلى ضرورة تضافر الجهود الروسية التركية في سوريا وفي مجال محاربة الإرهاب.

وأضاف أن “روسيا وتركيا اتفقتا على مواصلة التعاون النشيط لمحاربة الإرهابيين وخاصة تنظيم داعش (…) من خلال القيام بعمل مشترك عبر القنوات العسكرية والاستخباراتية”.

وأشار في هذا السياق، إلى أن تركيا وروسيا تتبادلان المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، وأنهما تتعاونان عبر دوائرهما الاستخباراتية بشكل وثيق.

وشدد بوتين على أن روسيا دائما تدين بشدة كل الأعمال الإرهابية، مهما كانت دوافع الأشخاص الذين ينفذونها، مشيرا إلى أن هذا “موقف مبدئي ومن غير الممكن أن يتغير”.

بوتين أشار إلى أن بلاده تعمل على زيادة التعاون في سبيل الطاقة بين تركيا وروسيا، لافتاً أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات في مجال الطاقة والإنشاءات. وقال إنه “سيتم رفع الحظر عن الشركات التركية، وتسهيل الفيزا وإقامات العمل لرجال الأعمال الأتراك في أقرب وقت”.

فيما قال أردوغان: “نسعى لتطوير علاقتنا مع روسيا حتى تصل للذروة وبالأخص في المجال الاقتصادي ونسعى إلى رفع مستوى التبادل التجاري لـ 100مليار دولار”. مضيفاً: “سيتم تقديم التسهيلات اللازمة أمام أصدقائنا الروس، وسيتم إجراء التبادلات التجارية بالعملة الوطنية في كلا البلدين”.

وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، عقد الرئيس التركي ونظيره الروسي لقاءً مغلقًا في العاصمة الروسية موسكو. وجرى اللقاء في قصر الكرملين واستغرق قرابة ساعتين و40 دقيقة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]