آخر قلاع الثورة في عاصمتها حمص على وشك السقوط

12 آذار (مارس)، 2017

4 minutes

أسامة أبو زيد: المصدر
أبدت لجنة تفاوض حي الوعر، آخر معاقل كتائب الثوار في مدينة حمص، ووفد النظام والطرف الروسي موافقته الشفهية على اتفاق يشمل خروج من يريد من حي الوعر، وتسوية وضع من ينوي البقاء داخله وبعض البنود الأخرى، كفتح الطرقات وفك الحصار وعودة المهجرين إلى منازلهم.
يأتي هذا الاتفاق عقب جولات مفاوضات مكوكية خاضتها لجنة تفاوض حي الوعر المتمثلة باللجنة المدنية واللجنة العسكرية، مع طرف النظام المتمثل باللواء “ديب زيتون” رئيس شعبة المخابرات العامة واللواء “حسام لوقا” رئيس فرع الأمن السياسي وباقي أعضاء اللجنة الأمنية، وبحضور دائم للطرف الروسي المتمثل بالعماد “ايغور تورتشينوك” أعلى شخصية روسية في سوريا والعقيد “رافاييل” مسؤول ملف حمص والعقيد “سيرجيه” مسؤول ملف الوعر وهم من سيضمن تنفيذ بنود هذا الاتفاق.

المليشيات الطائفية تعطّل

وأُبرم قرار وقف إطلاق النار مع بدء جولات التفاوض ومع إعلان وصول الأطراف إلى اتفاق مصيري للحي وأهله، شنت المليشيات الشيعية المحيطة بالحي حملة قصف كثيفة استهدفت بها منازل الحي بعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية.
تحدث “بلال” أحد المدنيين الموجودين داخل حي الوعر لـ “المصدر” أن هذه المليشيات التزمت بقرار وقف إطلاق النار طيلة فترة التفاوض وبدأت بالتصعيد العسكري فجأة مع إعلان نجاح القيادات العليا بالوصول إلى توافق.
وتساءل “بلال” كيف لروسيا أن تضمن هذا الاتفاق وهي تعجز عن ضبط بعض المليشيات التي تأتمر بأمر النظام؟
ويذكر أنا المليشيات الشيعية المحيطة بحي الوعر تحمل كرهاً كبيراً للحي وأهله من الطائفة السنية وقد قامت باستهداف الحي رغم إبرام اتفاق وقف إطلاق النار وعقب التفجيرات التي استهدفت العاصمة دمشق صباح هذا اليوم.

معظم شباب الحيّ سيرحلون

وأشارت مصادر من داخل لجنة تفاوض حي الوعر، إلى أن وجهة المهجرين ستكون نحو ريف إدلب، أو ريف حمص الشمالي أو جرابلس حسب ما تم الاتفاق عليه على أن تخرج أول دفعة خلال هذا الأسبوع من حي الوعر يتبعها فتح للطرقات أمام الناس المواد الغذائية والموظفين، وتقوم الهيئة المدنية بتشكيل لجنة لتنظيم أسماء الخارجين ويتم الاعلان عنها.
ومن المتوقع أن يخرج من حي الوعر نحو 20 ألف شخص، على أن تخرج في كل أسبوع دفعة بحوالي ١٥٠٠ شخص، وزيادة العدد هذه تعود لفقدان أهالي الحي وشبابه الثقة بنظام بشار الأسد، وتجنباً لعمليات تجنيدٍ قد يفرضها لاحقاً على شبان وأهالي الوعر.
وأكد المصادر بحسب الطرف الروسي أن من سيبقى في حي الوعر سيعود مواطناً سورياً يعترف بنظام بشار الأسد وحكومته وتطبق بحقه القوانين والأحكام أي من الممكن اعتقاله أو سوقه للجندية أو الاحتياط.
يذكر أن وفد المعارضة في أستانة أصدر بياناً صباح أمس يعلن فيه عدم مشاركته في المحادثات خصوصاً مع عمليات التهجير القسري الذي ترعاه روسيا بقوة السلاح والضغط العسكري ليبقى حي الوعر في مواجهة مصيره المحتوم أمام هذا الاحتلال الروسي وأدواته وغياب كامل لدول أصدقاء الشعب السوري.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]