وصفة الرفيق بوتين السحرية للحل في سورية

11 آذار (مارس)، 2017
3 minutes

رزان حنيدي – المصدر

بشار الأسد وبعد 6 سنوات على الكارثة التي أودى بسورية إليها، لا يرى حلاً سياسياً حقيقياً إلا  إلا في “المصالحات” بين حكومته ومختلف “المسلحين” بحسب آخر طبعة من تصريحاته إلى قناة “فينيكس” الصينية.

وبغض النظر عن أن استخدام تعبير “المصالحات” هو اعتراف ضمني بأن ما حدث ويحدث في سورية هو شأن سوري بأساسه ودوافعه ، لا علاقة له بمؤامرة كونية كما يزعم بشار الأسد وإعلامه منذ اللحظة الأولى، إلا أن الإصرار على استخدام المصطلح، وإعادة إنتاج الخطاب ذاته على أبواب جنيف 5 ، يعني أن شيئاً لم يغير، وأن الهدف الحقيقي لما يجري في آستانة وجنيف هو تفعيل تلك “المصالحات” وتمريرها عبر روسيا، وهو ما يبدو أنها تنجح فيه على الأقل حتى الآن من خلال ما يطلق عليه تثبيت وقف النار، بعد أن أنجزت موسكو ما يمكن انجازه عسكرياً على الأرض لصالح بشار الأسد وإيران في حلب بالتفاهم مع أنقرة، ثم في  وادي بردى بريف دمشق بالانقلاب على تلك التفاهمات، وبعد أن نجحت في تأليب الفصائل المقاتلة على بعضها البعض وحصر انتشارها في الشمال السوري في محافظة إدلب لكي تتولى تلك الفصائل مهمة محاربة بعضها البعض، ثم تأتي الطائرات الروسية لتتولى الإجهاز على ما تبقى وتمهد الأرض أمام جيش الأسد وقوات الاحتلال الإيراني الرديفة، لتعلن الانتصار الثلاثي “الروسي – الأسدي الإيراني” على “الإرهابيين” في احتفالات إعلامية صاخبة .

الأنكى، أن من يتابع الإعلام الروسي يكتشف أنه يتجنب استخدام الانتقال السياسي، الذي يفترض أنه الهدف الأساسي للتفاوض ويتحدث عن أربع “سلال” في جنيف 5 وافق عليها وفد حكومة الأسد ووفد المعارضة وهي “وضع دستور جديد وإجراء انتخابات و”إصلاح الحكم” بالإضافة إلى السلة الرابعة “مكافحة الإرهاب”.

إذا المطلوب هو إصلاح الحكم وليس تغييره أو نقله بما يلبي طموحات السوريين  بعد كل ما تعرضوا إليه من إبادة، عدا أنه وعلى الأرض وفعلياً باتت الأولوية هي للحرب على “داعش” ويشارك في السباق لنيل هذا الشرف مقاتلو المعارضة، أو جزء كبير منهم، الذين لم تعد أولويتهم على ما يبدو إسقاط بشار الأسد الذي هو عملياً النظام كل النظام في سورية والمطلوب إصلاحه وليس تغييره بحسب الوصفة الروسية التي ما تزال تصر على عدم وجود بديل جاهز له.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]